أكد الأمين العام لتنظيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، مساء السبت، أن ما حدث بين الكيان الإسرائيلي ولبنان خلال الأيام الأخيرة "خطير جدًا"، ولم يحصل منذ 15 عامًا.
وأوضح نصر الله، خلال خطاب بمناسبة انتصار 2006، أن الاحتلال الإسرائيلي أراد "التحلل من المعادلات التي فرضتها المقاومة في لبنان قبل 15 عامًا".
وقال: "لن نضحي بأي شكل من الأشكال بالمعادلة التي ثبتناها قبل 15 عامًا".
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن "أي غارة إسرائيلية بسلاح الجو على لبنان سيتم الرد عليها بشكل مناسب ومتناسب لأننا نريد أن نخدم هدف حماية بلدنا".
وذكر أن "خياراتنا مفتوحة، فالغارات الجوية (الإسرائيلية) إن حصلت لا يعني حكمًا أن نرد على مناطق فارغة في مزارع شبعا؛ فيمكن أن يكون في شمال فلسطين المحتلة، وقد يكون ردنا في منطقة الجولان، أو غيرها".
وقال نصر الله: "نحن لا نبحث عن الحرب ولكننا جاهزون لها ولا نخافها ولا نخشاها وننتظرها في كل يوم وسننتصر فيها".
وأضاف "أكبر حماقة هي عندما يقرر العدو الذهاب إلى حرب مع لبنان".
استراتيجية الرد
وبيّن أنه "عندما تحصل أعمال عدوانية تحتاج إلى رد، نصنفها نوعين، نوع عامل الزمن فيه جيد ولكن ليس جوهريًا، وإذا تأخر الرد ليس هناك مشكلة (..) ونوع آخر عامل الزمن فيه جوهري، والتأخر يفقد الرد قيمته وأثره".
وأضاف "لو تأخر الرد على القصف الجوي الإسرائيلي زمنًا آخر، فردنا سيكون دون قيمة؛ لذلك ذهبنا للرد السريع".
وتابع "اخترنا أرضًا مفتوحة في مزارع شبعا، ولم نضرب المواقع العسكرية، وأو مناطق فيها مزارعين أو مدنيين، وقررنا أن نقوم بالعملية نهارًا، لأننا لا نريد أن نرعب الأهالي، وخاطرنا بإخواننا من أجل ألا يشعر الناس بالرعب".
وشدد نصر الله على أن "الهدف كان تثبيت قواعد الاشتباك والمعادلة القائمة، وليس فرض معادلات جديدة".
ولفت إلى أنه "أيًا تكن الأوضاع الداخلية في لبنان؛ فحماية لبنان مسؤوليتنا الأولى، وسنحمي شعبنا أيًا كانت الظروف".
وقال: "لا تراهنوا على الضغوط التي تمارس على اللبنانيين وبيئة المقاومة".
وأشار نصر الله إلى أن "العدو يطمح أن يأتي اليوم الذي يُنزع فيه السلاح ويصبح لبنان بلا سلاح مقاومة، ويحاول توظيف الضغوط الدولية والعربية على شتى الميادين ليفرض على لبنان أن يصبح بلا قوة حماية ويعود إلا استباحته".
وشدد نصر الله على أن "الذي منع ويمنع العدو من شن غارات على لبنان خلال 15 عامًا هو خشية العدو من الذهاب إلى ردود أفعال ومواجهة كبيرة وواسعة مع المقاومة في لبنان (..) بغض النظر هل تتحول إلى معركة إقليمية أو لا".
وقال الأمين العام لحزب الله إن: "الجيش (الإسرائيلي) سيتدمر وينهار في أي مواجهة قادمة، وهو قلق على وجوده".
وذكر أن "العدو قلق أكثر من أي زمن مضى بسبب ما يجري في فلسطين، وتحولات المنطقة، وتصاعد قوة محور المقاومة، ونتيجة الانقسامات الداخلية الحادة في الكيان".
ولفت نصر الله إلى أن "الرد الأخير ليس له علاقة باستشهاد الأخوين على كامل محسن ومحمد كامل طحان، وهذا الحساب ما زال مفتوحًا مع العدو، والمسألة مسألة وقت".