شكّل قرار الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة في قطاع غزة، بتحرير اللاعبين من أنديتهم، ضربة موجعة للأندية، وخبر سار ومفرح للعديد من اللاعبين، الذين بدأوا أول الخطوات من أجل الرحيل عن أنديتهم.
وبدأ عدد من لاعبي الأندية الغزية، حمل أمتعتهم من أجل خوض تجربة جديدة، بعد الأوضاع الصعبة التي عايشوها في أنديتهم، عقب صدور القرار من الاتحاد.
ويهدف اللاعبون البحث عن فرصة أخرى في أندية أخرى يضمن لهم الصحول على مستحقاتهم المالية، في ظل أوضاع صعبة تعيشها الأندية الغزية، وخاصة التي تضم لعبة كرة السلة وألعاب أخرى.
وقد تهدد هذه الخطوة استقرار بعض الأندية والتي شهدت مغادرة بعض لاعبيها لأندية أخرى دون الكشف عن التوقيع على عقود الأندية الأخرى، الأمر الذي سيضر بمصلحة الأندية بشكل كبير.
وفي ضوء ذلك، "فلسطين الآن" رصدت آراء المتابعين لكرة السلة الغزية حول هذا القرار وتأثيره على الأندية واللاعبين.
رفع المستوى الفني والفكري
واعتبر المدير الفني لنادي خدمات البريج أحمد كمال موسى، أن قرار الاتحاد بتحرير اللاعبين، من أفضل القرارات التي مرت في هذا العصر، مبيناً أن هذا القرار سيكون له طابع إيجابي على اللاعببن والأندية والأجهزة الفنية ومنظومة كرة السلة.
وأضاف موسى في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن هذا القرار لا يمكن أن يكون سلبي كما تعتقد العديد من الأندية الغزية، مؤكداً أنهم سيكتشفون أنه الأفضل لهم ولجميع أركان اللعبة مع مرور الوقت.
وتابع: "القرار سيكون إيجابي للأندية التي ستعمل بشكل إداري صحيح وظبط اللاعبين وإبرام العقود، الأمر الذي سيعكس الطابع الاحترافي والمسؤلية والاهتمام لدى اللاعبين من خلال الالتزام من حقوق وواجبات مما يعكس فنيا على اللعبة بشكل عام".
أما بخصوص الجانب الإيجابي للاعب من هذا القرار، فأكد موسى أن اللاعب سيستفيد منه من الناحية النفسية، ومن ثم المادية والفنية والفكرية.
وأشار موسى إلى أن هذا القرار سيرفع المستوى الفني والفكري للعبة، بشرط تعاطي الأندية بشكل سلس مع هذا التحرير بانتقال اللاعبين الذين لم يحالفهم الحظ مع أنديتهم وستقوم الاندية للعمل على تفريخ لاعبين صغار من أجل تدعيم بعض الأماكن التي لم يحالفها الحظ لسد بعض ثغرات اللاعبين وهذا سيعطي فرصة لإظهار طاقات ولاعبين جدد في بعض الأندية كانت مدفونة في أنديتهم.
فرصة للاعبين المهمشين
أما محمد العجلة الصحفي المختص في كرة السلة، فأكد أن قرار الاتحاد بالأساس مبني على بند أصيل بقانون اللجنة الأولمبية، مبيناً أن هذا الأمر يمنعنا من الحديث برفض أو قبول هذا القرار، متسائلاً: لمصلحة من لم يتم تفعيل هذا البند في السابق وهل عدم تفعيله أضر باللعبة أم لا ولماذا لم يتم تطبيق هذا البند في كافة الألعاب الرياضية الأخرى؟.
وقال العجلة في حديثه لـ"فلسطين الآن"، "على صعيدي الشخصي أرى أن القرار خير فرصة للاعبين المهمشين داخل أنديتهم من الخروج دون أي احتكاك غير رياضي مع إدارات أنديتهم، والبحث عن فرصة مادية أخرى أكثر منها سلوية".
وأضاف: "الطريقة التي ستتعامل بها الأندية مع هذا القرار هي من ستحدد إذا كان قرار التحرير إيجابي أو سلبي، بالتعاقد مع عناصر مهمة للفريق لسد النقص في بعض المراكز، وربما سيؤثر على أندية أخرى لا تعتبر كرة السلة أولوية بالنسبة لها وبالتالي من الممكن أن تفقد أفضل لاعبيها وربما انتهاء كرة السلة داخلها أو على الأقل فقدان مركز متقدم كانت تحصل عليه سابقا".
وتابع: "لا أعتقد أن انتقالات اللاعبين خاصة في قطاع غزة من الممكن أن تؤدي لارتفاع المستوى الفني للمسابقات، وذلك لعدم ظهور أسماء جديدة مميزة على الساحة السلوية منذ عدة سنوات، وأقصد هنا لاعبين الفريق الأول وليس الناشئين".
وبيّن العجلة أن ملاعب كرة السلة، لا زالت تفتقد للاعب الذي من الممكن أن يحدث تغييرا جذريا في أداء أي فريق بصفقة تشبه انتقال إبراهيم أبو رحال لخدمات البريج، بمعنى أن الانتقال المؤثر يجب أن يعزز من فرص وقوف أي فريق على منصات التتويج وليس فقط لمجرد الانتقال، وإلا فإن انتقالات اللاعبين لن تتعدى أهميتها كونها عددا فقط لاغير.
قرار تاريخي
بدوره اعتبر معتز خريس لاعب فريق خدمات المغازي، أن هذا القرار يعتبر قانوني، مبيناً أنه يجب أن يطبق كل 4 أعوام، متسائلاً .. في الفترات السابقة كنا نرى تعتيماً على هذا القرار، ولمصلحة من يتم التعتيم عليه؟.
وأكد خريس في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن قرار تحرير اللاعبين قرار تاريخي ايجابي لمستقبل اللاعبين المدفونين بالأندية، والذين يواجهون إدارات تقوم بالمستحيل لتتمسك باللاعب دون أن تعطيه جزء من المقومات التي تسمح له بالاستمرار.
وطالب خريس الأندية، باحترام لاعبيها، وعدم معاملتهم بمنطق الكذب، مبيناً أن هذه الخطوات، لن تجعل أي لاعب يفكر بالخروج من ناديه، كونه يجد الراحة والاحترام والالتزام.
وعن ارتفاع المستوى الفني في المسابقات السلوية بعد هذا القرار، أكد خريس أنه من الممكن أن تلمع أسماء جديدة في الساحة الرياضية من خلال تحرير اللاعبين تحرير مكاني وتحرير نفسي.
واختتم حديثه، "في النهاية على إدارات الأندية احترام اللاعبين والتعامل معهم بكل صدق والتزام لتكون دوماً جاهزة لمثل هذه القرارات".