سادت خيبة أمل إسرائيلية من نتائج اتفاقيات التطبيع مع بعض الدول العربية بعد عام على توقيعها، وأكد خبير عسكري إسرائيلي بارز، أن الكثير من الطموحات والآمال تبين كذبها.
وأوضح الخبير العسكري الإسرائيلي لدى صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أنه قبل نحو سنة من الآن تم توقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات والبحرين في آب/ أغسطس 2020، ورئيس الحكومة في حينه، بنيامين نتنياهو، لم يتمكن من تطبيق برنامجه، والقيام بزيارة رسمية إلى أبوظبي، لكنه أمس سافر كشخص عادي إلى الولايات المتحدة".
وتساءل: "ما هي التغييرات التي أحدثتها اتفاقات التطبيع بعد مرور سنة؟"، منوها إلى أن "تقديرات جهاز الأمن، تشير إلى تغيرات في أمور كثيرة إلى الأفضل، ولكنها أقل مما كان يمكن تقديره من البداية".
وذكر أن "العملية التي قام بحياكتها نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، عملت على اختراق الجمود الذي استمر لبضع سنوات في العلاقات بين الطرفين، ولكن هؤلاء الثلاثة أملوا في تحقيق إنجاز أكبر من ذلك، حيث استهدف التطبيع شق الطريق أمام تطبيع مع دول عربية كثيرة أخرى على رأسها السعودية، وترسيخ تحالف استراتيجي جديد يؤيد أمريكا في المنطقة كرد على إيران؛ واستهدف أيضا إثبات أن تل أبيب ليست بحاجة إلى السلام مع الفلسطينيين لضمان تحسين العلاقات مع دول المنطقة".
ورأى هرئيل، أن عملية التطبيع التي انضم لها فيما بعد المغرب والسودان، "ربما هي الإنجاز الوحيد لترامب في المنطقة، وإحدى النقاط الإيجابية في سياسة إسرائيل الخارجية في سنوات حكم نتنياهو الـ12، ولكن النتائج الاستراتيجية الإقليمية تم الشعور بها بدرجة أقل".
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن "النتائج الأساسية للتطبيع مع أبوظبي، تم تحقيقها في المجال الاقتصادي والتكنولوجي، وفي نفس الوقت تعززت العلاقات الأمنية والاستخبارية بين الجانبين، والكشوفات الأخيرة عن نشاط شركات سايبر إسرائيلية هجومية (برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس)، أظهرت الإمارات كأحد الزبائن المهمين للتكنولوجيا الإسرائيلية، التي استخدمت بصورة عدائية للمس بالمراسلين ونشطاء حقوق الإنسان، في صفقات تم عقدها بتشجيع من الدولة".
ونوه الخبير، إلى أن "إسرائيل كانت تأمل أن تكون الإمارات جزءا من تحالف منفتح أكثر على الخارج، يعمل على كبح تحركات إيران في المنطقة بقوة، وتبين أن هذا كان أملا كاذبا، كما أن تدخل الإمارات في الساحة الفلسطينية بقي متدنيا، وأموال الإمارات لم تحل أموال قطر في غزة، رغم دعم إسرائيل المتزايد لهذه الفكرة".
وأشار إلى أن "دول الخليج تتبع مقاربة حذرة تنبع من اعتبارات ترتبط ببعضها البعض؛ أولا، إيران تعتبر دولة عظمى إقليمية قوية، وهي لا تنوي الانسحاب أمام الولايات المتحدة، ولا تخشى من أن تمس بمصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة، ثانيا، استبدال الإدارة في الولايات المتحدة قللت الشهية لتوثيق العلاقات مع إسرائيل، سواء في الإمارات أو في السعودية، التي أمل كل من ترامب ونتنياهو بضمها لاتفاقيات التطبيع".
ولفت إلى أن "الرئيس ترامب، كان هو عراب عملية التطبيع، أما الحالي جو بايدن، متشكك أكثر، وتوجه إلى الانسحاب من الشرق الأوسط، وأمريكا تركز على الشرق الأقصى وعلى علاقاتها المشحونة مع الصين، وفي هذه الظروف، يبدو أن تعهد الإمارات بتعزيز علني آخر لعلاقتها مع إسرائيل، خطوة بعيدة جدا".
وأعلنت أبوظبي وتل أبيب، بمباركة الرئيس الأمريكي السابق ترامب يوم الخميس 13 آب/ أغسطس 2020، في بيان رسمي، عن التوصل إلى "اتفاق سلام (تطبيع) إسرائيلي-إماراتي"، تتويجا لعلاقات سرية وثيقة، امتدت على مدى الأعوام السابقة.
ولاحقا، أعلنت مملكة البحرين عن تطبيع علاقاتها مع الاحتلال بتاريخ 11 أيلول/ سبتمبر 2020، كما أعلنت السودان عن تطبيع علاقاتها مع الاحتلال مساء الجمعة 23 تشرين الأول/ أكتوبر، وبتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020، أعلن عن التطبيع بين المغرب والاحتلال.
وتسبب إعلان تلك الدول عن التطبيع مع تل أبيب وتوقيع الاتفاقيات في البيت الأبيض مع الاحتلال برعاية واشنطن، في حالة غضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني، وأدانت القوى والفصائل والسلطة هذه الخطوة، واعتبرت القيادة الفلسطينية اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.