أمس صدر قرار وقف الترخيص للقنوات الفضائية الجديدة وهو أمر لم نتصور صدوره بهذه الطريقة. نعم انتقدنا وما زلنا ننتقد السيولة في قنوات مشكوك في أموالها وفيما تثيره من فتن. لكن هذه القنوات أصبحت أمرا واقعا وبكثرة زائدة وعلاج ذلك كان يجب أن يكون برقابة قانونية على مصادر أموالها.. من أين تنبع وأين تنتهي. أما القرار الحكومي الغريب بوقف الترخيص فهدفه قنوات وطنية تقدمت بتراخيص ولم تحصل عليها. بمعنى أن القنوات العلمانية وقنوات الفتنة امتلكت الساحة الآن وبالتالي فلا ضرر عليهم من غلق الشبابيك والأبواب أمام وافدين جدد. وأبشع ما في القرار الحكومي الإعلان عن عودة الرقابة على الإعلام، بقراره الرقابة على القنوات الفضائية، وهذه سابقة لم يفعلها نظام مبارك منذ الغى الرئيس الراحل أنور السادات الرقابة على الصحف!.. إنها ملامح ظاهرة للسيولة في المرحلة الانتقالية وربما قد تشي أيضا باجراءات صادمة ستصيب المتطلعين لعصر الحريات والديمقراطية بالأزمات القلبية المميتة. عليهم وعلينا رحمة الله..