فجرت صحيفة “التايمز” البريطانية فضيحة جديدة لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، كاشفة عن رشاوى قدمها لمسؤولين بريطانيين كبار. لأجل دعمه في قضاياه ضد الأميرة هيا بنت الحسين، شقيقة ملك الأردن، والتغطية على فضائحه مع بناته.
وفي هذا السياق كشف تقرير للصحيفة البريطانية أن “ابن راشد” حاول استمالة مسؤولين بريطانيين كبار عبر الرشاوي لدعمه في مواجهة تصاعد فضائحه.
وتتعلق هذه الفضائح بقضيتي محاولة ابنتيه لطيفة وشمسة الهروب وإعادتهما القسرية.
وذلك فضلا عن قضية هروب زوجته الأميرة هيا بنت الحسين، شقيقة ملك الأردن عبدالله بن الحسين، رفقة نجليها.
خيول وهدايا اغدقها على بريطانيا
وبحسب “التايمز” فإنه حتى ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، ظلت تتلقى “هدايا” من بن راشد حتى بعد هروب زوجته الأميرة هيا. مشيرة إلى أن الخيول التي أهداها حاكم دبي للملكة، شكّلت نسبة سدس الخيول التي ارتدت الزي الملكي العام الماضي.
وقبلت الملكة بعض الهدايا بعد هروب الأميرة هيا للندن مع ولديها الصغيرين في شهر مارس من العام 2019.
وبعد شهرين من هذا التاريخ وجهت الدعوة للأميرة، وهي فارسة سابقة في الألعاب الأوليمبية لكي تجلس مع الملكة وتتناول معها الشاي. في قصر “ويندسور”.
واستمرت الملكة إليزابيث ــ وفق التقرير ـ في قبول هدايا محمد بن راشد، بوقت تتعرض فيه لدعوات كي تستخدم علاقتها. ونفوذها من أجل تأمين الإفراج عن ابنتيه اللتين اختطفتا وتم إعادتهما قسريا إلى دبي.
ومعروف أن العلاقة تطورت بين ملكة بريطانيا وبن راشد عبر الحب المشترك للخيول وهو ما عرضها لانتقادات واسعة.
وكانت ملكة بريطانية توجه لابن راشد الدعوة بشكل مستمر لحضور سباق الخيول الملكي في أسكوت.
واستثمر حاكم دبي مبالغ طائلة في اسطبلات “غودولفين” بنيوماركت، مقاطعة سافوك، والذي يعتبر من أهم اسطبلات السباقات الممتازة.
ورفض جون وارين، مدير سباقات الملكة التعليق حول الهدايا التي تلقتها من اسطبل غودولفين عام 2019 أو حول الخيول الأخرى التي قبلتها كهدايا.
وقالت المتحدثة باسم قصر باكنغهام إنها “لن تعلق على أمور خاصة”.
ولا تشتري الملكة الخيول، وكل الخيول الـ55 التي ارتدت الزي الملكي، جاءت من المربط الملكي الخاص حيث تعتني الملكة كثيرا بخيولها. وتربيتها في المزرعة الخاصة التابعة لها.
وقدمت للملكة تسعة خيول من اسطبل غودولفين. وتشير أعمار الخيول إلى أنها قُدمت للملكة بعد هروب الأميرة هيا إلى لندن.
ويقال إن بن راشد يقدم للملكة كل عام أربع خيول صغيرة لا تتجاوز أعمارها السنة، وذلك منذ عام 2009.
ويعتقد أن علاقة ملكة بريطانيا مع بن راشد ستكون محلا للتدقيق بعد نشر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لقطات فيديو. سجلتها الشيخة لطيفة من محل إقامتها الذي وصفته بالسجن.
مسؤولة أوروبية نادمة لأنها لم تصدق ما قالته الشيخة لطيفة
وقبل أيام قالت رئيسة أيرلندا السابقة، ماري روبنسون، إنها تعرب عن أسفها إزاء تصرفاتها عقب لقاء تم في عام 2018 مع الأميرة لطيفة. كريمة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي قالت إن والدها يحتجزها كرهينة.
خطأ كبير ولم يكن هناك معرفة كافية
وقالت روبنسون لهيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الأيرلندية (أر تي إيه) مساء الجمعة إنها ارتكبت “خطأ كبيراً. لأنها لم يكن لديها معرفة كافية بوضع الأميرة لطيفة.
وكانت روبنسون التقت الأميرة في دبي، عندما كانت تشغل منصب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. وقد وصفت الأميرة آنذاك بأنها “امرأة يافعة مضطربة”.
واستشهدت أسرة لطيفة بهذه المقابلة لتثبت أن الأميرة ليست محتجزة رغما عنها. وقالت روبنسون “كنت ساذجة”.
المسؤولة البارزة باتت تصدق كل ما قالته الشيخة لطيفة
وقالت الرئيسة السابقة إنها تصدق “مئة بالمئة” لطيفة الآن، وإنها قد تواصلت مع وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفني. بشأن القضية.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت منتصف الشهر الجاري مقطعا جرى تصويره سرا للأميرة لطيفة. التي قالت إن والدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يحتجزها منذ 2018 عندما حاولت الفرار من دبي.
وقالت الأميرة في المقطع المصور إنها محتجزة مثل الأسيرة في فيلا تحرسها الشرطة.
وطلبت لطيفة أيضا من الشرطة البريطانية إعادة التحقيق في قضية تشمل فقدان شقيقتها الأميرة شمسة قبل عشرين عاما.
