تعرض جهازُ الشرطة للعديدِ من الضربات والأزمات الصعبة ، ففي عام 8002 شنت قواتُ الاحتلالِ الإسرائيلي حرباً ضروساً على قطاع غزة , وتلقت الشرطة الضربةَ الأولى فيها حيث استشهدَ في آنِ واحد 652 عنصر من عناصرها كانوا يتلقون الدورات التدريبية من بينهم مدير الشرطة آنذاك اللواء توفيق جبر”.
ويتذكر العقيد كمال بنات ذلك اليوم فيقول : “ كان يوماً اعتيادياً من أيام نشاط جهاز الشرطة كنت أقوم بعملي لإدارة شرطة النجدة لفرقة الخيالة وكانت تتركز مهامها على حفظ الأمن على ساحل القطاع “.
وكان هناك طابور صباحي لاستلام العمل واستعدت القوة لأداء مهامها وأثناء ذلك سُمع صوت القصف فقمت بإخلاء المكان وتفريق الأفراد مجموعات مجموعات حتى لايتعرضوا للاستهداف خاصة أنه تم استهداف أفراد الخيالة جميعهم .
ويذكر بنات أنه قام بإرسال رسالة من الجهاز اللاسلكي يطلب فيه نجدة المصابين فتلقى الإشارة اللواء توفيق جبر ورد عليها بأنه الآن سيتم توجيه سيارات الإسعاف للمكان ، وأنا قمت بدوري بإخلاء المكان وكنت آخر شخص انسحب من مكان الاستهداف .
وبعد ذلك قابلت اللواء جبر عند المباحث العامة وطلبت منه الرجوع فرفض وكان يردد “أولاد كمال انضربوا” ومن شدة قلقه على الدورة لم ينتبه أنني الشخص الذي يعنيه وتوجه مسرعاً إلى مكان الاستهداف .
أستطيع أن أجزم أن اللواء توفيق جبر كان في ذلك اليوم في حالة شهيد فكم مرة ألحينا عليه بالرجوع أنا والمرافق الشخصي له لكنه رفض وتوجه حينها إلى مبنى النجدة واستهدفته طائرات الغدر في الزاوية الشمالية لمبنى النجدة الذي هو الآن مبنى التدخل .
في اليوم الأول للعدوان تم استهداف كافة مواقع الشرطة فقمت بعد انتهاء القصف بسحب كافة أفراد شرطة الحراسات لتأمين مقر قيادة الشرطة ومنع أي أحد من الدخول إلا لسيارات الإسعاف ، وبدأنا في عملية الإنقاذ كان المشهد مؤلماً لم ينجُ من فرقة الخيالة سوى الضابط الغفري .
ضبط الحالة الأمنية أغاظ الاحتلال فتم استهداف عناصر الشرطة لكن بفضل الله تم إعادة تشكيل إدارة النجدة لممارسة عملها في حفظ الأمن وضبط الساحل .