أصدر الرئيس الأفغاني، أشرف غني، تعليمات إلى قوات الأمن بضمان سلامة جميع المواطنين، في الوقت الذي أعلنت فيه أوزبكستان أن عشرات الجنود الأفغان فروا إلى أراضيها هربا من الهجوم الخاطف الذي تشنه حركة طالبان ومحاصرة العاصمة كابُل، وفق ما ذكر بيان صادر عن السلطات في طشقند اليوم، الأحد.
اقرأ/ي أيضًا | تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
وقال الرئيس الأفغاني في رسالة عبر مقطع فيديو أُرسل إلى الصحافة إنه "أمرتُ قوات الأمن بضمان سلامة جميع مواطنينا. إنها مسؤوليتنا وسنفعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة. سيتمّ التعامل بالقوة مع أي جهة تفكر في إثارة الفوضى أو النهب".
وأوردت وزارة الخارجية الأوزبكية في بيان أن قوات البلاد المتواجدة على الحدود بين البلدين اوقفت 84 جندياً أفغانياً، وبدأت محادثات مع السلطات الأفغانية لتنسيق عودتهم إلى بلادهم. وأمنت أوزبكستان للجنود الأفغان المحتجزين الطعام والمسكن المؤقت والرعاية الطبية، بحسب الوزارة.
وأشارت طشقند إلى وجود عدد كبير من القوات الحكومية الأفغانية على الجانب الأفغاني من الحدود عند معبر ترميز-هيراتان. وأضاف البيان أنه "تم اتخاذ تدابير لتقديم مساعدات انسانية لهؤلاء الاشخاص"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن المتحدث باسم الخارجية الأوزبكية، يوسوب كابولجانوف، أن المفاوضات حول عودة الجنود تجري مع الحكومة الأفغانية ومع طالبان.
ووصل مقاتلو طالبان إلى أبواب العاصمة كابل، بعدما سيطروا، مساء أمس، على مزار شريف، آخر كبرى مدن شمال أفغانستان والتي تبعد حوالي 100 كيلومتر عن أوزبكستان.
ولجأ امير الحرب السابق، المارشال عبد الرشيد دستم، والحاكم السابق لولاية بلخ، عطا محمد نور، وكانا قادا قوات المقاومة المحلية ضد طالبان في مزار شريف، الى اوزبكستان، منددين بخيانة الجيش الأفغاني. وكتب نور في تغريدة أن "لدي الكثير من القصص التي لم أروها وساكشف عنها في الوقت المناسب" موضحاً أنه الآن في "مكان آمن".
وبعد سيطرة حركة طالبان، صباح اليوم، على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، أصبحت العاصمة كابل آخر مدينة كبيرة لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
وحاول عناصر من القوات الأفغانية المحرومة من الدعم الأميركي الحاسم، عدة مرات الفرار إلى دول آسيا الوسطى المجاورة منذ أن شنت حركة طالبان هجومها، مع بدء انسحاب القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي من البلاد في أيار/مايو. في تموز/يوليو، عبر ألف جندي أفغاني الحدود إلى طاجيكستان بعد معارك مع طالبان.
ويعتزم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، دعوة البرلمان المعلق حاليا بسبب العطلة الصيفية، لعقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع الحالي، لمناقشة الوضع في أفغانستان حيث باتت حركة طالبان على مشارف كابل، كما أفادت وسائل الإعلام البريطانية اليوم.
ودفع قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من أفغانستان، بعد 20 عاما من التدخل، الدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي بما فيها بريطانيا، إلى أن تحذو حذوها. لكن لندن وجهت انتقادات صريحة إلى حليفها الأميركي في الأيام الأخيرة.
وفيما أصبحت طالبان الآن على مداخل كابول، طلب زعيم المعارضة البريطانية كير ستارمر، انعقاد البرلمان حتى توضح الحكومة "كيف تنوي العمل مع حلفائها من أجل تجنب أزمة إنسانية وعدم العودة إلى الوقت الذي كان المتطرفون يستخدمون أفغانستان قاعدة".
ودان ستارمر "صمت الحكومة بينما تنهار أفغانستان، وهو أمر ستكون له عواقب واضحة بالنسبة إلينا في المملكة المتحدة" معتبرا أن الأولوية يجب أن تكون لإجلاء "جميع الموظفين البريطانيين".
ودفع تقدم طالبان لندن إلى الإعلان، يوم الخميس الماضي، عن إرسال حوالى 600 جندي في الأيام المقبلة لإجلاء رعاياها من البلاد. وتعتزم بريطانيا نقل سفيرها وجميع موظفيها إلى خارج كابل خلال هذه العملية، دون الإبقاء على أي وجود دبلوماسي في العاصمة الأفغانية. وقال أحد المصادر إنه "ليس لدينا ثقة في أن طالبان ستحترم تعهداتها".