"لا تفتحوا أفواهكم.. لا تعلو صوتكم.. فلا صوت يعلو فوق صوتي.. ولا رغبة تعلو على رغباتي".. بتلك الكلمات يمكن أي يلخص أي فلسطيني منا حال الرئيس محمود عباس مع شعبه ومع تنظيمه، وربما مع الدائرة الضيقة التي تحيط به.
فالرائي والمتابع يعلم جيدا أن كل من يخالف عباس " قولا أو فعلا يتم فرمه"، وكانت البداية مع دحلان الذي جرده من كل شيء حتى لقبه التنظيمي، مرورا بمروان البرغوثي الذي يخشاه وهو مكبل بأصفاد الاحتلال واليوم ناصر القدوة الذي يرى في البديل عن عباس الحل.
وطبعا "العصا" التي يستخدمها عباس لجلد معارضيه موجودة، ومتمثلة في ماجد فرج مسئول المخابرات، وصاحب اليد الملطخة بكل عمل قذر تقوم به السلطة محليا أو إقليميا أو دوليا.
فمن اغتيال عمر النايف لخطة الضم مرورا بمساعدة يهود اليمن، وصولا لتهديد وإزاحة مروان البرغوثي وكل من يخالف عباس، ففرج بصحبة حسين الشيخ يمثلان الحلف الأقوى لخلافة عباس.
لكن وعلى خلاف كل مرة، وجه عباس حسين الشيخ، والذي يمثل اليد الناعمة للتفاوض مع الخصم الأقوى وهو مروان البرغوثي، بينما استخدم ماجد فرج للتهديد المباشر مع ناصر القدوة.
حتى اللحظة، لم ينجح عباس على جبهة البرغوثي الذي يصر على خوض غمار الانتخابات، وعلى نفس المسار ما زال فاشلا على جبهة القدوة الذي خرج من الاجتماع في مقر عباس مصرا على القائمة المنفردة، ولا يعلم أحد أين سيصل عباس وكيف سيتصرف، لكن الجميع يدرك أن هوة الخلاف داخل "فتح" تتسع ولا يمكن رأبها.