أجمع محللون سياسيون فلسطينيون أن شعبية حركة حماس في الداخل والخارج "ارتفعت" بشكلٍ ملحوظ، بعد "انتصار المقاومة الفلسطينية" في العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخير على قطاع غزة. وشنّت (إسرائيل) عمليات عسكرية مكثفة يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري واستمرت لثمانية أيام قبل أن تنتهى بوقف لإطلاق النار يوم الأربعاء (21 نوفمبر) عقب اتفاق هدنة بين (إسرائيل) والفصائل الفلسطينية تم برعاية مصرية. وأوضح المحللون السياسيون أن انتصارا لحماس على (إسرائيل) فرض احترامها على الفصائل الفلسطينية الأخرى، وزادت من شعبيتها بين المواطنين الفلسطينيين، وأما خارجياً فقد عمّقت الحركة علاقاتها مع المجتمعات العربية الأخرى. وقال المحلل السياسي هاني حبيب الكاتب بعدد من الصحف الفلسطينية والعربية من قطاع غزة إن شعبية حركة حماس في ارتفاع مستمر، اثر انتصارها في المعركة ضد الجيش الإسرائيلي". وأوضح حبيب أن حركة حماس أدرات المعركة بشكلٍ جيد من الناحية العسكرية، حيث أظهرت مدى التنظيم الداخلي لجبهة المقاومة، والذي أدى إلى انتقال المقاومة الفلسطينية من استراتيجية "الدفاع" إلى "الهجوم". وداخلياً، ذكر حبيب أن التنظيم الداخلي ونشر القوات الشرطة في غزة للمحافظة على الأمن في المجتمع، كان سبباً مهماً في زيادة شعبية حماس، حيث لم يشهد الوضع الإقتصادي تدهوراً، كما في أوقات الحروب، ولم تكتظ المحال التجارية، ولم يبدِ أي تاجرٍ احتكاره للسلع، وذلك كلّه حسب تنظيم دقيق من الحركة. وعن نتائج "ارتفاع" شعبية حماس في الآونة الأخيرة، قال حبيب :" إن المجتمع الدولي بات يدرك أن حركة حماس الرقم الصعب، فهو مناطٌ بإنشاء علاقات مع الحركة قريباً، وهذا دليل على أن حماس أصبحت أكثر قبولاً من قبل المجتمع الدولي". وتوقع حبيب وصول الأطراف الفلسطينية المنقسمة إلى حلّ نهائي يتوج بالمصالحة الفلسطينية، كأحد النتائج المهمة التي تلي انتصار حماس في معركة "حجارة السجيل". ومن جهته، قال فايز أبو شمالة محلل سياسي بعدد من المراكز البحثية والصحف الفلسطينية أن "سيطرة حماس على ساحة المعركة أدت إلى تزايد شعبيتها في الداخل الفلسطيني"، مضيفاً:" وصلت شعبيتها إلى درجة أن يقول من اتهمها سابقاً بالمتاجرة بالأنفاق .. شكراً يا حماس، رفعت رأسنا عالياً". وأكد أن انتصار حماس زاد من ولاء المتعاطفين الفلسطينيين مع الحركة، وولاء الشعب العربي والإسلامي لها، واثقاً من أن خطوة "ضرب تل أبيب" أكسبت حماس المزيد من الأصوات المؤيدة لها. واشار إلى أن مساعي وزيرة الخارجية الأمريكية للتهدئة دليل على إقرار الولايات المتحدة، وإعترافها بأن "حماس ممثل شرعي عن الفلسطينيين"، مرجعاً تأييد الدول الأجنبية لإقامة دولة غير عضو في الأمم المتحدة إلى انتصار حركة حماس في معركة "حجار السجيل". وأعرب عن أمله باقتراب موعد اتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" المنقسمتين، مرجعاً ذلك إلى أن العائق الذي كان وجهاً للاختلاف بين الفصيلين بدأ يتلاشى. وأوضح أن ما كان يعيق المصالحة هو تعارض المواقف السياسية في السلطة الفلسطينية بين خياري المقاومة والمفاوضات، لكن اليوم تم الاتفاق على أن تكون "المقاومة" عنوان البرنامج السياسي. ومن جانب آخر، أوضح عليان الهندي محلل سياسي من الضفة الغربية أن شعبية حماس ارتفعت في الضفة بحيث زاد رضا المواطنين عن أداء الحركة. ويرى إياد السراج، الكاتب والمحلل السياسي بعدد من الصحف أن إطلاق حركة حماس الصواريخ على مدينة "تل أبيب" العاصمة السياسية لـ(إسرائيل)، رفع أسهمها بشكل كبير في الشارع الفلسطيني. وأضاف في مقال صحفي كتبه الأربعاء:" أن تصل الصواريخ إلى تل أبيب كان مذهلا لنا وللعالم كله وانتشى شعب غزة وكل فلسطيني بشعور غامر بأننا وصلنا إلى درجة الند الكامل وسط تآكل نظرية الردع الإسرائيلي وقدرة المقاومة على خلق توازن الرعب".