17.74°القدس
17.3°رام الله
17.19°الخليل
22.15°غزة
17.74° القدس
رام الله17.3°
الخليل17.19°
غزة22.15°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

باحث من الكلية العربية للعلوم التطبيقية يشارك في المؤتمر الدولي لمعهد الصّحافة وعلوم الإخبار بتونس

شارك الباحث الدكتور أحمد حمودة مدير الكلية العربية للعلوم التطبيقية فرع شمال غزة في المؤتمر الدولي لمعهد الصّحافة وعلوم الإخبار بتونس بتاريخ 7-8 ابريل 2021 بتونس بدراسة بعنوان ” سياقات التحوّل والاندماج بالمؤسّسات الإعلامية الفلسطينيّة في الزمن الرقمي”.

وتأتي الدراسة مواكبة لعصر الاندماج وانصهار الوسائط الإعلامية في الزمن الرّقمي، إذ باتت المضامين الصحفية تُنشر عبر محامل مختلفة فيُعلّق عليها ويتبادلوها على أكثر من محملٍ، وهذا ما دفع المؤسسات الإعلاميّة إلى التّوجه الاندماجي وتبنّي إستراتيجية التكامل الإعلامي على مستوى تقديم الأخبار ومشاركتها، فكلما كان العمل قائمًا على روح الفريق واستثمار التكنولوجيا الرقميّة بطريقة عقلانية، كلما أدى ذلك إلى تشجيع العامل على التفاعل مع التّجديد والتغيير.

وركزت الدراسة على تشخيص وضع الإعلام الحالي في فلسطين واستشراف مستقبله يحتّم علينا بدءًا تأسيسه على القاعدة النظرية المتمثّلة في فكرة الاندماج والتكامل الإعلامي، وهو اندماج جاء تحت ضغوط ظهور إعلامٍ جديدٍ، وأصبح يُتدَاول عبر المواقع الإلكترونية عمومًا والشّبكات الاجتماعيّة خصوصًا، بفعل انتقال الجماهير تحت مُسمّى المتغيّر الرّقمي الذي يتعلّق بـ "الانبهار بتكنولوجيا الاتّصال والإعلام"، وهو ما أعطى الأخبار الصّحفيّة اليوم خطوةً إضافيًة ومتقدّمة ًمن نشرها عبر وسائل الإعلام التّقليديّة في سياقات جديدة وإيصالها إلى جماهير واسعة.

وهو ما أحدث تغييراتٍ في آليّة التّغطية الخبريّة للصّحافة في الزمن الرقمي. وسعت هذه الدّراسة إلى طرح مسألةُ طريقةِ تعامل الصّحفيين المهنيين العاملين في غرف الأخبار مع المضامين التي ينشرها المواطن الصحفي عبر الميديا الاجتماعيّة في الزمن الرقمي.

ومن هذا المنطلق أقبلنا على دراسة صحافة صانع المحتوى وتأثيراتها على المؤسّسات الإعلاميّة الفلسطينيّة؛ أي دراسة تأثير مضامين المواطنين على تغطية وسائل الإعلام التقليديّة الفلسطينيّة للأحداث زمن الأزمات.

وتحدّدت إشكاليّة هذه الدراسة في السّؤال الرئيسيّ التّالي: ما طبيعة العلاقة بين الصّحفيين الفلسطينيين العاملين في المؤسّسات الإعلاميّة التّقليديّة والمواطن الصّحفيّ المنتج لمضامين إخباريّة تغطي الأحداث الواقعة في فلسطين في الزمن الرقمي؟.

ومن أبرز النتائج التي توصّلت إليها الدراسة أن البيئة الإعلامية الجديدة في فلسطين شهدت توجهاً ملحوظاً لوسائل الإعلام التقليدية نحو تبنّي المضامين التي ينتجها المواطنين الصحفيين كي يكونوا سندا مكملًا لما تبثّه وسائل الإعلام الفلسطينية.

