11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
15.3°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة15.3°
الأحد 16 فبراير 2025
4.46جنيه إسترليني
5دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.72يورو
3.55دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.46
دينار أردني5
جنيه مصري0.07
يورو3.72
دولار أمريكي3.55

يشعرون أنهم في عالم اخر..

"إندبندنت" تكشف كيف اجتاح مخدر الكريستال العراق ودمر شبابها

كشفت تقرير بريطاني، تفاصيل أخطر أمر يواجه الشباب العراقي، في ظل تفشي الجريمة والمخدرات في البلاد خاصة مخدر الكريستال. خلال الأعوام السابقة.

وقالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إن عصابات مخدرات “الميثامفيتامين” والتي تعرف أيضا باسم “مخدر الكريستال”. باتت تجتاح الشاب العراقي وسط غياب حلول حكومية بمواجهة هذه الأزمة الخطيرة.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إن هذا الصنف من المخدرات قد بات المخدر الرئيسي. المثير لقلق السلطات المختصة والخبراء الصحيين في العراق.

وحذر المكتب الأممي، في تقرير نشره في فبراير، أن “الميثامفيتامين ” بات يصنع سراً في البلاد، ولم يعد الاكتفاء بتهريبه. من دولة إيران المجاورة.

ونقلت الصحيفة عن شاب يدعى علي، ويبلغ من العمر 27، قوله، إنه قد انتبه في الآونة الأخيرة أن “مخدرات الميثامفيتامين. هي من باتت تستهلكه وليس العكس”.

وأضاف: “اكتشفت ذلك بعدما سرقت أنبوبة غاز الطبخ من منزل أهلي لبيعها وشراء المخدرات، ووصل الأمر بي. كذلك إلى بيع فراشي الذي أنام عليه وقبله تخليت عن هاتفي من أجل غرامات قليلة. من المخدرات”.

ولاحقا ألقي القبض على علي عند إحدى حواجز التفتيش شرقي بغداد وبحوزته مخدرات، ليقضى عليه بالسجن أشهر بتهمة الحيازة.

وهنا يتابع علي سرد قصته بحزن: “نتعاطى المخدرات لكي نشعر أننا في عالم آخر، جميعنا نريد الهروب من حياتنا البائسة”.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن ذلك الشاب هو واحد من آلاف المدمنين على الميثامفيتامين في العراق. ذلك البلد الذي لم يكن حتى وقت قريب. لم يكن يعاني من انتشار المخدرات بشكل واضح، على عكس ما يحدث في بلدان. أخرى مثل إيران وأفغانستان الغارقتان في الأفيوين والهيروين.

وأوضح أطباء عراقيون، أن انتشار مخدر “الميثامفيتامين” في بلادهم أضحى أشبه بوباء خفي غير منظور، محذرين. من أنه قد يصبح أكثر خطرا من جائحة فيروس كورونا المستجد.

وبحسب بعض الإحصائيات فإن نحو 60 في المئة من سكان العراق تقل أعمارهم عن 25 سنة، في حين تقدر نسبة البطالة بين الشباب في العراق بـ 36 في المئة.

وتضيف الصحيفة: “بالتالي تعاني السلطات الأمنية في العراق من مشاكل جمة في مواجهة هذه الأزمة، إذ ذكرت بعض المصادر. أن سجن القناة الذي يقبع فيه علي حاليا يوجد فيه أكثر من 217 متهمين بالتجارة أو الحيازة. لـ”مخدر الكريستال”.

ولفتت المصادر إلى الغرام الواحد من ذلك المخدر كان يباع بنحو 100 دولار في العام 2017 ولكنه أصبح يباع. بنحو 14 دولارا في الوقت الحالي.

وكانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، قد وجهت في الشهر الماضي تحذيرا شديداً من تفاقم خطر انتشار المخدرات وارتفاع معدلات التعاطي والإدمان بين شرائح المجتمع.

وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان، علي البياتي، في تصريحات صحفية، إن “مشكلة المخدرات ستكون التحدي الرئيسي والأكبر الذي ستواجهه البلاد في السنوات المقبلة.

وحسب الصحيفة، فإن ذلك نظراً إلى المشكلات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية الخطرة التي ستنجم عن تفشّيها. وانتشارها المتسارع في عموم محافظات البلاد”.

وأوضح البياتي، أن “العراق لا يزال يتعامل مع ملف المخدرات من وجهة نظر أمنية بحتة، والجهود الأخرى تكاد تكون معدومة”.

وأضاف: “يعتقد أن موضوع مكافحة معضلة المخدرات بحاجة إلى تعديل قانون مكافحة المخدرات الصادر عام 2017. لتشديد العقوبة على الاتجار بالمخدرات والتخفيف عن المتعاطين، لأنهم ضحايا الواقع. شرط ألا يتم إفلات التجار. من العقوبة بحجة أنهم متعاطون فقط أو العكس”.

بدأت إشكالية انتشار المخدرات في العراق بالتفاقم بعد الغزو الأميركي عام 2003، إذ كانت قبلها مجرد ممر لتلك المواد، إلا أن الانفلات الأمني. الذي شهدته البلاد، أدى إلى اتساع تلك التجارة ووصولها إلى حدود غير مسبوقة.

ويشير مراقبون ورؤساء منظمات معنية بمتابعة ملف المخدرات في العراق، إلى أن الجهود الرسمية لا تتناسب مع حجم الانتشار الكبير. وتقتصر على مكافحة صغار التجار وعدم ملاحقة المتورطين الرئيسيين فيها لارتباطهم بجهات سياسية نافذة وميليشيات مسلحة. فضلاً عن أن عدم حسم ملف المنافذ الحدودية يعدّ أحد أكبر العراقيل أمام هذا الملف، خصوصاً كون إيران تعتبر المصدر الأكبر لدخول المخدرات إلى العراق.

“البداية كانت من خلال ملاحظة تزايد أعداد متعاطي المخدرات في المدرسة التي أعمل فيها”، هكذا تصف إيناس كريم. رئيسة منظمة “عراق خالٍ من المخدرات”، بداية عملها في إطار مكافحة تعاطيها.

وتضيف، “ساعدت في بادئ الأمر في علاج عدد من الطلبة متعاطي المواد المخدرة، ومن ثم بدأت تأسيس المنظمة للعمل بشكل أوسع”.

وتشير إلى أن “مخاطر انتشار المخدرات في العراق لا تقل عن مخاطر الإرهاب، خصوصاً مع تتبّع حالات الإدمان وتأثيرها في المجتمع”.

وتلاحظ أن “نسب تعاطي المخدرات باتت مقلقة بشكل متزايد، مع تجاوزها حدود 40 في المئة بين بعض الفئات العمرية من الشباب”. مبيّنة أن “الفئة العمرية التي تتعاطى المخدرات هي بين 15 و35 سنة، إلا أن النسبة الأكبر في مراكز علاج الإدمان تنحصر بين عمر 17-25 سنة”.

وتلفت كريم إلى أن “هناك مقاهي باتت أماكن لترويج المخدرات، حيث تضع لزبائنها تلك المواد في الأراكيل من دون طلب منهم. لجذب الشباب نحو الإدمان”، مردفة أن “مديرية مكافحة المخدرات تقوم كل فترة بمداهمات لتلك المقاهي، لكنها في تزايد مستمر”.

وكان محافظ الديوانية زهير الشعلان قد أشار في مقابلة تلفزيونية في 29 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى أن “نسبة تعاطي المخدرات. بين الشباب في المحافظة تجاوزت 40 في المئة”.

وكالات