نفخت السلطةُ وأجهزتها الأمنية الإجرامية، في آلتها الإعلامية، لتخرجَ نشازًا إعلاميا لا يصدّق حتى البلهاء، بوصفها للحراك والمسيرات في الضفة بالأجندة الخارجية، والعابثين، والانقسام، مستدعية مصطلحات التخوين والأجندة الخارجية والفوضى والعبث بمقدرات الدولة "صحيح أي دولة" وتهديد السلم المجتمعي وغيرها من الأساليب التي تكررها في كل مرةٍ وقد عفا عليها الزمن، فهل يمكن لأجندة أن تخترق ثلاث أرباع الشعب ومنهم مؤيدين للسلطة سابقين قدموا استقالاتهم وشعروا بالخزي والعار من انتمائهم لهذه المنظومة الفاسدة، وثانيًا إذا كانت السلطة تعتبرها أجندة تشعل منطقة، فاسألوا أصغر طفلٍ في الضفة من اعتدي وأجج المسيرات واعتدى وقتل وسحل وراوغ وتحرش بالنساء واعتدى على الصحفيات وحاصرهن، ومنعهن من التغطية.
اسألوا من اُستدعوا إلى الوقائي كيف تعرضوا لشتم بألفاظ نابية وتهديد بتعرية والدة الناشط "أمجد مناصرة" في الشوارع، وكيف هددوا مذيعي الإذاعات بعدم التعرض لقضية اغتيال الناشط نزار بنات، حتى تقدّمت المذيعة "إريكا زيدان" باستقالتها على الهواء مباشرة رفضًا للذلة والعار والهوان.
اسألوا "دويكات" و"أبو حلاوة" من أقحم بكوادر فتح بمسيرات مؤيدة لعجوز المقاطعة قرب المسيرات المناهضة للظلم والقتل، يزج بهم في مهاوي الردى مستخدمًا آخر الأوراق وأحقرها في إشراك جماهير فتح في قمع المسيرات في تطور خطيرٍ وحقيرٍ، إضافة لتشكيل لجانٍ وهمية تفضي إلى تبرئة الظالم والمدبر لصفقات الفساد وتلفيق التهم للغير.
اسألوا "اشتيه" أأنت رئيس وزراء، أم أراجوز يجلس على كرسيٍ بائس، يحركوه متى شاءوا؟ أين دورك في حماية المتظاهرين وكشف الجرائم وحماية الصحفيين، وامتصاص الغضب الشعبي بدلًا من تأجيجه بالبلطجة والتخويف والتلويح بالاعتقال والذبح والشبح!
ألاعيب السلطة ورؤوس فتح مكشوفة للجميع، فمن تخوين للجموع إلى الادعاء بوجود أجندة خارجية في المسيرات، إلى التطرق لمواضيع في غزة، إلى اتهام "حماس" بالمشاركة في المسيرات ولا عيب في ذلك، لأنها جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تشويه صورة نزار بنات بأوراق مزورة ووثائق كُتبت في ظلام الليل في مبنى الوقائي برام الله.
ألم يستحِ ذلك الشايب الأرعن من على حفة قبره، من هذه الأفعال العملية، من سرقة إرادة الشعب واغتصاب كرامته، والتشدق الكاذب بالحرية والعدالة والدفاع عن المشروع الوطني.
تحية إلى كل حر وشريف وقف في وجه الطغيان والعدوان، وتحية لكل فتحاوي شريف قال كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، سواءً بالكتابة أو الاعتذار أو المشاركة في المسيرات المناهضة للقمع والاعتداءات، وقد لاحظنا الكثيرين منهم يرفضون الظلم ويقفون إلى جانب شعبهم، قائلين هذه ليست فتح التي نعرفها، هذه ليست أجهزتنا التي تقتل وتسفك وتعتدي.. فمنهم من استقال ومنهم من انتفض..
إن الشعب الفلسطيني لا ينسى، أي كلمة حق قيلت لضمان نيل حريته وحقوقه، وأي كلمة ظلمٍ قيلت عليه، فكل له حقه واستحقاقه، وسينال الجزاء عاجلًا أو آجلًا، هكذا عرفنا الشعب وفيًا لوعدِه..
آن الأوان لأن يرحل عباس ومن لف لفيـفه إلى مزابل الاحتلال وتفكيك الوقائي الذي يعمل جنبًا إلى جنبٍ بالتنسيق مع أجهزة أمن الاحتلال الصهيوني.. آن الأوان لأن يكنس الفلسطينيون كهوف البلطجة والفساد والظلم في المقاطعة..
