20°القدس
19.89°رام الله
18.86°الخليل
23.28°غزة
20° القدس
رام الله19.89°
الخليل18.86°
غزة23.28°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

في الشيخ جراح .. جيش ترعبه فرشاة رسم وطاولة شطرنج

ستفزت خارطة فلسطين، المرسومة على جدار منزل عائلة عطية، المهدد بالإخلاء في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واحدا من المستوطنين المتطرفين اسمه "يوني"، الذي قام بتخريب اللوحة الفنية، ومحاولة تخريب بقية الجدار الذي نُقشت عليه أسماء جميع العائلات المهددة.

بعدها بساعات، اعتقل إياد ابو اسنينة، الذي رسم الجدارية، وتم الاستيلاء على ما يسميه الاحتلال "مواد تحريضية"، عشرات الجنود يحملون أحدث ما توصلت إليها ماكينات صناعة الأسلحة، مقابل فرشاة طلاء!

مع ساعات المساء، أعاد الأهالي والمتضامنون معهم رسم الخارطة، وإصلاح ما تسبب به المستوطن، وهو الأمر الذي لم يرق لشرطة الاحتلال التي اقتحمت محيط منزلي الكرد وعطية في ساعات الليل المتأخرة، وقام عمال تابعون لبلدية الاحتلال بمحو الخارطة وكافة الكتابات والشعارات الوطنية الأخرى، التي تؤكد تمسك الأهالي ببيوتهم وحيهم، وأسماء العائلات على شكل أوراق شجر.

الاحتلال وفي وقاحة مستفزة للأهالي، قال لهم بعد أن قام بمحو عبارة "أهلا بكم في حي الشيخ جراح": إن الجدار ملك للبلدية!

منذ عدة أسابيع والأمور لا تقف عند هذا الحد من سفاهة شرطة الاحتلال ومخابراته، التي تتسمع على مدار الوقت على كل كلمة تقال في الشارع، وتراقب كل نافذة وباب، كل من يدخل ويخرج، وكما صرخ أحد أبناء عائلة عطية: "لم يبقَ لنا إلا النفس".

لن ينقطع النفس عن الشيخ جراح، رغم أن الاحتلال جرب ووظف كل إمكانياته، من محاكم غير شرعية وعنصرية، تستند على أوراق مزيفة، لترحّل بيتًا حوى في زواياه وبين حجارته ثلاثة أجيال، لصالح مستوطن لم يمضِ على وجوده في فلسطين عام أو عامان، وربما لم يستقل بعد الطائرة التي ستأتي به من إحدى الدول، مرورا بقمع بالرصاص، والغاز المسيل للدموع، وغاز الفلفل، وقنابل الصوت، والمياه العادمة، والهراوات، والحواجز الحديدية، والمكعبات الاسمنتية، ومناطيد التصوير، وكاميرات المراقبة وشرطة الخيالة، والقوات الخاصة "المستعربين"، والمستوطنين وسلاحهم وحجارتهم وشتائمهم وصلواتهم وأغانيهم وأعيادهم.

قبل عدة أيام، قمعت شرطة الاحتلال شبانا كانوا يتجمعون حول طاولة شطرنج أمام أحد المنازل. وفي أحد أيام عيد الفطر السعيد قبل عشرة أيام، حرم الجنود أطفال الحي من اللعب بواسطة الدراجات الهوائية، كما منعهم من اللهو بطائراتهم الورقية في الهواء.

"لعبة فطبول في الشارع، طائرة ورقية بيد طفل، فرشاة ألوان لرسم جدار بيتي، لعبة شطرنج باب البيت، تهم يعاقب عليها الاحتلال". يقول شاب من عائلة عطية المهددة.

يحيل الاحتلال الحياة في الشيخ جراح إلى مستحيلة، كما تصفها الشابة آلاء السلايمة، وهي من المهددين بالترحيل: "تخيل أنك لا تستطيع الوقوف أمام بيتك، أية حياة هذه".

كل هذا يتحمله أهالي الشيخ جراح، فهم يعيشون كباقي أحياء القدس، تحت احتلال يقوم بالضغط عليهم يوميا للرحيل من المدينة، بالقمع والترهيب والاعتقال، وإفساد المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية، لإفراغها أمام بؤر استيطانية جديدة ومستوطنات جديدة.

فهم الذين ولدوا وعاشوا هنا، ارتبطوا بالناس والأزقة والحارات والعادات، بشجر القدس وحجارتها العتيقة، ولا مكان لهم في كل العالم، إلا هنا. 28 بيتا، 550 فردا، على 15 دونما. إنه الحي الذي أصبح "فلسطين".

وفا