14.44°القدس
14.24°رام الله
13.3°الخليل
19.09°غزة
14.44° القدس
رام الله14.24°
الخليل13.3°
غزة19.09°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

صدق أو لا تصدق.. نقل دماء خروف إلى إنسان في بريطانيا قبل 354 عاما

في عام 1670 حظرت أكاديمية العلوم أي محاولات جديدة لنقل الدم، ولم يصبح نقل الدم ممكنا بين البشر إلا بعد اكتشاف فصائل الدم عام 1902.

منذ منتصف القرن 17 حاول الأطباء إجراء عمليات نقل الدم الأولى بين الحيوانات، ولكن لم يجرؤ أحد على التجربة على الإنسان، فقد بقي الإنجليز الذين وصفوا الدورة الدموية في ذلك الوقت مترددين باتخاذ مثل هذا القرار، ومنعت أكاديمية العلوم الفرنسية أعضاءها من الشروع في مثل هذه المغامرة، ومع ذلك تجاسر رجل فرنسي على حقن دماء حمل (خروف)، في عروق صبي (15 عاما).

وقالت مجلة "لوبوان" (Le Point) الفرنسية، في تقرير مشترك بين فريديريك لوينو وغويندولين دوس سانتوس، إن الرجل الذي قام بهذا الفعل، وهو جان بابتيست دينيس (28 عاما آنذاك)، اشتهر بإلقاء محاضرات في الرياضيات والفيزياء والطب في منزله بباريس، وقد ادّعى أنه خريج كليتي الطب في مونبلييه وريمس، إلا أنه لم يعثر له على أثر في أرشيفهما، كما لم يعثر على أثر لشهاداته المزعومة في الرياضيات والفلسفة.

وقيل عن دينيس خطأ إنه كان ابن ساقي الملك لويس الرابع عشر، إلا أنه على أي حال تمكن من شراء وظيفة طبيب عادية من الملك واختير من قبل مجموعة من العلماء والفلاسفة الذين يجتمعون بانتظام في بيت أحد الأكاديميين الأوائل.

جان بابتيست دينيس (1635-1704) أول من نقل دم من حيوان إلى إنسان (مواقع التواصل)

كان هذا التجمع العلمي الشغوف بالتجارب العلمية يعلق على محاولات نقل الدم بين الحيوانات، ويتساءل عن إمكانية تحقيق مثل ذلك على البشر، وكان دينيس أحد أولئك الذين اقتنعوا بضرورة تجربتها، بخاصة أن الأدوات اللازمة للعملية كانت موجودة، وقد قرر بموافقة الآخرين إجراء أول نقل دم بشري بمساعدة الجراح بول إمريز.

كان الرجلان يحتاجان إلى متطوع، وقد وجداه في شاب عمره نحو 15 عاما، مصاب بالحمى وشبه غبي، أصيب نحو 20 مرة بنزيف ولم تتحسن حاله، لذلك ربما يؤدي نقل دم حمل قوي إلى إعادته للقيام على قدميه، كما ظن الرجلان.

وفي 15 يونيو/حزيران 1667، اندفع جمهور كبير وفضولي إلى غرفة المعيشة الكبيرة في فندق دي مونتمور لرؤية ما يقوم به المعالجان، حيث تم تقييد الحمل دون تخدير، والصبي الناعس يجلس على كرسي، فأمسك الجراح أنبوبا أحد طرفيه مدبب لإدخاله في شريان الحمل وربطه، قبل أن يمسك بذراع الصبي ويسحب منه نحو ثلث لتر من الدماء لإفساح المجال لدم جديد، ثم أدخل في وريده أنبوبا، قبل أن يربط بين الأنبوبين بأنبوب ثالث.

حبس الجمهور أنفاسه قبل فك العصابة الموجودة على ساق الحمل ببطء للسماح بتدفق الدم، ولم يظهر الصبي أي ردّ فعل، بل إنه بدا أكثر صحوا، والمفاجأة أنه -كما تقول المجلة- وقف على قدميه بعد أيام، مع أن نجاح مثل هذه العملية لا يبدو واردا، إلا أن كمية الدم المنقولة ربما لم تكن كافية لإثارة رد فعل رفض كبير.

حظرت أكاديمية العلوم نقل الدم ولم يصبح ممكنا بين البشر إلا بعد اكتشاف فصائل الدم عام 1902 (بيكسابي)

وبعد بضعة أيام، أجرى دينيس المنتشي بنجاحه عملية نقل دم ثانية لرجل قوي (45 عاما)، ونجحت كسابقتها لكن الوضع بدأ بالتدهور مع المحاولة الثالثة، وذلك مع بارون سويدي شاب فقد أطباؤه كل أمل لإنقاذه، لذلك اتصلت أسرته بدينيس كملاذ أخير، بعد أن سمعت عن النتائج الجيدة لطريقته، إلا أنه في هذه المرة قرر حقنه بدماء عجل.

وبعد عملية نقل دم أولى، شعر البارون الشاب بتحسن لم يدم طويلا، وتوفي خلال عملية نقل الدم الثانية، وبدأت الأمور تتجه نحو الأسوأ مع عملية نقل الدم الرابعة لمجنون يدعى أنطوان موروي (34 عاما) تصور دينيس أنه سيهدأ عبر حقنه بدم العجل.

أوقف دينيس عملية نقل الدم على الفور بعد أن اشتكى المجنون حرارة شديدة، ثم أجرى له عملية نقل ثانية بعد يومين، ولكن رد فعل موروي هذه المرة كان عنيفا، وكان يجب أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، إلا أن دينيس أعاد الكرة بعد بضعة أيام فمات المجنون في عملية نقل دم ثالثة، فتقدمت أرملته بشكوى على دينيس الذي برّأته المحاكمة.

وبعد هذه التجربة، تخلى دينيس بصورة نهائية عن الطب، وفي عام 1670 حظرت أكاديمية العلوم أي محاولات جديدة لنقل الدم، ولم يصبح نقل الدم ممكنا بين البشر إلا بعد اكتشاف فصائل الدم عام 1902.

المصدر: فلسطين الآن