وتدلّ أمثلة كثيرة على أنّ مضامين صحافة المواطن كان لها الأثر في المساهمة في إمداد مؤسسات الإعلام الفلسطينية ومؤسسات المجتمع الدولي بمعلومات حول حقيقة تطورات الأحداث في فلسطين عن جرائم اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والأبرياء لاسيما المتعلقة بتهويد مدينة القدس الشريف، والاعتداءات المتكررة بحقّ المصلين والأهالي في القدس، والقتل المباشر والمتعمد للمشاركين في مسيرات العودة بفلسطين.

ووفقا للدراسة فقد أثّرت صحافة صانع المحتوى على المهارات المهنية للصحفيين بالتفاعل مع الرقمية التكنولوجية ودفعِهم إلى تغيير تعاملهم وممارساتهم الإعلامية مع احترام إعطاء الكلمة للمواطن. وشجّعت على المزيد من الجرأة لدى الصحفيين، وأوجدت المنافسة الإيجابية بينهم على مستوى جودة المادة الإعلامية.

أضف إلى ذلك أنّها ساهمت في الرفع من سقف حرية التعبير لدى الصحفي خارج المؤسّسة وداخلها.

وبحسب الدراسة فقد ساهمت صحافة صانع المحتوى في إيجاد أنماط اتصالية جديدة للجمهور تقوم على التفاعل الحر والمباشر، والمتابعة المستمرة للحدث، إذ أنّها وسعت مساحة تغطية الأحداث ونوّعتها لتشمل كل فلسطين.

وأضحت فاعلًا في اتساع نطاق حرية التعبير في وسائل الإعلام التقليدية مما جعلها تشكّل منافسا قويا لوسائل الإعلام التقليدية. وأكدت الدراسة أن اغلب المؤسسات الإعلامية الفلسطينية تفتقد إلى مدونة سلوك تختصّ بالضوابط المهنية والأخلاقية عند الاستفادة من مضامين المواطن، مما يفرض عليها وضع قواعد أخلاقية وإقرار مدونات سلوك تشمل كلّ الأطراف المشاركين في إنتاج مضامينها. وعليه، فإنّ حقل صحافة المواطن بمواصفاته التكنولوجية والتواصلية الجديدة بات يفرض التفكير في منظومة (الأخلاقيات الصحفية المدمجة)، فضلًا عن الحاجة الملحّة لتطوير آليات التنظيم الذاتي والرصد بشراكة مع جمهور مستخدمي صحافة المواطن، وذلك انسجامًا مع مفهوم التفاعلية الذي يطبع هذه الصناعة.

وأوضحت الدراسة أن الصحفي الفلسطيني المهني أصبح يتعامل مع المضامين التي مأتاها صحافة المواطن بطرق مخصوصة، كرصدّ ومقارنة المضامين المنشورة حول الأحداث الواقعة على صفحات الميديا الاجتماعية الأخرى، ورصد تعليقات المستخدمين على الأحداث الواقعة، ومراقبة نشاطهم العفوي على المنصات الاجتماعيّة واستخدام تقنيات التحري في المضامين الرقمية Fact checking بالإضافة إلى استشارة الفريق الصحفي المختص بالغرفة الإخبارية الذكية والمهتم بالبحث عن المعلومات عبر الميديا الاجتماعية والتثبت منها ومعالجتها حتى يستفيد من المادة الإعلامية ويتجنب الوقوع في الأخطاء المهنية في ذات الوقت.

وأوصت الدراسة بضرورة تراكمّ البحوث في موضوع الصحافة والتجديد في الزمن الرقمي وخاصة حول العلاقة بينها وبين الإعلام التقليديّ في أشكال متعدّدة مثل إستراتيجية صحافة التحري (في سياق التّكامل واندماج وسائل الإعلام)، واستحداث اختصاصات جديدة على غرار "المواطن الاستقصائي" أو "المواطن المُبلغ" وإدراج قوانين عصرية تواكب التجديد في عصر الرقمنة.

المصدر: فلسطين الآن