14.75°القدس
14.56°رام الله
13.86°الخليل
19.37°غزة
14.75° القدس
رام الله14.56°
الخليل13.86°
غزة19.37°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7
د. عدنان أبو عامر

د. عدنان أبو عامر

نتنياهو "يهدم المعبد على من فيه"

مع مرور الوقت تتزايد الانتقادات الإسرائيلية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتمسكه بالسلطة، ما قد يؤدي إلى انتخابات خامسة، رغم أنه العقبة الوحيدة أمام تشكيل حكومة مستقرة، لأنه "يحرق" النادي من أجل البقاء فيه، وسيحكم التاريخ كيف يمكن أن يؤدي صراع (الأنا) إلى انتخابات خامسة، والنتيجة أن نتنياهو يقود (إسرائيل) إلى الفوضى.

 

يتوافق الإسرائيليون أنه لا يوجد تعريف آخر لما يقوم به نتنياهو، فلا توجد حكومة عاملة، والمناقشات في مجلس الوزراء غير منظمة، والكنيست لا يكاد يعمل، وهم على الأرجح في طريقهم إلى انتخابات خامسة، لأنهم أمام رجل متهم بثلاث لوائح اتهام خطرة، ورغم ذلك يسعى للحصول على حصانة فورية أو عفو عنه.

 

بجانب نتنياهو، إن التاريخ السياسي سيحكم على مجموعة الوزراء المحيطين به، ومن يتسترون عليه، ولذلك يمكن وصفهم بأنهم "خراف صامتة"، وفرقة من المشجعين، وأصبحوا متواطئين في جرائم ضد المنظومة السياسية الإسرائيلية، بدليل أن ولاءهم لرئيس الوزراء يفوق ولاءهم للدولة، والنتيجة أنهم يكذبون على أنفسهم، ويفهمون تمامًا اللعبة الخطرة التي يقومون بها، لكنهم مثيرون للاشمئزاز، على الأقل وفق التصور الإسرائيلي.

 

تشير التجربة السياسية لنتنياهو -خاصة في الجولات الانتخابية الأربعة- أنه فقد أعصابه، ولم يعد لديه رئيس فريق، ولا مستشار، ولا سكرتير، ولا شيء إطلاقًا، وأمام ألسنة النار والدخان المتصاعد من نادي ليكود المحترق هناك نادٍ آخر يقوده خصوم نتنياهو، خاصة: يائير لابيد وبيني غانتس وغدعون ساعر، وكذلك نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان وميراف ميخائيلي ونيتسان هوروفيتس، وجميعهم يكافحون في سبيل الإطاحة بنتنياهو.

 

الغريب أن هذه المواجهة الإسرائيلية الداخلية تأتي رغم ما بينهم من "ثغرات أيديولوجية" في مسائل القانون الأساسي والشريعة اليهودية، فضلًا عن ترتيب التناوب على رئاسة الحكومة، وتقسيم الصلاحيات الوزارية، لكن استمرار هذا الوضع في (إسرائيل) يجلب اشمئزاز جميع السياسيين إلى ذروته، لأنهم يأبون التخلي عن "الأنا" مرارًا وتكرارًا، وبعضهم بدأ يمشي مثل رؤساء الوزراء، ويتحدث بأسلوبهم، وفي هذه الحالة لا يترك نتنياهو وراءه للإسرائيليين سوى الطوفان والأرض المحروقة والفوضى.

 

الخلاصة في المشهد الإسرائيلي القائم أن الأشهر المقبلة ستشهد حملة انتخابية هي الخامسة خلال عامين، وهو إنجاز لم يسجله رئيس وزراء إسرائيلي لنفسه من قبل، ما يطرح السؤال عن المسؤول عن الوصول إلى هذا الوضع الكارثي، لأن مرور سنتين من التحضيرات الانتخابية يحط من قدر (إسرائيل) على مستوى العالم، ويدفعها لاتخاذ قرارات مؤذية، وتعيينات متسرعة، بما يتجاوز صلاحيات المدعي العام، ما يعني دخولها ساحة الأرض المحروقة.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن