بزيِ العارِ يتقدم أكثر من 25 جبانًا يحملونَ العارَ والتنسيقَ الأمني وخزي الاعتقال السياسي، يتقدّمون من تحت بساطير الاحتلالِ يطلبون رضا سادتهم الذي علموهم الإجرامَ والخزي والمهانة، يتقدّمون لمناطق "ج" والتي تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، بسياراتٍ معطوبةٍ "مسروقة" كخفافيش الليلِ لاعتقالِ الكلمةِ الحُرّةِ والسيفِ الرّقابي المسلط على قياصرةِ الفسادِ وأباطرةِ الاستبداد ورؤوس التخاذل.
تكالبُوا عليه مثل كلابِ الليل نحو ضحيتها، طالبوه بالصّمتِ على الفسادِ وعدم الحديث في قضايا كادت تودي بآلاف الضحايا "سلطة فايزر" والتي بموجبها كانت "إسرائيل" ستبيع أكثر من 1.4 مليون لقاح فايزر قارب على الانتهاء "لأيام معدودة" والذي يحتاج لوقتٍ طويلٍ لتلقيح المواطنين، إلى السلطة في صفقةٍ خبيثة هندسها أحباب بني النضيرِ وأتباع بني قريظة، من أجل المالِ الذين جمعوه منذ سنواتٍ طويلة منذ اتفاقية "أوسلو" على ظهور هذا الشعب المكلوم.
رفض نزار أن يصمتَ في وجه من عطّل الانتخابات من أجل مصالحهم الضيقة وتشتت قوائمهم، وإشارات بهزيمةٍ مذلة لهم، فعطّلوها بحجةِ القدسِ، والقدس منهم براء، فماذا فعلوا لأهل القدسِ طيلة السنوات الماضية، بل إنهم اتهموا المقاومة بحرف البوصلة عبر معركة "سيف القدس" التي أذلتهم وأسيادهم في "تل أبيب" بل إنهم دعوا إلى النفير العام في المرة الثانية للمسيرة، فلم يخرج في مسيراتهم أكثر من 40 شخصًا لذر الرماد في العيون!
قاتلَ نزار الفاسدين فلم يرق ذلك لعباس الذي أصدر "مرسوم الحريات" وكان حبرًا على ورق، وشنت أجهزته العميلة حربًا ضروسًا ضد كل من خرج لدعم المقاومة في غزة، وتغول في الاعتقال السياسي، وهو على أعتاب قبره، وتعرض المعتقلون في سجن "أريحا" خاصة وسجون السلطة لأبشع أنواع التعذيب بحجج واهية على خلفيات كتابة منشور معارض للسلطة، أو الخروج في مسيرات داعمة للمقاومة.
لقد كان "نزار" سيفًا مسلطًا على رقابِ من مدّ البساط الأحمر لجيبات الاحتلال لاعتقال المواطنين في كل مناطق الضفة المحتلة، ومحاربة كل من يطلق عليه رصاصة واحدة، قتلوه لأنه يرفض الظلم والتنسيق والاعتقال السياسي وصفقات الفساد.
قاتل نزار بكلماتِه النارية، من صمتَ دهرًا ونطق عهرًا، فطيلة أيام الحرب لم نسمع صوتًا واحدًا في قيادات السلطة داعمًا لمقاومة غزة، ولا في القدس، وعندما انتهت الحرب لهث الكلاب للنباح على أموال الإعمار، مدعين بأن المجتمع الدولي لا يعقد صفقات مع فصائل بل مع دولة، وكأنهم دولة عتيدة، وهم ليس إلا عبيدًا تحت "عجلات جيبات الاحتلال" يصلحونها لأسيادهم.
رحل نزار وهو يشكو لربه ظلم السلطة، وأبناؤه الأيتام يبكونه بحرقة متوعدين بالسير على طريقـه، كما قالت زوجته الصابرة المحتسبة، رحل نزار ولم يعلموا أن ألف نزار قادم يدافع عن القضية الفلسطينية في وجه الفاسدين والظالمين.
رحل نزار وجموع الحقِ تزفـه وتلعن قاتليه "يا للعار يا للعار.. الجواسيس قتلوا نزار"، وظنوا أنهم سيرهبون بـ "نزار" كل المعارضين والمنتقدين، ولم يعلموا أن النار تشعل البركان القادم في وجههم وأن الضفيين سيقطعوا دابر الفساد والظلم وسيقتلعون عارهم.. وإن غدًا لناظره قريب ...
الرحمة لأبي كفاح.. والعار لأتباع التنسيق الأمني "المقدس".