أكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن القسام تعمل على تطوير إمكاناتها بشكل مستمر، وهو ما كان ملاحظاً في العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال أبو عبيدة: " المتابع لكتائب القسام منذ بداية عملها يجد أن لديها إستراتيجية ثابتة، وهي الإعداد وخاصة التصنيع المحلي، فنحن نسعى لتصنيع السلاح داخليا بكل الإمكانات المتاحة رغم شحها، وهذا أمر ربما يعد ضربا من المستحيل في القياسات المادية المتعارف عليها، لكنها إستراتيجية ثابتة ستتواصل، وقد أثبتت نجاعتها وكانت ضربة مفاجئة للاحتلال الصهيوني في المعركة الأخيرة". وأكد أن 95% من الأهداف التي ضربتها (إسرائيل) في حربها الأخيرة مدنية، وأن الخسائر العسكرية للمقاومة لا تكاد تُذكر. وبيّن أن المقاومة ضربت أهدافا محددة في (إسرائيل) وجلها عسكرية. وحول تنسيق القسام مع بقية فصائل المقاومة على الأرض في العدوان الأخير، قال أبو عبيدة:"طبعا هناك تنسيق على أعلى المستويات بيننا وبين كافة الفصائل العاملة على الساحة الفلسطينية، خاصة الأذرع العسكرية". وأضاف: "نحن في مجال عملنا العسكري المقاوم ننسق مع كل الفصائل التي تعمل بالمقاومة المسلحة للاحتلال الصهيوني على أعلى المستويات قبل وأثناء هذه المعركة وبعدها كذلك، وهناك غرف عمليات مشتركة موجودة في قطاع غزة تجمع هذه الفصائل وتنسق". وفي تعقيبه على استخدام القسام للصواريخ وعن إمكانية استخدامها كبديل عن العمليات الاستشهادية، أوضح أبو عبيدة أن هذا غير صحيح، وقال:"المقاومة لم ولن تسقط من حساباتها أي ورقة قوة يمكن أن تستخدمها في مواجهة الاحتلال بما في ذلك العمليات الاستشهادية والجهادية، وما حدث في (تل أبيب) خلال المعركة الأخيرة خير شاهد على ذلك". وتابع الناطق باسم القسام: "الكتائب لن تسقط هذه العمليات من حساباتها لسبب بسيط هو أن الاحتلال يستهدف كل شيء على الأرض الفلسطينية: الأبرياء والمدنيين والنساء والأطفال والشيوخ والمباني، لذلك فإن الاحتلال يفرض علينا أن نواجهه بنفس الطريقة التي يواجهنا بها". وعن الدروس المستفادة من العدوان الأخير، قال: "سنستفيد من هذه المعركة كما استفدنا من المعركة التي سبقتها، فنحن على مدار عملنا في مواجهة الاحتلال نتعلم من تجاربنا ومن أخطائنا ونطور إمكاناتنا ونكيف هذه الإمكانات وفق الواقع والمعطيات الموجودة". ولفت إلى أن الاحتلال يعتمد على الحرب الاستباقية كركيزة أساسية، "لذلك فإنه اغتال القائد أحمد الجعبري وفشل في تحقيق الهدف من وراء اغتياله وهو إرباكنا. ويعتمد على نقل المعركة إلى أرض الخصم، ونحن نقلنا المعركة إلى قلب الكيان الصهيوني وجعلنا أكثر من خمسة ملايين صهيوني تحت مرمى النيران". وكان الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانا على قطاع غزة منتصف نوفمبر الفائت، واستهدف خلالها المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، وردت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام بضرب صواريخ منها محلي الصنع ومنها مستورد مستهدفة بها تل الربيع والقدس المحتلتين