كشفت مصادر من المكتب السياسي لحركة "حماس" عن تفاصيل مباحثات أجرتها قيادة الحركة مع مسؤولين لبنانيين، خلال زيارة إلى بيروت.
ويجري وفد حماس، بقيادة رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، زيارة رسمية إلى لبنان منذ مطلع الأسبوع الحالي؛ شهدت محادثات مع مختلف الأطراف في البلاد.
وتأتي الزيارة في إطار جولة عربية شملت عدة دول في المنطقة، كما تأتي بعد فترة وجيزة من انتهاء معركة "سيف القدس" التي اندلعت بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، فيما يعتبر الفلسطينيون أنهم حققوا انتصارا كبيرا في تلك الجولة، وفرضوا من خلالها معادلة جديدة في صراعهم مع الاحتلال.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية في حديثه لـ"عربي 21"، إن الوفد أجرى محادثات مع كافة المسؤولين في لبنان بمن فيهم حزب الله والرئيس ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب؛ حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، حيث تم طلب مراعاة أحوالهم وتحسين أوضاعهم بما لا يمس بالأوضاع الداخلية اللبنانية.
وأضاف الحية: "أجرينا محادثات حول أوضاع شعبنا الفلسطيني في لبنان والتعاون مع القوى اللبنانية بما يخدم شعبنا من اللاجئين المقيمين في لبنان، ونيل بعض حقوقهم الإنسانية والاجتماعية بما لا يصطدم مع الأوضاع والظروف في لبنان، مع التأكيد على أن شعبنا الفلسطيني موجود في المخيمات كضيف بانتظار العودة إلى فلسطين".
وقال: "حتى يعود شعبنا الفلسطيني إلى بلده فقد طالبنا من التقيناهم من مكونات الدولة اللبنانية، سواء الرؤساء الثلاثة أو زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، أن يمنحوا الشعب الفلسطيني في المخيمات مزيدا من الحقوق الطبيعية حتى يعود هؤلاء إلى بلادهم مكرمين".
كما لفت الحية إلى أن أوضاع الفلسطينيين في مخيمات لبنان كانت جزءا من المحادثات التي أجرتها الحركة مع حزب الله، وكانت حاضرة خلال اللقاء الذي جمع بين أمينه العام حسن نصر وقائد حماس إسماعيل هنية.
وأكد الحية أن بعض المسؤولين اللبنانيين قدموا وعودا في هذا الإطار لوفد الحركة، مشيرا إلى أنه "في مجلس النواب كانت هناك بعض القوانين التي شرعت مؤخرا بما يخدم الفلسطينيين ويحسن من أوضاعهم".
وأعرب الحية عن أمله في أن تستجيب الدولة اللبنانية لتلك القوانين، كما أبدى أمله بأن "تستقر الأحوال في لبنان وتتحسن الأوضاع الداخلية بما يُسهم في بقاء لبنان مكونا مهما من مكونات هذه الأمة".
يشار إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يبلغ حاليا نحو 192 ألفا، من بينهم نحو 18 ألفا كانوا لاجئين في سوريا، واضطروا للفرار من الحرب هناك، وذلك بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن الوكالات التابعة للأمم المتحدة.
