مع تفشي فيروس كورونا في معظم دول العالم وتصنيفه كجائحة بحسب منظمة الصحة العالمية، أصبح الاهتمام بإجراءات السلامة والوقاية؛ كالحفاظ على النظافة العامة، وعدم المصافحة، والتباعد الجسدي حاجة ملّحة، خاصة في ظل ازدياد أعداد الوفيات والإصابات.
تسارع وتيرة انتشار المرض، والزيادة الكبيرة في أعداد الوفيات التي لامست 2,39 مليون حتى كتابة هذه المادة؛ حتّمت على سكان هذا الكوكب التصدي للعدو الصامت الذي لا يرى بالعين المجردة، كلٌ حسب موقعه وتخصصه.
فشرعت الحكومات بفرض الإغلاقات وتحديد الحركة في معظم دول العالم، في حين سابقت الجامعات، ومراكز الأبحاث العالمية، وشركات الأدوية الزمن لإنتاج لقاحات مضادة لهذا الفيروس والتي تكلّلت جهود العديد منها بالنجاح؛ الأمر الذي مكّن ملايين البشر من التطعيم ضد الفيروس التاجي.
خرِّيج كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات (ميكاترونيكس)، المهندس محمد صيدم، من سكان قطاع غزة، قرّر هو الآخر أن يكون له سهم في مواجهة تفشي الوباء العالمي؛ فكانت "قلادة كورونا الذكية".
بداية الفكرة
يقول صيدم إن فكرة اختراع "قلادة كورونا الذكية" راودته عندما كان يتجول في الأسواق والمولات التجارية ويرى تزاحم الناس على أبواب البنوك، دون تباعد جسدي "كانت المسافة بينهم أقل من متر!!".
ويتابع صيدم في حديثه لمراسل "فلسطين الآن": "في ظل هذه الصورة طرأت لبالي فكرة بأن يكون هناك ابتكارٌ يحمل تقنية معينة، ويعزز مبدأ التباعد الاجتماعي بين الأفراد؛ فكانت فكرة قلادة كورونا الذكية".
وظيفة القلادة
وأوضح صيدم، أن القلادة عبارة عن قطعة إلكترونية دائرية الشكل، تحتوي على زر للتشغيل ومجسّ وظيفته أن يحافظ على المسافة بين مرتدي هذه القلادة وبين الشخص الذي أمامه لمسافة متر (بغية تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي).
وواصل المهندس (26 عامًا) معرفًا عن ابتكاره الإلكتروني قائلًا: "في حال كانت المسافة أقل من متر سيصدر وميض ضوئي وإنذار صوتي لتنبيه الشخص بأن المسافة أقل من متر وعليه تحقيق التباعد".
المعيقات والطموحات
لكن ثمة معيقات واجهت صيدم خلال تصنيعه لهذه القطعة الإلكترونية -كما يقول- من أبرزها، انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وعدم توفر بعض القطع في السوق المحلي وانتظار دخولها لقطاع غزة لمدة تستغرق الشهر والشهرين، فضلًا عن الظروف المادية.
ويطمح المهندس الشاب، أن يستمر في تطوير ابتكاراته ومعرفته في هذا المجال، داعيًا المؤسسات التي تُعنى في الابتكارات والاختراعات أن تقوم باحتضانه.
وختم صيدم حديثه بالقول: "حابب طباعة أو إنتاج عدة نماذج من هذا الابتكار وبيعها في السوق المحلي. بل أطمح عالميًا لأنها فكرة تخدم الجانب الصحي خاصة في ظل هذه الجائحة التي يمر بها العالم".
