قطع محتجون في لبنان، السبت، طرقا رئيسية في العاصمة بيروت وعدد من المدن على إثر تدهور جديد لسعر الليرة اللبنانية أمام الدولار.
وشهدت بيروت قطع محتجين طرقا عديدة، لا سيما عند المدينة الرياضية، وساحة الشهداء وسط العاصمة، ومستديرة الجندولين باتجاه السفارة الكويتية.
وأفاد شهود عيان أن محتجين قطعوا طريق الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإطارات المشتعلة، تنديدا بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة، وفق وكالة الأناضول التركية.
وسجلت العملة المحلية، السبت، مزيدا من الهبوط في تعاملات السوق الموازية، ليتخطى سعر الدولار الواحد 17 ألفا و500 ليرة، مقابل 1507 ليرات رسميا.
ويأتي الانهيار الإضافي لليرة، في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ نحو عام ونصف، وسط تعثر تأليف حكومة جديدة بسبب الخلافات السياسية.
وفي البقاع غربا أغلق محتجون طرقا عدة في شتورا عند مفرق المرج، وسعدنايل وتعلبايا وجديتا العالي.
وردد المحتجون هتافات تندد بالهبوط القياسي لليرة في ظل ظروف معيشية صعبة في البلاد.
جنوبا، قطع محتجون السير على (طريق) الأوتوستراد عند مفرق برجا بالاتجاهين، وأوتوستراد صيدا صور محلة أنصارية، استنكارا لتردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع سعر صرف الدولار، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بشكل جنوني.
وفي صيدا (جنوب)، وقع إشكال بين محتجين وعناصر من الجيش عند ساحة الشهداء في المدينة، بعد محاولة الأخير فتح الطريق، وفق شهود عيان.
وأسفر الإشكال عن إصابة 5 متظاهرين، مع توقيف الجيش 3 محتجين، دون معرفة طبيعة الإصابات على الفور، بحسب الشهود.
وقطع عدد من الناشطين في الحراك الشعبي في مدينة الميناء، مسارب مستديرة بيستاشيو بالإطارات المشتعلة والحجارة ومستوعبات النفايات، كما قطعوا الطريق العام في شارع بور سعيد بالشاحنات والسيارات، وجابت مسيرة على الدراجات النارية شوارع المدينة، وردد المشاركون هتافات تطالب بـ"تأليف حكومة من المستقلين بشكل سريع، ورحيل السلطة الحاكمة، ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية).
كما أفادت الوكالة الرسمية بأن مجموعات شبابية من حراكي النبطية وكفررمان أقفلوا عصر السبت، الشارع العام في مدينة النبطية بمحاذاة خيمة الحراك قرب السرايا الحكومية، احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع سعر صرف الدولار.
ورفع المحتجون الأعلام اللبنانية، ورددوا هتافات تندد بما آلت إليه الأوضاع المعيشية و"فساد السلطة السياسية".
وفي طرابلس قطع عدد من المحتجين أوتوستراد طرابلس بيروت عند جسر البالما بالاتجاهين بالحجارة والإطارات، احتجاجا على ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء وتردي الأوضاع المعيشية.
كما قام عشرات الشبان بقطع طريق راشيا- المصنع في بلدة الرفيد.
من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الجمعة، أن باريس وواشنطن "ستتحركان معاً للضغط" على المسؤولين عن الأزمة التي يغرق فيها لبنان منذ أشهر.
وقال لودريان في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في باريس: "نلاحظ معاً المأساة التي يمكن أن تحصل في حال تفتت هذا البلد أو زال"، وأضاف: "قررنا أن نتحرك معاً للضغط على المسؤولين. نحن نعرفهم".