وقّعت مؤسسة التعاون وبلدية نابلس، اليوم الثلاثاء، اتفاقية لتنفيذ مشروع بناء مدرسة كنعان الأساسية في البلدة القديمة.
ووقّع الاتفاقية مدير عام "التعاون" يارا السالم، ورئيس بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة، بحضور سعيد كنعان، ممثلا عن عائلة كنعان، ونائب رئيس البلدية المهندس محمد الشنار، وعضوي المجلس البلدي السيدة سماح الخاروف، والمهندس زياد العالم، ومهندس البلدية سامح العاصي، ومدير البلدية عمر الدبعي.
وشكر طبيلة آل كنعان على تبرعهم ببناء هذه المدرسة التي ستلبي احتياجًا ملحًّا للأهالي في البلدة القديمة، مستذكرًا المرحوم عزام صادق كنعان، الذي قام بتمويل معظم تكاليف إنشاء المدرسة، وحضر خصيصًا من الولايات المتحدة الأمريكية لوضع حجر الأساس لها، إلا أن إرادة المولى شاءت أن يتوفى بعد يوم واحد من وصوله إلى نابلس.
وشدّد طبيلة على أن بلدية نابلس تولي اهتمامًا كبيرًا لمشاريع تطوير البلدة القديمة في نابلس، مثل مشاريع الترميم وتأهيل الأحواش والساحات العامة، بهدف تحسين نوعية حياة المواطنين مع الحفاظ على الموروث التاريخي للبلدة القديمة.
وشكر طبيلة مؤسسة التعاون على دعمها لمختلف مشاريع الترميم والتأهيل في البلدة القديمة بنابلس، معتبرًا أنها "شريك استراتيجي له الفضل الأكبر في تنفيذ مثل هذه المشاريع".
بدورها، عبّرت السالم عن سعادتها بالشراكة الاستراتيجية مع بلدية نابلس والتي بدأت منذ ما يزيد عن خمسة عشر عامًا تم خلالها تنفيذ العديد من مشاريع الحفاظ والترميم وإعادة التأهيل لمباني عامة وأخرى سكنية وأحواش في داخل البلدة القديمة في نابلس، معربةً عن أملها في استمرار هذا التعاون وفي تعزيز هذه الشراكة للحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي في نابلس.
وأشارت إلى أن هذا المشروع يأتي استنادًا إلى مخرجات الدراسة التي أجريت لدراسة الاحتياجات في البلدة القديمة في نابلس، والتي أظهرت وجود حاجة ماسة لإنشاء مدرسة أساسية تخدم حتى الصف الخامس من كلا الجنسين، حيث يضطر الأطفال حاليًا الى الذهاب الى مدارس خارج البلدة القديمة، ما يشكّل خطورة على حياتهم، خاصة أنهم يضطرون الى قطع مسافات طويلة في ظل أزمات مرورية.
وأكدت أن المشروع يهدف الى تقديم وتحسين خدمات التعليم المقدمة لأطفال البلدة القديمة، بالإضافة إلى ما يحمله من بعد وطني يتمثل في تعزيز ثقافة الصمود والبقاء في فلسطين، والحفاظ على الإرث الفلسطيني الثقافي والاقتصادي، إضافة الى الحفاظ على إرث عائلة كنعان والتي كانت رائدة في الصناعة الفلسطينية عبر التاريخ.
يذكر أن المشروع سيخدم 150 طفلًا وطفلة وعائلاتهم، وسيخلق فرصة عمل دائمة لنحو 10 مدّرسين وموظفين على الأقل.
ويجري حاليًا إعداد دراسة الأثر الثقافي للبناء ضمن المعايير العالمية المتبعة للحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي كون البلدة القديمة في نابلس مسجّلة على القائمة التمهيدية لدولة فلسطين. وسيتم المباشرة في بناء المدرسة حال الحصول على الموافقات من الجهات المختصة، على قطعة أرض في المنطقة الغربية من البلدة القديمة يمتلك آل كنعان جزء كبير منها، كانت تقوم عليها مصبنة تاريخية تحمل اسم العائلة، وهدمها الاحتلال الإسرائيلي أثناء اجتياحه لنابلس في العام 2002. وسيشمل البناء إنشاء سبعة صفوف دراسية ومختبر ومكتبة وقاعة تكنولوجيا، إضافة إلى غرف للمدرسين والإدارة.