يحاول محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، والمدعوم من الإمارات، والتي تعتبر قطاع غزة منطقة إرهابية، كونها تقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية، العودة مجددا إلى الساحة السياسية، عبر توظيف "المساعدات الإنسانية" التي يقدّمها لقطاع غزة، بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويعمل دحلان منذ فترة كبيرة، على وضع قدمه بقوة في قطاع غزة، من خلال تياره المتواجد في قطاع غزة، والذي ينفذ العديد من المشاريع تحت مسميات مختلفة، هدفها تنفيذ أجندة خارجية، يسعى إليها منذ زمن طويل.
وحاول دحلان وتياره إيصال رسائل عديدة إلى أهالي قطاع غزة، أنه سيعمل بكل جهد من أجل رفع الحصار عن غزة وتزويد غزة بكل ما يملك، إبان الانتخابات التي أعلن عنها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قبل أن يعلن عن تأجيلها في وقت لاحق.
وعقب إعلان عباس عن تأجيل الانتخابات، انخفضت أصوات دحلان وتياره في غزة، وبات يدعم المقربين منه فقط، وأوقف العديد من المساعدات التي كانت مقررة أن تدخل قطاع غزة، من أجل كسب أصوات الناخبين في الانتخابات التي تم تأجيلها.
وعلى الرغم من أن دحلان يرسل بعض المساعدات العينية لغزة عبر دولة الإمارات التي لا زالت تتصهين وتواصل تطبيعها مع الإمارات، إلا أن هناك شكوكاً كبيرة في بعض المساعدات التي ترسلها الإمارات بمساعدة تيار دحلان، من حيث نوعيتها وجودتها، وتاريخ انتهائها.
غير مطابقة للمواصفات الدولية
وفي شهر نوفمبر من العام الجاري، أرسلت الإمارات عبر دحلان وتياره (20) ألف جرعة مضادة لفيروس كورونا، إلى قطاع غزة، من أجل تطعيم سكان القطاع من فيروس كورونا.
وعقب إرسال هذه الشحنة إلى قطاع غزة، كشف حساب “أسرار إماراتية”، معلومات وصفها بالخاصة عن الشحنة الإماراتية. التي وصلت قطاع غزة في شهر نوفمبر الماضي، مؤكداً أن إن شحنة اللقاح الروسي التي تضم (20) ألف جرعة مضادة لفيروس كورونا. كانت أرسلتها الإمارات لقطاع غزة عبر دحلان غير مطابقة للمواصفات الدولية.
وخلال شهر رمضان المبارك، وزع تيار دحلان العديد من "الكابونات" على أهالي قطاع غزة، الذين اشتكوا منها، واصفين هذه المساعدات بالرديئة والمتهالكة، نظراً لنوعية المواد الغذائية التي تحتوي عليها.
تحذير من لقاحات كورونا
وعقب العدوان الأخير على قطاع غزة، أعلن دحلان وتياره عن توفير 10 سيارات إسعاف، إضافة إلى ٣٠ ألف جرعة من الجرعات الروسية سبوتنيك لايت.
وفور وصول هذه المساعدات إلى قطاع غزة، حذر القطري حمد آل ثاني، الفلسطينيين من تلقي لقاح كورونا الصيني الذي أرسلته الإمارات إلى قطاع غزة عبر رجلها الهارب محمد دحلان الذي يتزعم ما يسمى “التيار الإصلاحي” في حركة فتح وهو التيار المنشق عن الحركة الام.
وقال حمد آل ثاني في تغريدة على تويتر رداً على تغني عبد الخالق عبد الله مستشار ولي عهد أبو ظبي بالمساعدات التي أرسلتها أبو ظبي إلى قطاع غزة، "إلى إخواننا الفلسطينيين في غزة، احذروا من اللقاح الصيني المصنع في الإمارات والذي ظهرت نتائجه على شعب البحرين الشقيق في زيادة عدد الوفيات والمصابين في الفترة الأخيرة".
وأضاف آل ثاني، "ولا أستبعد أن تكون الشحنة المتوجهة إلى غزة تحتوي على إضافات قد تمنع النساء من الحمل او تساهم في إجهاضهن".
وفي السياق، قال أمير ممدوح، معلقاً على تغريدة الكاتب الإماراتي: “إخواننا في فلسطين الحبيبة كونوا على حذر من المساعدات التي تقدمها اليكم هذه الدويلة المارقة من لقاحات مصنعة محليا قد تكونوا عرضة لكوارث اخرى لا يعلمها الا الله”.
وأضاف: “ما فعلوا خيرا في بلد مسلم على كوكب الأرض ولا تنتظروا منهم خيرا او تعولوا عليهم أو أنهم فيهم خير”.
وعلق جبل دكور بالقول:” الامارات ترسل مواد غذائية وطبيه الى غزه بملاليم، وترسل ملايين الدولارات لإسرائيل لدعم اقتصاد اليهود أنها قسمة ظيزا”.
وقال علي الحبسي: “عجيب الامارات تدعم اسرائيل بعشرة مليار دولار وترسل لغزة مواد غذائية صلاحيتها قريبة الانتهاء”.
وأضاف: “يا عبد الخالق هل غزة ستدافع عن نفسها وتصد العدوان الاسرائيلي بهذه المعلبات، هل لقاحاتكم ستفشل القبة الحديدية وترعب اليهود، سبعون عام وخدام اليهود حكام العرب يدعمون فلسطين بأغذية ظرها أكبر”.
وعقب وصول مساعدات الإمارات ودحلان إلى غزة، نشر تيار الإصلاح الديمقراطي الذي يترأسه القيادي الفلسطيني الهارب محمد دحلان، صورا تظهر سيارات إسعاف وجرعات للقاح كورونا في طريقها لقطاع غزة المحاصر، وقال إن ذلك يأتي بهدف التخفيف من معاناة شعبنا خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم.
ونشر أمين سر الهيئة السياسية في تيار ما يسمى “الإصلاح الديمقراطي” سفيان أبو زايدة، الصور على صفحته الشخصية بفيس بوك، وعلق بقوله: "جهود تيار الإصلاح الديموقراطي في حركة فتح متواصلة بهدف التخفيف من معاناة شعبنا، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم".
ولاقى منشور مسؤول تيار دحلان في غزة انتقادات واسعة ووصفه النشطاء بأنه استعراض رخيص واستغلال للظروف الراهنة لتحقيق مصالح شخصية.
ومعروف أن مصدر هذه المساعدات هي الإمارات وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الذي يأوي دحلان في الإمارات منذ هروبه من فلسطين وبات ذراعا له يستخدمه في تنفيذ المهام القذرة.
غضب فلسطيني
واعتبر البعض أن طريقة الكتابة على المساعدات المقدمة من تنظيم أو تيار أو مؤسسة داخلية، أمر غير لائق فالمساعدة هنا واجب وليست فضل، حسب وصفهم.
وعلق أحد النشطاء منتقدا: ”هي سابقة أن يكتب فصيل اسمه بهذا الشكل وكأنها جهة أجنبية قامت بالمساعدة لشعب آخر، ما يقدمه أي تنظيم لشعبه هو واجب عليه”
ودون آخر: ” أتمنى رفع الاسم غير مناسب مطلقا، أنتم جزء من الشعب”
وعلقت ناشطة منتقدة هذا الاستعراض من قبل تيار دحلان في غزة: ”هل يصح أن أحد أبناء المنزل يتبرع لأهل بيته او يعلن ذلك .. يحق لمن هو غريب عن بيته فقط”.