وقالت روبنسون لهيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية إنها تريد أجوبة بشأن مكان شمسة.
اختطاف الشيخة لطيفة و تاجر سلاح بريطاني
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، ما قالت إنه تفاصيل مروعة بشأن المقايضة التي عقدها حاكم دبي. محمد بن راشد آل مكتوم للحصول على ابنته الشيخة لطيفة إبان هروبها للهند قبل عدة سنوات.
وقالت الصحيفة، إن تاجر سلاح بريطانياً متورطاً في فضيحة رشوة، استُخدم ضمن عملية تبادل شهدت احتجاز الشيخة لطيفة. على يد القوات الهندية وإعادتها إلى دبي حيث ظلت “رهينة” والدها الملياردير.
وكانت الشيخة لطيفة (35 عاماً)، أعلنت نيّتها الفرار من بلدها، في مقطع فيديو نُشر على يوتيوب في مارس/آذار 2018. وذلك بسبب ما قالت إنه سوء معاملة تتعرّض لها من والدها.
وعُثر على الشيخة لطيفة لاحقاً في مركب قبالة السواحل الهندية، وتمّت إعادتها إلى دبي في أبريل/نيسان.
صفقة تبادل بين الشيخة لطيفة وتاجر السلاح
وقالت الصحيفة البريطانية، إن دبي سلمت تاجر السلاح البريطاني كريستيان ميشيل إلى الهند بعد أسابيع فقط. من اعتقال لطيفة، من قِبل القوات الخاصة الهندية قبالة سواحل غوا في مارس/آذار 2018.
وتجمع لطيفةَ علاقةٌ سيئة بوالدها منذ سنوات، أدت إلى محاولتها الفرار من مملكته مرتين.
محاولة فرار فاشلة من الشيخة لطيفة
وفق الصحيفة، حاولت الشيخة لطيفة، الفرار من دبي مرة في عام 2002 والثانية في عام 2018، وتقول إنها محتجزةٌ. الآن لدى والدها، وإنها هُددت بضربها بالرصاص إن لم تتعاون.
وأضافت: “كما حاولت شقيقتها شمسة أيضاً الهروب من دبي عندما كان عمرها 19 عاماً في سنة 2000، لأنها كانت. غاضبة من أن والدها منعها من الذهاب إلى الجامعة. ولأنها تشعر بالاشمئزاز من السجل الحقوقي لدبي”.
واستدركت الصحيفة: “لكن أُلقي القبض على الشيخة لطيفة أيضاً، من قِبل رجال يعملون لدى والدها في إنجلترا. وأعيدت إلى دبي.
ونفى الشيخ كافة مزاعم الإساءة كافةً التي أطلقتها ابنته، وهي واحدة ضمن 30 ابناً وابنة أنجبهم من ست زوجات.
الأمم المتحدة تتهم قوات خاصة هندية
وتربط الأمم المتحدة الآن رسمياً بين اعتقال الأميرة لطيفة وتسليم ميشيل، المتهم بقبول رشوة بقيمة 40 مليون. إسترليني (55.8 مليون دولار)، لبيع مروحيات بريطانية الصنع إلى الهند، ودعت إلى الإفراج عنه.
وقال تقرير صادر عن فريق الأمم المتحدة المعنيّ بالاعتقال التعسفي، إن التهم الموجهة إلى ميشيل لها دوافع سياسية. فيما لم يذكر لطيفة بالاسم.
لكن ضمن تحقيقها في اعتقال ميشيل، قالت: “قيل للسيد ميشيل إن تسليمه كان مقابل اعتقال سابق لمحتجز. بارز وإعادته إلى دبي على الرغم من طلب المعتقل اللجوء إلى القوات الهندية التي اعترضت يخته بالمياه الدولية قبالة سواحل غوا في مارس/آذار 2018”.
تفاصيل احتجاز ابنة حاكم دبي
وتحدثت الشيخة لطيفة عن أَسرها المرعب في عام 2018، ضمن سلسلة مقاطع مُسجلة سراً حصلت عليها. صحيفتا MailOnline وBBC Panorama البريطانيتان.
وروت الفتاة كيف ثبِتت على الأرض وأخرجت من اليخت الذي كان يحاول نقلها إلى حياة جديدة بعيداً عن دبي. وخدّرت لطيفة لاحقاً وأعيدت إلى دبي بناءً على أوامر من والدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
واحتُجزت الشيخة لطيفة في فيلا تحولت إلى سجن منذ قرابة ثلاث سنوات، وظل نشطاء في حملة بالمملكة. المتحدة يطالبون خلالها بإطلاق سراحها.
وفي أحد المقاطع المؤرقة، وصفت نفسها بأنها “رهينة” ضعيفة الأمل في إطلاق سراحها.
وسيؤدي نشر تقرير الأمم المتحدة إلى زيادة الضغط على سلطات دبي لاتخاذ خطوة بشأن لطيفة.
ورغم مطالبتها بتقديم “دليل على حياتها”، فقد رفضت دبي الإفصاح عما حدث للأميرة الهاربة ولم تقل سوى. إنها تتلقى الرعاية من عائلتها.
بينما لم تعلق الهند قط على دورها في احتجاز الشيخة لطيفة وتينا جاوهيانين، صديقتها المقربة، من اليخت. “نوسترومو” بعد ثمانية أيام من محاولتهما الهرب.