توقعت دراسة أكاديمية إسرائيلية وقوع زلزال مدمر سيؤدي إلى مقتل الآلاف من الإسرائيليين. الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً تخوفاً من موعد هذا الزلزال الذي لم تحدده الدراسة لكنها أشارت إلى أنه قريب جداً.
وقالت الدراسة الإسرائيلية، إن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هزة أرضية قد تشهدها "إسرائيل" ستتسبب في انهيار المنازل. ومقتل الآلاف، وتغير الحياة الفورية في "إسرائيل" من النقيض إلى النقيض.
وحسب الدراسة، فإنه من المستحيل التنبؤ بموعد حدوث الزلزال المدمر التالي في "إسرائيل"، فإنه لا شك سيحدث.
وقال البروفيسوران شموئيل ماركو من جامعة تل أبيب، وآموتس عغنون من الجامعة العبرية، في مقالهما المشترك بصحيفة معاريف. إن هذه الهزة ستحدث يومًا ما في "إسرائيل".
وأشار الباحثان، إلى أن الزلزال سيكون فجأة وبضوضاء هائلة، وتتحرك الأرض بكل اتجاه.
وأضاف الباحثان: “تكمن المشكلة أنه بينما تستثمر "إسرائيل" موارد هائلة لمنع حوادث الطرق. والتعامل مع الفيضانات والكوارث الطبيعية، فإن الأمر ليس كذلك عندما يتعلق الأمر بالزلازل”.
وحسب الباحثان، فإن "إسرائيل" لا تمتلك الكثير من الخيارات أمام هذه الهزة الأرضية المتوقعة. وهي ببساطة لن يكون أمامها سوى تحمل الموقف، وانتظار كارثة المعركة التالية.
وتابع الباحثان: “لا ثقة في عدم حدوث زلزال مدمر في المستقبل داخل إسرائيل، لأن الجيولوجيين الذين يدرسون الزلازل يحذرون مرارًا وتكرارًا من حدوثها في إسرائيل، ويطالبوننا بالاستعداد لها”.
واستذكرا أن زلزالاً مدمراً واحداً فقط وقع في “إسرائيل”- كما قالا-، تسبب في سقوط مئات الضحايا في 1927. مع التركيز على شمال البحر الميت، ودرجته 6.2 درجة على مقياس ريختر”.
وأكملا: “في 1995 ضرب زلزال بقوة 7.2 درجة منطقة إيلات، وبسبب المسافة الطويلة التي تبعد 100 كيلومتر جنوبيها. جاءت أضراره صغيرة جدًا”.
وتابع الباحثان: “ومؤخرًا نشرنا مع زملائنا في جامعتي تل أبيب وحيفا دراسة كبيرة مصممة لفهم تواتر الزلازل في إسرائيل”.
وكشفا أن “أحد أهداف بحثنا هو فهم هذا التردد في الزلازل في إسرائيل بشكل أفضل، حين تهتز الأرض. وتنكسر قشرتها فجأة بعد أن تتسبب حركة الصفائح بزيادة الضغط لعقود أو مئات أو آلاف السنين”.
وأكمل الباحثان: “بعد الانكسار، يتحد الغشاء ويقوى بحيث يصبح قادرًا على تحمل الضغوط مرة أخرى. وتتراكم هذه مرة أخرى لفترة طويلة من الزمن حتى تأتي لحظة الانكسار، وتهتز الأرض مرة أخرى”.
واستطرد الباحثان: “مثلما لا يمكن التنبؤ بالقشة التي ستكسر ظهر البعير، فلا يمكن التنبؤ بالضبط بوقت الزلزال التالي”. مشيرين إلى أن نتائج البحث جاءت مثيرة للدهشة.
وأكمل الباحثان: “بينما اعتقدنا حتى الآن أن صدع البحر الميت يهتز بقوة 7.5 على مقياس ريختر كل 10 آلاف سنة في المتوسط. فإن الدراسة أظهرت أن الزلازل المميتة أكثر تواتراً”.
وأشارت الدراسة، إلى أن الزلزال بمتوسط دورة بين 1300 و1400 سنة، وقد ضرب الزلزال الأخير هذه البلاد بهذا الحجم عام 1033، أي منذ ألف عام.وأشارت الدراسة، إلى أن ذلك يعني توقع حدوث زلزال آخر بقوة 7.5 على مقياس ريختر في القرون القليلة القادمة.
وأكدا أن هناك أرقاماً أخرى، وربما أكثر إثارة للقلق، مفادها أن الزلازل تحدث في منطقتنا في المتوسط كل 130- 150 عاماً.
واستدرك الباحثان: “إلا أن التردد بين الزلازل يختلف، وبينما كانت هناك حالات كانت فيها الفجوات بين الزلزال والذي يليه مئات السنين”.
وتابع الباحثان: “لقد حدثت زلازل قوية بفارق بضع سنوات فقط، لأننا نعيش في منطقة نشطة من ناحية الزلازل. ويظهر السجل الجيولوجي أن هزة أرضية كبيرة في إسرائيل ستؤدي لسقوط مئات القتلى”.
وحسب الباحثين، فإنه ليس لدى إسرائيل حتى الآن طريقة للتنبؤ بالضبط متى ستهتز الأرض تحت أقدامها، وتبقى هذه توقعات إحصائية، لكن يجب أن تستعد لها، وتفهم خطورة الموقف، وتعد خطة للطوارئ.
وفي وقت سابق، قال وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، إن الإحصائيات والدلائل تشير إلى أننا سنواجه سيناريو. تعرضنا لزلزال قوي جديًا يؤدي إلى آلاف حالات الوفاة.
وشدد غانتس خلال مؤتمر إسرائيلي لبحث الاستعدادات للزلازل. على ضرورة إيجاد حكومة فاعلة تشكل لجان وزارية مختصة تنسق فيما بينها لأي سيناريو طارئ.
وأضاف غانتس: “من أجل منع وقوع كارثة أو زلزال أو تهديد آخر في المستقبل، مثل تسونامي أو هجوم كيميائي أو غيره، يجب علينا ضمان الاستقرار الإداري والسياسي”.
وتابع: “في الواقع هذه الأيام نحن ندفع ثمنًا باهظًا من حياة الإنسان بسبب عدم الاستقرار الحكومي”. في إشارة منه لآلاف الوفيات بفيروس كورونا وفشل التعامل مع الأزمة.
وأشار إلى أن الحكومة لم تكن مستعدة للتعامل مع الوباء، لا من حيث النظام الطبي ولا الهيكل التنظيمي، مشيرًا إلى أن إسرائيل الآن غير مستعدة للتعامل مع سيناريو آخر مثل زلزال حقيقي وكبير.
ولفت إلى أن هناك نحو 80 ألف مبنى سكني في "إسرائيل" معرض بشكل كبير لخطر الانهيار نتيجة أي زلزال كبير.
وبين أن أكثر من 4 آلاف مبنى آخر يمكن أن يتعرض لمثل هذه الكارثة، ويمكن أن يصل عدد الوفيات إلى الآلاف، وعشرات الآلاف من الجرحى في غضون ساعات.
وأضاف: “هذا رقم لا يمكن تصوره، وهو أعلى من الكارثة التي مررنا بها خلال عام كورونا الكامل”.