لم تمنع برودة الأجواء والعواصف الرعديّة والأمطار التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة هذه الأيام المعلّمين المتجاوز عن دورهم في التعيين من مواصلة اعتصامهم أمام مجلس حكومة سلام فياض في مدينة رام الله لليوم الثامن على التوالي، كما أنهم مضربون عن الطعام لليوم الثاني. المعتصمون يؤكدون أن تمسكهم بحقوقهم أقوى من أن تدفعهم ظروف الجو وممارسات البعض مهما كانت قاسيةً للتراجع عنه. وطوال ليلةٍ شديدة البرد "الكانوني" في رام الله، ظلّ المعلمون في مواقعهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ولم تدفعهم الأحوال الجوية القاسية لمغادرة المكان. أول تدخلٍ حكوميٍ في قضية المعتصمين جاء -كما هي العادة في الضفة الغربية- من أجهزة الأمن، حيث قامت المباحث العامة بإلقاء أغطيتهم وفرشهم في المطر بحجة وضعها في أماكن حكومية، لكن المعتصمين لا زالوا مصرّين على مواصلة احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة. وكان معلم الرياضيات المفصول أيمن قواريق نقل لمستشفى رام الله وهو في غيبوبة تامة نتيجة هبوط حاد في السكر وتدهور وضعه الصحي بعد سبعة أيام من الإضراب عن الطعام والشراب معاً. وحمّلت عائلة قواريق رئاسة مجلس وزراء حكومة فياض ووزيرة التربية والتعليم المسؤولية الكاملة عن حياة ابنهم المتدهورة. بدوره، زار الشيخ جمال الطويل، رئيس بلدية البيرة سابقاً ورأفت ناصيف القيادي في حركة "حماس" المعتصمين وشدوا من أزرهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.