سن المراهقة يبدأ عند 8 أو 9 سنوات على الأكثر، والتعامل مع الطفل في هذه المرحلة يختلف تماماً عن أي وقت سابق، فهو الوقت الذي يشعر فيه الطفل بفوران هرموني ومشاعر متعددة متباينة.. ونوع من التمرد والرغبة في العصيان.. كمحاولة لإثبات الذات والتعبير بصوت عالٍ.. "أنا كبرت.. أنا كبير.. ولست طفلاً"، وهنا نجد الصعوبة أمام الطفل ذاته والانزعاج والتوتر أيضاً أمام الآباء.. كل يبحث عن غايته؛ الابن يريد إثبات رجولته وذاته المستقلة، والآباء يتمسكون بزمام الأمور.. ويصرون على أنها لا تزال بين أيديهم.. والسؤال الحائر يتردد: ابنك يقترب من البلوغ.. ماذا أعددت له؟ ماذا قرأت عن مرحلته؟ كيف ستتعاملين معه لكي تعديه لمرحلة الرجولة القادمة؟ معنا خبير التنمية البشرية وتعديل السلوك "شريف أبو فرحة" للإجابة والتوضيح.
1- كيفية احتواء طفل "9 سنوات"
انتبهي إلى كل التفاصيل التي تدور من حول طفلك
الطفل في هذه المرحلة يميل إلى تكوين صداقات أقوى وأكثر تعقيداً من السابق، ويصبح من المهم عاطفياً له أن يكون لديه أصدقاء، لذا يجب أن تكون دائرة أصدقائه جيدة ومتزنة
الطفل مع اقتراب سن البلوغ تتكون بعقله صورة عن جسمه، ومعها تبدأ كل اضطرابات الأكل، لذا انتبهي جيداً إلى طريقة تعامله مع الطعام ونظرته إلى جسمه
معظم الأطفال في هذه الفئة العمرية يواجهون مزيداً من التحديات الدراسية في بعض المواد الدراسية أو كلها، ولاحتوائه وإظهار تعاطفك؛ عليك بتكوين وجهة نظر في كل الأمور التي تحدث حول ابنك واحترامها
الانتباه إلى كل التفاصيل التي تدور من حول طفلك، وإن أظهر عكس ذلك؛ كالرغبة في الاستقلالية عن الأسرة مادياً ومعنوياً
2- مظاهر نمو طفل التاسعة
سيبدأ الأطفال في التحكم في العضلات بشكل أكثر سلاسة
سيبدأ الأطفال في التحكم في العضلات بشكل أكثر سلاسة، مما يسمح لهم بتوسيع حدودهم، واهتماماتهم البدنية
يكونون أكثر استقلالية، وخاصة في طرق التعامل مع النظافة الشخصية، والعناية الشخصية
■ التطور العاطفي
في التاسعة، يكون الأطفال أكثر قدرة على التعامل مع النزاع، سوف يؤدي استقلالهم المتزايد إلى البحث عن علاقات مستقلة عن أسرهم، بما في ذلك النوم في منازل الأصدقاء
سيكون لدى العديد من الأطفال في التاسعة من العمر رغبة قوية في الانتماء إلى مجموعة، وتحديد مكانهم ضمن النظام الاجتماعي للمدرسة، وسيصبح الكثيرون عرضة لضغط الأقران
في التاسعة، يكون الأطفال قادرين على تحمل مجموعة واسعة من الأعمال والمسؤوليات في جميع أنحاء المنزل، ويرغبون في البدء في المشاركة في القرارات التي تؤثر على الأسرة
المهارات الاجتماعية
تكتسب المهارات الاجتماعية أهمية خاصة هذا العام، حيث تأخذ علاقات الأقران أهمية أكبر
وينفتح العالم الاجتماعي للأطفال الذين يبلغون من العمر تسع سنوات، وسيحصل الكثيرون على هواتف محمولة عالية المستوى
إلى جانب فضول متأصل يجعلهم عرضة للتأثيرات التي قد تكون أقل قدرة على التحكم فيها، بما في ذلك الدخول عبر الإنترنت، ومحتوى الويب غير المناسب
معظم الأطفال بعمر 9 سنوات لديهم أفضل صديق، قد يشعرون بالوحدة عندما يكون أفضل صديق لهم بعيداً، ويكون وجود صداقة حميمة مفيداً لتنميتهم
3- مشاكل سن التاسعة
الاستقلالية
الطفل في هذا العمر يكون على أعتاب المراهقة، فيشعر بأنه كبير ويرغب في الاستقلال عن عائلته، والبقاء مع أقرانه
وأن يكون المسؤول الأول والأخير عن قراراته، ويرغب في أن يأخذ رأيه في شؤون الأسرة
تغير الحالة المزاجية
الأطفال البالغين من العمر 9 سنوات يستغلون الحرية الممنوحة
معظم الأطفال البالغين من العمر 9 سنوات يستغلون الحرية الممنوحة لهم في ممارسة استقلالهم المتزايد يوماً بعد يوم، وإن كانوا ما زالوا يبحثون عن الطمأنينة العاطفية من آبائهم
قد يكون الأطفال في سن التاسعة يعانون من الحالة المزاجية، وقد يفرحون ويضحكون ثم يشعرون بالضيق بعد دقيقة واحدة
الطفل في مرحلة المراهقة يكون خائفاً من العالم الجديد، إلا أن مزاجه يتغير في دقائق ما بين الفرح والغضب والحزن
■ الخوف والقلق
أصبح الأطفال في سن التاسعة أكثر وعياً بالمخاطر، والكوارث في العالم الحقيقي
