اعتبر محللان سياسيان فلسطينيان أن الخروج الحاشد لجماهير حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة المحتلة دليل على امتلاك الحركة لقاعدة جماهيرية كبيرة وصلبة، وأنها أصبحت لاعباً فاعلاً على الساحة السياسية الفلسطينية لا يمكن تجاوزه، موضحين أن الحركة بهذه الجماهير الكبيرة قادرة على قيادة انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة المحتلة . وشارك عشرات الآلاف من كوادر وأنصار حماس في مسيرات ووقفات خطابية في مدن الضفة المحتلة بمناسبة الانطلاقة الخامسة والعشرين للحركة للمرة الأولى منذ 6 سنوات ، وبعد حملات متواصلة استهدفتها وحاولت استئصالها عبر اعتقال الكوادر وإغلاق المؤسسات والحرمان من العمل الاجتماعي والسياسي والطلابي . [title][b]قاعدة جماهيرية صلبة[/b] [/title] وبيّن المحلل السياسي الفلسطيني ناجي شراب - في تصريحات خاصة لـ"[color=red][b]فلسطين الآن[/b][/color]" صباح الاثنين 17/12/2012م – أن الحشد الكبير للجماهير التي خرجت في الضفة المحتلة له دلالات لا تختلف عن الدلالات التي حملها الحشد التاريخي في قطاع غزة ،وقال :"هذه الحشود تؤكد أن حماس تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة غير مرتبطة بنظام معين، إنما ترتبط بالركائز الأساسية التي تقوم عليها حركة حماس ". وأوضح أن الحشود أعطت مؤشراً على أن الإجراءات الأمنية سواء من قبل الاحتلال أو السلطة لم تؤثر على تنامي القاعدة الجماهيرية بل أدت لزيادة دورها وزيادة قاعدتها الجماهيرية ما جعلها فاعلاً رئيسياً في المنظومة الفلسطينية وقال :" أي انجاز لحماس في غزة يزيد من تواجدها وشعبيتها في الضفة المحتلة". وشدد شراب على أنه لا يمكن لأي أحد تجاوز حركة حماس في بناء المنظومة السياسية الفلسطينية، مؤكداً أن حركة حماس لا تخشى الانتخابات وصناديق الاقتراع . واتفق المحلل السياسي مصطفى الصواف - في تصريحات خاصة لـ"[b][color=red]فلسطين الآن[/color][/b]" صباح الاثنين 17/12/2012م - مع شراب في أن الحشود التي خرجت في احتفالات الضفة أكدت فشل مخطط اجتثاث الحركة في الضفة الغربية كما فشل في قطاع غزة ، وقال :" الحشود تؤكد أن حماس هي المرشح الأقوى لقيادة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية". وقال :" الحشود أوصلت رسالة واضحة أن حركة حماس تتمتع بشعبية كبيرة رغم كل محاولات الإرهاب والتخويف التي مورست ضدها سواء من السلطة عبر أجهزتها أو من قبل الاحتلال". وأوضح الصواف أن الحشود أكدت أن حماس معادلة صعبة وأنها الرقم الأكبر والأنفع للناس و أن مشروعها الإسلامي هو مشروع محبب لدى الشعب الفلسطيني ويلتف حوله بكل معنى الكلمة. ورأى أنها وجهت رسالة للمحتل الإسرائيلي أن المقاومة في الضفة الغربية ستعود رغم كل الممارسات والتعاون الأمني مع السلطة . [title][b]انتفاضة بقيادة حمساوية[/b][/title] ونفى شراب ارتباط اندلاع انتفاضة في الضفة المحتلة بالقرار السياسي - في إشارة لرفض السلطة في رام الله اندلاع المواجهات والبدء في انتفاضة جديدة –وقال :"اندلاع الانتفاضة مرتبط باستمرار سياسات الاحتلال وانسداد الأفق السياسي واستمرار الوضع الاقتصادي السيئ وعدم قدرة الحكومة في الضفة على توفير مستلزمات المواطنين". وتوقع اندلاع انتفاضة في أي وقت ، موضحاً أن احتمالات الانتفاضة قائمة ، مؤكداً أن الإجراءات الأمنية لا يمكن لها الوقوف في وجه التيار الشعبي ولا يمكن لأحد منع اندلاع انتفاضة شعبية . وشدد على أن تجريد حماس من السلاح في الضفة لا يعني أن المقاومة انتهت أو فقدت جوهرها أو أنها خيار قد انتهى ، موضحاً أن حماس بالحشود والجماهير التي تملكها يمكنها قيادة حركة شعبية وانتفاضة ثالثة عبر أساليب ليست بالضرورة أن تكون مسلحة . أما الصواف فقد رأى أن الانتفاضة مسألة وقت وأن من يملك القاعدة الجماهيرية الصلبة قادر على أن يحركها تجاه انتفاضة جديدة ، وقال :" وأعتقد أن حماس قادرة على قيادة الانتفاضة"، مختلفاً مع شراب في حاجة هذه الانتفاضة إلى مساندة ميدانية عسكرية ، ما يجعلها تحتاج إلى وقت أكبر.