9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
12.89°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة12.89°
الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
4.31جنيه إسترليني
4.51دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.2دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.31
دينار أردني4.51
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.2

خبر: روسيا تترك الأسد لمصيره وتستعدّ لما بعده

يبدو أن روسيا باتت تعترف بأن نظام الرئيس بشار الأسد قد يكون قريبا من نهايته، وهو ما يشير إلى أن الكرملين بدأ يعد لمرحلة ما بعد النظام الذي ظل حليفا لموسكو لأكثر من أربعة عقود. وإن كانت الرئاسة الروسية لا تزال تقارع الغرب برفضها دعوة الأسد صراحة للتنحي، فإن تقييمها الأخير لحظوظه في الاستمرار يعطي بعض الأمل في أن تشهد نهاية السنة نشاطا دبلوماسيا محموما باتجاه التوصل إلى حل. وقال فيودور لوكيانوف رئيس "مجلس السياسات الخارجية والدفاعية" ومقره موسكو "روسيا ليست غافلة عن واقع الأمور، والدبلوماسيون الروس ليسوا اغبياء.. انهم مدركون بان الأمور تسير باتجاه واحد". وأضاف "بات معروفا للجميع ما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف، ولكن من غير المعروف متى سيحدث ذلك". وفي زيارة نادرة لمسؤول كبير في النظام، وصل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو خلال الأسبوع لإجراء مباحثات مغلقة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف. وينتظر وصول الموفد الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي إلى موسكو حيث يلتقي وزير الخارجية سيرغي لافروف السبت بعد زيارة استمرت خمسة أيام لدمشق. وخففت وزارة الخارجية الروسية خلال الأيام الأخيرة لهجتها المعادية للمعارضة السورية المتمثلة في الائتلاف الوطني الذي اعترف به الغرب، من خلال دعوة رئيسه أحمد معاذ الخطيب لإجراء مباحثات في روسيا أو خارجها ، غير أن الأخير رفض الدعوة الروسية مطالبا موسكو بالاعتذار عن دعمها للأسد . وقال الخطيب في مقابلة مع الجزيرة القطرية "نحن قلنا بشكل صريح لن نذهب إلى موسكو.. قد نجتمع في دولة عربية إذا كان هناك جدول أعمال واضح.. وأيضا نريد اعتذارا من السيد (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف لأنه طوال الوقت ظل يقول إن الشعوب لابد أن تقرر مصيرها دون تدخل خارجي بينما تتدخل روسيا في الشأن السوري بقوة وكأن كل المذابح التي حصلت للشعب السوري مجرد نزهة.. فإذا كنا لا نمثل الشعب السوري فلماذا يدعونا؟ وإذا كنا نمثل الشعب السوري فلماذا لا يستجيب وتصدر روسيا بيان إدانة واضح لتوحش النظام ومطالبة صريحة بتنحي الأسد الذي هو شرط أساسي في أي مفاوضات". ويأتي التغير في الموقف الروسي في ظل تسارع التطورات على الأرض في سوريا مع الإعلان عن سيطرة المقاتلين المعارضين على المزيد من المواقع من القوات الحكومية، وإعلان المزيد من الانشقاقات. وتغيرت لهجة روسيا في وقت سابق هذا الشهر عندما قال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن الأسد بدأ يفقد السيطرة وأنه لا يمكن استبعاد أن تنتصر المعارضة في النهاية. ويبدو أن تصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام الروسية الحكومية، كان يفترض أن تكون غير قابلة للنشر. ولكن بعد ذلك صدرت عن القادة الروس تصريحات مماثلة رغم أنها كانت أكثر حذرا. وقال الرئيس فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي بمناسبة نهاية السنة "لسنا معنيين بمصير الأسد.. نتفهم أن هذه العائلة موجودة في السلطة منذ أربعين عاما وهناك حاجة للتغيير". وكشف لافروف الجمعة أن روسيا أبلغت المقداد بأن الوقت حان لكي ينفذ النظام وعوده ببدء حوار مع المعارضة وتنظيم المرحلة الانتقالية. وقال لافروف بوضوح خلال مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" التلفزيونية الأسبوع الماضي إن ما تعترض عليه موسكو هو أن يطلب منها أن تقوم بدور "ساعي البريد" وتوجيه رسالة للأسد تطالبه بالتنحي. وأضاف لافروف "إذا كان الأسد مهتما، ينبغي مناقشة ذلك معه مباشرة". وقال لوكيانوف إن الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه روسيا اليوم هو ضمان عدم حدوث تدخل عسكري خارجي في سوريا مثل أن يقود حلف الأطلسي حملة جوية كتلك التي أدت إلى اسقاط نظام معمر القذافي السنة الماضية في ليبيا. وأضاف "أي عملية سياسية تقود إلى تغيير السلطة في سوريا، تناسب روسيا". وشكلت الحملة على ليبيا التي أدت إلى سقوط نظام معمر القذافي انتكاسة لروسيا التي خسرت المليارات من صفقات الأسلحة ومشاريع البنية التحتية وجعلتها غير قادرة على التواصل مع القادة الجدد. وتبذل روسيا ما بعد الحقبة السوفياتية في عهد بوتين جهودا للحفاظ على مكانتها كقوة عظمى وستعمل جاهدة للحفاظ على نفوذها في سوريا الجديدة. وأقامت موسكو علاقات وثيقة مع نظام حزب البعث في دمشق منذ تولي حافظ الأسد السلطة في بداية سبعينات القرن الماضي. وبفضل هذا التحالف، أقامت موسكو قاعدة بحرية لا تزال تستعملها في مرفأ طرطوس ووقعت مع سوريا معاهدة صداقة وتعاون في 1980 لا تزال تشكل أساسا للعلاقات بينهما. وكانت روسيا مزود سوريا الرئيسي بالسلاح ورفضت مطالب الغرب المتكررة بوقف امداد النظام. وخلال النزاع، اعترضت تركيا طائرات متجهة إلى سوريا قالت موسكو إنها تنقل معدات رادار لصواريخ دفاعية. وقال الكسي مالاشنكو المحلل لدى مركز كارنيغي موسكو "لقد أدركت روسيا قبل فترة طويلة أن الأسد لن يبقى في السلطة ولكن كان من الصعب عليها أن تعترف بذلك صراحة". وأضاف أنه كان على روسيا أن تغير لهجتها وتتخذ موقفا أكثر تشددا ازاء النظام في وقت مبكر. وقال "تسعى روسيا الآن إلى اللحاق بالقطار بعد أن غادر المحطة.. إن هدف روسيا اليوم هو انقاذ ماء الوجه".