حذر جنرال إسرائيلي من إمكانية اشتعال الوضع في الضفة الغربية في حال توفرت الظروف المناسبة، مشددا على ضرورة بقاء الاحتلال الإسرائيلي في كل أنحاء الضفة.
وأوضح الجنرال الإسرائيلي عوديد تيرا، في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية، أن عملية قتل المستوطنة الإسرائيلية "لاستر هورغن" شمال الضفة الغربية المحتلة بداية الأسبوع الجاري، "تثير مرة أخرى التفكير في مسألة: إلى أين وجهتنا في الضفة الغربية؟".
وأضاف: "يتلقى هذا السؤال مفعولا مضاعفا على خلفية تصريحات وزير الأمن ورئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، الذي زعم في حديث صحفي مع صحيفة سعودية أنه يمكن التخلي عن معظم غور الأردن والضفة الغربية، وإقامة عاصمة للفلسطينيين في القدس".
ورأى الجنرال أن "أقوال غانتس لا تتطابق والواقع الذي سيكون في الضفة لأجيال أخرى، وهذه بضع حقائق؛ في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة التي جرت في الضفة وغزة (2006)، كانت أغلبية كبيرة لحماس، وهي اليوم تسيطر على غزة، وعلميا يسيطر عليهم القوات العسكرية الإسرائيلية في الضفة".
ونبه بأن "حماس لا تخفي كراهيتها لإسرائيل ورغبتها في إزالتها عن وجه البسيطة، حتى وان كانت مستعدة لحالات وقف نار مؤقتة، حين يكون الأمر مريحا لها، كما أنهم في المدارس الفلسطينية يروجون لكراهية إسرائيل، وتغيير هذا التعليم وتأثيراته سيستغرق أجيالا عديدة".
كما أن "الوضع الاقتصادي في أراضي السلطة الفلسطينية سيكون على مدى سنوات طويلة مترديا؛ بسبب فساد رؤساء الحكم ورجال السلطة، حيث إن المساعدة الاقتصادية التي تعطى للسلطة تذهب لجيوب المجموعة الحاكمة، وهكذا ستبقى الفجوة في مستوى المعيشة بيننا وبين الفلسطينيين، كما توجد فوارق أخرى".
ولفت تيرا إلى أن ما سبق ذكره "يشكل وقودا لاشتعال الكراهية بين الفلسطينيين وبيننا؛ وهو الوقود الذي يمكنه أن يشتعل في كل لحظة، في حال توفرت الظروف المناسبة".
وقال: "يخوض الفلسطينيون ضدنا مواجهات منذ سنوات طويلة، ومن السهل نسبيا إقامة شبكة عمل (مقاومة)؛ بسبب الانكشاف المتدني للنشاط، وسهل تعزيز البنية التحتية وتنفيذ العمليات دون استعدادات مركبة أكثر مما ينبغي، وبسبب التغطية على مصدر منفذي هذه العمليات يكون صعبا تعقبها".
وذكر أنه "لا يمكن القتال ضد العمليات والمواجهات بالدبابات، الطائرات أو الصواريخ، ومن هنا وفي ضوء الوضع القابل للانفجار الذي سيكون في المنطقة كنمط حياة، ينبغي التخوف من الاشتعالات، وعمل كل ما ينبغي لمنعها بشكل دائم".
ورجح أن اقتراحات وزير الحرب غانتس، "تعزز قابلية المنطقة للانفجار بشكل واضح، وتمنع الحلول القابلة للتحقق"، معتبرا أن "عاصمة فلسطينية في داخل القدس هو وصفة للاحتكاك والانفجار الدائمين، كما أن التنازل عن مناطق في غور الأردن أو الضفة سيعطي حرية عمل لإقامة بنية تحتية للعمليات، دون قدرة ناجعة على التصدي لها".
وزعم الجنرال أن عملية قتل المستوطنة في الضفة "تشكل نداء صحوة لإسرائيل؛ بأنها الملزمة بأن تبقى في كل الضفة الغربية".