دّحض مسؤولون طبيون في قطاع غزة شائعات متداولة حول مضار تلقي لقاح كورونا.
وشدّد المسؤولون على فعالية وأمان اللقاحات التي وصلت فلسطين، وعدم صحة أي أحاديث يتم تداولها عن تسبب اللقاحات بأعراض جانبية، قد تؤدي للوفاة أو الزهايمر المُبكر وتجلطات، وشائعات أخرى لا صحة لها بالمطلق.
وأكدوا أنه لم تسجل أي حالة وفاة أو أي تجلطات أو أي أعراض جانبية خطيرة، للأشخاص الذين تلقوا اللقاح في فلسطين خاصة قطاع غزة، مشدّدين على أهمية تلقي اللقاح في أسرع وقت دون تردد، لمكافحة تفشي الجائحة.
لم تسجل أي وفاة
وأكد نائب مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة مجدي ضهير أن كل ما يُشاع حول مأمونية وصلاحية اللقاح لا أساس لها من الصحة.
وبين ظهير أن جميع اللقاحات المتوفرة بغزة تخضع لمعايير السلامة والمتابعة على أعلى مستوى بشهادة كافة الأطراف ذات العلاقة.
وأشار إلى تلقي قرابة "مليار شخص" التطعيم في العالم، ولم تُسجل أي حالة وفاة بينهم.
وذكر ضهير أن "كل ما يشاع عن أعراض جانبية للقاحات لا صحة لها، فهي آمنّة وبشكلٍ جلي وفق توصية الصحة العالمية والمؤسسات العالمية ذات العلاقة".
وبين أن جميع الأعراض التي تظهر بعد التطعيم سواء حرارة أو صداع وغيرها، تختفي في غضون 48 ساعة أو أيام، دون أن تترك أثارًا دائمة، ولم تسجل أي حالة وفاة أو إصابات بمضاعفات بغزة.
ولفت إلى أن كل من يرغب بتلقي معلومة عن سلامة وجودة وأهمية اللقاحات، التواصل على رقم 103 التابع لوزارة الصحة، أو موقع الصحة عبر تطبيق صحتي، أو المواقع الدولية الرسمية "كموقع الصحة العالمة ومركز مراقبة الأمراض الأمريكي" وغيره، "وليس عبر مواقع التواصل التي يكتب بها كل شخص ما يحلوا له".
وحث ضهير المواطنين على تلقي اللقاحات لأنها الخيار الأوحد للخروج من الجائحة بأمان.
وأوضح أن اللقاحات مُصنعة من بروتينات محددة من الفيروس ولا يؤخذ الفيروس كاملاً، ولا يمكن أن يتكاثر داخل الإنسان، ولا يُحدِث عدوى.
وبين ضهير أن ما يحدث من أعراض بعد تلقي اللقاحات هي ردات فعل طبيعية لتفاعل جهاز المناعة مع مادة اللقاح داخل الجسم.
ونبه إلى أن هذا دليل على قوة جهاز المناعة، وأن الشخص يتمتع بمناعة تقيه من الإصابة مستقبلاً.
اللقاحات أمنة
بدوره، قال مدير مستشفى الصداقة التركي، المختص لعلاج مصابي "كوفيد19" مروان الهمص إن "وزارة الصحة ضمن منظومة الصحة العالمية، وتتبع كافة النظم واللوائح المتبعة عالميًا، في التعامل مع كورونا وطرق الوقاية منها، والتعامل مع اللقاحات التي تنتجها الدول المختلفة".
وأضاف الهمص "كافة اللقاحات التي وصلت فلسطين وقطاع غزة آمنّة وصلت مختلف بلدان العالم".
وبين أنه لم تُسجل أي أعراض جانبية لها خلافًا لبعض الشائعات، ولم يثبت صحة وفاة أي شخص ممن تلقوا اللقاح، ولم يتم تسجيل أي إصابة بتجلطات كبيرة.
وشدد على أن الشائعات التي تروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يثبت صحة الكثير منها.
ولفت الهمص إلى الكثير من الشائعات التي روجت حول اللقاح دلائلها العلمية ضعيفة.
وبين أن الأشخاص الذين ظهرت عليهم آلام مكان التطعيم في الجسد أو ارتفاع في الحرارة أو صداع هي أعراض طبيعية عابرة.
وأكد الهمص أن هذه أعراض وليست مضاعفات، وهي تشابه أعراض أدوية أخرى يتناولها الناس.
دور توعوي
من جانبه، قال مسؤول دائرة الإعلام في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة يوسف اليازجي: إنه "مع كل أزمة تكون الشائعات حاضرة، ورأينا كيف كانت الشائعات التي أحاطت بالفيروس بداية انتشار كوفيد19، حول طريقة العلاج وانتشار الفيروس".
وأضاف "بالتالي تعاونت اللجنة مع وزارتي الصحة والأوقاف الفلسطينية في دّحض المعلومات المغلوطة ورفع الوعي لدى السكان حول الإجراءات الوقائية من الفيروس".
وذكر اليازجي أنه "مع تواجد اللقاحات وانتشارها، من جديد تكون الشائعة حاضرة حول درجة أمان اللقاحات وفاعليتها".
ولفت إلى أنه هنا تجلى دور اللجنة بالتعاون مع الصحة والأوقاف واللجنة الوطنية للتثقيف الصحي لرفع وعي السكان حول درجة أمان اللقاحات وضرورة أخذها لتكوين مناعة مجتمعية.
وتستمر جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووزارتي الصحة والأوقاف في قطاع غزة في حملة لرفع مستوى الوعي لدى السكان حول الآثار الإيجابية للقاحات "كوفيد19".
وتوضح الحملة بياناتها باستخدام معلومات طبية موثوقة ونصائح صحية وأحاديث نبوية وآيات من القرآن الكريم لتشجيع سكان قطاع غزة وطمأنتهم بأنّ اللقاحات آمنة للاستخدام وأنها تساعد على مكافحة انتشار الجائحة.
وتم بث تلك النصائح عبر إعلانات إذاعية ولوحات دعائية ومقاطع فيديو، ومواد تُنشر عبر وسائل إعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتغطي الحملة عدة موضوعات مثل: درجة أمان اللقاح، وستزوّد الأفراد بمعلومات وخطوات عملية يجب اتّباعها قبل أخذ اللقاح وبعده، وكيفية مساعدة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
كما توفّر إرشادات حول ارتياد المساجد بطريقة آمنة في ظل جائحة كوفيد -19.
وتعتبر اللجنة الدولية أن اللقاح يمثل بصيص أمل للتغلب على هذه الجائحة؛ في وقت لا تزيد فيه نسبة من تلقوا التطعيم في قطاع غزة الذي يقطنه 2 مليون مواطن 4% فقط من السكان.