قد تحل المخاوف بشأن أحداث مثل الجريمة، أو العواصف، أو القلق من وفاة أحد الوالدين
مثل الأطفال الصغار الذين يخافون من الوحوش
■ المشاكل السلوكية
قد يتصرف الطفل في سن التاسعة بشكل غير معقول، أو غير مهذب عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط له، ولكنه قادر على التعرف على سلوكه الخاطئ، والاعتذار عنه
وهنا يبحث الطفل عن أقرانه للتغلب على المشاعر غير المريحة، ولكنه قادر على الاعتماد على مشاعره الخاصة.. في التخلص من أزمته النفسية
التحدي
الطفل في عمر التاسعة يحب أن يكون مسيطراً على كل شيء يخصه، لذلك قد يتحدى قرارات والديه، وسلطتهما عليه
عدم الانتباه
يكافح جميع الأطفال للتركيز في المدرسة أو عند مناقشة الوالدين لهم من وقت لآخر، خاصة عندما يكونون غير مهتمين بما يقال لهم
الطفل في هذا العمر قد يتغاضى عن الاستماع أو الإنصات؛ إذا كان ما تقوله أيها الأب لا يعجبه
العدوان الجسدي
تتطور مشاعر الطفل العدوانية في هذا العمر
تتطور مشاعر الطفل العدوانية في هذا العمر من نوبات غضب عادية إلى تفاعلات سلبية مع الأطفال الآخرين، والاعتداء الجسدي بالتأكيد سلوك يجب معالجته من جانب الآباء
بالنسبة للأطفال العصبيين، يمكن أن يتطور سلوكهم العدواني هذا إلى إيذاء الحيوانات، بشكل عام، قد تلاحظ زيادة في القتال بين الإخوة أو الزملاء أحياناً، ومحاولات للتدمير والعصيان
إلقاء اللوم على الآخرين
عندما يسيء الطفل السلوك، فهو يسارع إلى إلقاء اللوم على الآخرين، رغبة في تجنب الوقوع في مشكلة، وفي عمر التاسعة سيكون أكثر وضوحاً؛ نظراً لاتهامه المستمر من عدم تحمل المسؤولية
التكنولوجيا الحديثة، ومواقع التواصل
الطفل في عمر التاسعة يكون قادراً على التواصل بالتكنولوجيا الحديثة وما تشمله، من هاتف محمول على اتصال بالإنترنت، وبالطبع يشاهد ما يشاء بدون رقيب، وهذا ما يجعله يكتسب سلوكيات تتراوح بين الجيد والسيئ، وهنا واجب ودور الآباء الرقابي كبير
4- نصائح للتعامل مع الطفل في عمر التاسعة
شجعي طفلك على الانضمام إلى الأنشطة المدرسية والأنشطة المجتمعية في النادي
للأم: اقضي وقتاً جيداً مع طفلك كل يوم، تحدثي معه عن الأصدقاء والإنجازات والمشاكل التي تواجهه الآن وفي المستقبل القريب
شاركيه في كل الأنشطة والاجتماعات الموجودة في النادي والمدرسة؛ كي يشعر بوجودك واهتمامك به أنت ووالده، ولكي تكوني على علم بكل المستجدات
شجعي طفلك على الانضمام إلى الأنشطة المدرسية والأنشطة المجتمعية في النادي، والتطوع في الجمعيات الخيرية، ما يحدث تأثيراً في شخصيته مستقبلاً
ساعدي طفلك على تنمية حسه الخاص بالصواب والخطأ؛ بالتحدث عن الأشياء الخطيرة الموجودة في المجتمع، مثل: التدخين وأصحاب السوء وغيرهما
للأب: ساعد طفلك على تنمية شعوره بالمسؤولية الفردية، أشركه في مهام يقوم بها خارج المنزل، وكذلك إبداء رأيه في ميزانية المنزل.. وحاول التعرف إلى أصدقاء طفلك.. بتحديد لقاء معهم وتناول مشروب
تحدث معه عن احترام الغير ومساعدة المحتاج بالأفعال والتطوع، ساعده على تحديد أهدافه الخاصة؛ بالتعرف إلى مهاراته وقدراته وتجربة أشياء كثيرة؛ ليتعرف على ما يجذبه في النهاية
ضع قواعد واضحة والتزم بها مع طفلك؛ مثل سلوكيات التواصل مع الكبار والرد عليهم، وأخبره صراحة أن أي كسر للقواعد سيتحمل عواقبه
الحزم والشدة أيها الأب مطلوبان إلى جانب الصداقة والقرب، لا يمكن الاستغناء عن واحد منهما في هذه المرحلة العمرية... هيا استخدم الانضباط والنتائج المترتبة على الأفعال، ولا تلجأ للعقاب؛ لأنه لن يجدي
عند استخدام الثناء، ساعد طفلك على الشعور بإنجازاته؛ مثل: "يجب أن تكون فخوراً بنفسك".. بدلاً من: "أنا فخور بك"
اجعله يثق في نفسه ومشاعره تجاه ما فعله وما قام بتنفيذه أو التزم به وحده، بدلاً من أن ينتظر من الآخرين الثناء والمدح
تحدث مع طفلك عن التغيرات الجسدية وتحدث معه عن البلوغ والاستعداد له، لا تخجل بإيجابيات المرحلة وتخوفاتك منها أيضاً
شجعه على القراءة يومياً.. وسيحبها بعد ذلك... من المهم أن تجعل طفلك يمارس في هذه المرحلة رياضة واحدة على الأقل