سادت حالة من الفرح بين اللبنانيين عندما قفزت العملة المحلية ”الليرة“ إلى أكثر من 20% نهاية الأسبوع الماضي، لأن ذلك يعني هبوطا نسبيا في أسعار السلع الاستهلاكية التي صعدت بنحو 4 أضعاف خلال شهور قليلة.
لكن تلك الحالة لم تدم طويلا إذ عاودت الليرة هبوطها وخسرت نحو 10% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء، رغم جو التفاؤل الذي ساد بعد تكليف رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة إنقاذ.
ورأى نقيب مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي، أنه ”لا شيء يبرر هبوط الدولار من 23 ألفا إلى 16 ألف ليرة في يوم واحد“.
وقال بحصلي في مقابلة تلفزيونية مساء الإثنين: ”هناك فوضى وبلبلة في السوق، ولا توجد قواعد تجارية واضحة، وهذه البلبلة لا تستطيع وزارة الاقتصاد ضبطها، وبحال لم يتم تثبيت سعر صرف الدولار فلن يكون هناك حل“.
ولفت بحصلي إلى أن ”المشكلة هي في المنظومة السياسية اللبنانية، وفي تثبيت سعر صرف الليرة للدولار الأمريكي“، مؤكدا أن ”نقابة المستوردين ستتجاوب بإيجابية مع انخفاض سعر الصرف، لكن يجب الانتظار لمعرفة أي مستوى سيثبت عليه السعر“.
وأشار الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، إلى أنه ”لا يوجد أي مبرر إيجابي لانخفاض الدولار بنحو 6000 ليرة، فالصدمة يجب أن تكون قوية مثل أزمة انهيار الأسواق العالمية في 2008“.
وبين أن ”الصدمات الإيجابية تأتي على شكل تشكيل حكومة، أو دخول العملة الصعبة إلى البلاد“.
ونوه إلى أن ”انخفاض سعر صرف الدولار بالسوق السوداء لم يكن حقيقيا، وعلى المواطن ألّا يدخل في عملية المضاربة“.
وقال أبو سليمان إنه ”في حال لم تتشكل حكومة قبل 15 آب/ أغسطس المقبل، ومع بدء مغادرة المغتربين اللبنانيين فإن الدولار سيعاود الارتفاع بنسبة أعلى“، مشددا على أن ”الممر الإلزامي للخروج من الأزمة، هو التفاوض مع صندوق النقد الدولي الذي لن يقبل إلا بتوزيع عادل للخسائر وعدم التعددية في سعر الصرف“.
