عمليّة الاستثمار بالعقارات قد تبدو سهلة للوهلة الأولى وعند النظر للأمثلة من حولنا للأشخاص الذين استثمروا بالعقارات وكسبوا أرباحًا هائلة. مع ذلك، فإن عمليّة الاستثمار العقاري قد تكون محفوفة بالمخاطر في بعض الأحيان، وذلك يستوجب الحرص والحذر.
هناك العديد من الخيارات المتاحة عند الرغبة في الاستثمار في العقارات، حيث يُمكنك الاستثمار في المنطقة المحيطة بك أو بداخل دولتك، أو الاستثمار في دول أخرى في الخارج، كما هو الحال بالنسبة للاستثمار العقاري في قبرص وأوروبا، وهو أمر شائع هذه الأيام لفوائده العديدة.
سنتحدث في هذا المقال عن بعض النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الاشتراك بأي استثمار عقاري، لتضمن النجاح والربح ولتتجنّب أكبر قدر من الخسارة.
لا تدع مشاعرك الشخصية تتدخل
بالرغم من أن المشاعر الشخصية عند شراء عقار أمرٌ مهم، ولكن ذلك يقتصر على الحالة التي تقوم فيها بشراء العقار لمصلحتك الشخصية لتسكن فيه مثلًا، ولكن الأمر يختلف عن النيّة بالاستثمار والربح.
المعادلة سهلة، كلما كان سعر العقار أقل، كلما زادت نسبة الربح لديك عند بيع العقار مرة أخرى، لذلك، يجب أن تُركز عن شراء العقار بأن لا يكون هناك أي مشاعر شخصية من شأنها أن تُفسد عمليّة الربح.
المشاعر الشخصية قد تُجبرك على شراء منزل مثلًا لمجرد أنك تحب تصميمه الخارجي، بينما السوق العقاري يحتاج في هذه الفترة مثلًا للمنازل الصغيرة البسيطة، في هذه الحالة، يجب أن تضع تفضيلاتك الشخصية جانبًا وأن تركّز على ما يحتاج السوق في الوقت الحالي.
قم بالبحث الدقيق
هذه النقطة مرتبطة بالسابقة، حيث أنك عندما تتجنب تفضيلاتك الشخصية، سوف تركز على ما يحتاج الزبائن المحتملون في المنطقة، ويجب عليك القيام بالبحث المستدام لهذه الفئة من المشترين لضمان الربح.
تأكد من أن العقار الذي ستشتريه يقع في منطقة مناسبة ذات نشاط سكاني تضمن فيه أن العقار سوف يجذب مشترين محتملين. تذكر أن كل منطقة لها زبائنها المحتملين، لذلك، قم بالتعرف على نوع وطبيعة الزبائن في كل منطقة، فقط يكون مثلًا الاستثمار في منطقة قروية في فترةٍ ما أنجح من الاستثمار في وسط المدينة، وهكذا.
قم بحساب النفقات والأرباح مسبقًا
إبدأ بحساب الأموال التي تمتلكها بالفعل أولًا، والأموال التي ستقوم باقتراضها (إن لزم الأمر) قبل شرائك للعقار، ثم قم بحساب القيمة الإجماليّة لتكاليف الشراء والترميم أو الإصلاحات للعقار، مع إبقاء التكاليف التشغيليّة في عين الاعتبار.
بعد ذلك، قم بعمل حساب تقريبي للسعر الذي ستعرض العقار مقابله وقم باقتصاص النفقات التي ستقوم بدفعها لتحصل على قيمة تقريبية للربح الذي ستحصل عليه.
بالرغم من أن الربح الحقيقي قد يصل مثلًا لنصف القيمة التي قمت بحسابها، إلا أنه لا مشكلة في ذلك، طالما لا زلت في نطاق الأمان ولم تخسر.
اختر عقارًا رخيصًا في البداية
حتى وإن كنت تملك مليون دولار، ليس من الحكمة أن تقوم بالاستثمار وفقًا لما تملكه من نقود، بل الأفضل أن تشتري وتستثمر بعقار رخيص إلى متوسط في البداية، ولا تنسى أنك ستقوم بدفع المزيد من النفقات على الترميم والتجديد قبل بيع أو تأجير العقار.
بالإضافة لذلك، فإن الاستثمار بعقار منخفض السعر في البداية هو أمر مناسب إن كنت تبدأ رحلة الاستثمار من البداية، حيث أن المخاطر والخسائر لن تكون ذات تأثير كبير عليك إن وقعت.
اختر الزبون بعناية
تذكر أنه بمجرد شرائك للعقار فقد أصبح ملكك، ذلك يعني أنك تُحدد من سيقوم بشراء العقار منك فيما بعد أو حتى استئجاره، لذلك، من المهم أن تعرف بالضبط من هو هذا الزبون.
تحديدك للزبون وطبيعته وتفضيلاته الشخصية هو حقٌ من حقوقك، يُمكنك طلب بعض المعلومات عن الزبون مثلًا قبل الاستمرار بعمليّة البيع أو التأجير، أو حتى مقابلة الزبون والتحدث معه وجهًا لوجه لتتعرف عليه عن كثب.
هذه النقطة مهمة لما لها من تأثير على المدى البعيد، فأنت لا تُريد أن تكون في علاقة استثماريّة مع زبون عنيد أو يحاول التهرب من مسؤوليّاته مثلًا، بل من المستحسن أن يكون الزبون على وفاق معك ويفي بوعوده وأن يكون جاهزًا لتقديم كل المتطلبات للبيع أو الإيجار.
