بدا قوياً صابراً على الرغم من المصائب والابتلاءات التي حلت به، وقف واعظاً المصلين مذكرهم بفضل الصبر ونعيم الثبات، على الرغم من أن ولديه مضرجان بدمائهم شهيدين سيصلي عليهم بعد موعظته، بشر الحضور بأن من فقد شيئاً من أجل الله أبدله الله خيراً منه في الدنيا والآخرة. بهذه الهمة العالية، والصبر الكبير الذي غرسه الله في قلب الحاج "ماهر أبو كميل"، من سكان قرية المغراقة وسط قطاع غزة، ووالد الشهيدين القساميين: سعدي وأحمد أبو كميل، وصاحب المنزل الذي دمره الاحتلال بالكامل على رؤوس من فيه، فارتقى فيه ولديه وثلاثة من قادة القسام بمنطقتهم. تعجب المشاركون في أداء صلاة الجنازة على أرواح شهداء القسام الخمسة بالمغراقة من القوة في الصبر على الابتلاءات التي يمتلكها الحاج أبو السعدي، لكنه سرعان ما فند تعجبهم بتذكيرهم بأن "لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل، فلنصبر ولنحتسب مصائبنا عند الله عز وجل". وقف شامخا معتزا بما قدمه من تضحيات في سبيل الله، أدى صلاة الجنازة على فلذة كبده، مؤكدا للجميع أن الشهداء الخمسة جميعهم أبناؤه وليس سعدي وأحمد فقط، بل " القائد القسامي نضال حسان، والقائد الميداني رامي عبيد ، والقائد الميداني محمد أبو عطيوي"، معلناً أن من له دين على أحد من الشهداء الخمسة فهو رقبته ومسؤول عن سداده. على الرغم من معرفتي المسبقة بأبو السعدي أبو كميل إلا أنني دعوت الله له أن يدخله الجنة بغير حساب ومن دون سابقة عذاب، لأنا جئنا نصبره فوجدناه من يصبرنا، جئنا نخبره بأجر الصابرين فوجدناه سبقنا بنيله، لأنه علم وفهم وحفظ قوله تعالى "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". بهاء الشقيق الأصغر للشهيدين سعدي وأحمد أبو كميل يروي لنا تفاصيل المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق خمسة من مجاهدي كتائب القسام بالمغراقة، حيث يقول: "قبل أذان المغرب بأقل من نصف ساعة، وبالتحديد يوم الأربعاء 21/11/2012، قصف الطيران الحربي "الإسرائيلي منزلنا القريب من مسجد الإيمان، ودمره بشكل كامل. ويتابع بهاء : "اتصلت مع شقيقي أحمد رحمه الله وأخبرته بقدومي إلى المنزل لكنه رفض وأصر علي بعدم القدوم، وما هي إلا لحظات وإذا بانفجار ضخم جعل بيتنا المكون من طابقين ركاما، فهرعنا مع سكان الحي لأننا على علم بوجود مجاهدين تحت الأنقاض، وما هي إلا لحظات حتى انتشلنا جثث خمسة شهداء من مجاهدي كتائب القسام من تحت الركام، كان من ضمنهم شقيقي سعدي وأحمد". وبصبر استلهمه من والده أكد على أن دماء أخوته سراجا قربانا لمعركة تحرير المسجد الأقصى المبارك، مشيرا إلى أن النصر الكبير الذي حققته المقاومة في معركة "حجارة السجيل" أغاظ الأعداء، وشفى قلوب وصدور الفلسطينيين. عائلة أبو كميل ليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم الشهداء، فقدمت قبل أحمد وسعدي خمسة شهداء أربعة منهم في "معركة الفرقان"، إضافة إلى عدد من الأسرى في سجون الاحتلال، نسأل الله الفرج القريب والعاجل لجميع أسرانا. [img=112012/re_1354175431.jpg]الشهيدان سعدي وأحمد أبو كميل[/img] [img=112012/re_1354175464.jpg]الحاج ماهر مع أولاده[/img] [img=112012/re_1354175478.jpg]الشهيد أحمد أبو كميل[/img] [img=112012/re_1354175493.jpg]الشهيد سعدي أبو كميل[/img] [img=112012/re_1354175506.jpg]الشهيد سعدي أبو كميل[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.