كشف دبلوماسي إسرائيلي عن حالة من الإحباط من إمكانية إقدام موريتانيا على التطبيع مجددا مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إسحاق ليفانون في مقال نشر بصحيفة "معاريف": "ذات مرة كانت لنا علاقات دبلوماسية مع موريتانيا، وكان لنا سفراء في العاصمة نواكشوط، وبقيت العلاقات في مستوى السفارة عشر سنوات، إلى أن قطعتها موريتانيا في أعقاب الحرب على غزة عام 2008".
وأشار ليفانون إلى لاعب الشطرنج الموريتاني ابن (14 عاما) الذي رفض في الأيام السابقة التنافس مع لاعب إسرائيلي، معتبرا أن اللاعب الموريتاني يعبر بذلك عن مشاعر بلاده تجاه الاحتلال، والتي وبموجبها فإن إسرائيل، ليست دولة موجودة في واقع الأمر".
وقال السفير الذي كان مسؤولا عن دائرة شمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية: "عملت على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع موريتانيا، وكنت الإسرائيلي الرسمي الأول الذي هبط في موريتانيا، التي فضلا عن كونها جارة المغرب، لم نعرف عنها الكثير".
وأضاف: "قررت موريتانيا السير في أعقاب المغرب وتونس اللتين أقامتا معنا علاقات دبلوماسية بتمثيل منخفض"، زاعما أن "موريتانيا طلبت رفع مستوى العلاقات لمستوى السفارة بتمثيل كامل، لقد فوجئنا بقرارها، ولكننا فرحنا".
ولفت إلى أن "إسرائيل فعلت مع موريتانيا ما لم يفعله الآخرون، ولكن تسلل الجهاد الإسلامي إلى أفريقيا مس بموريتانيا، ورغم الأسوار التي أقاموها، تسلل الإسلام الأصولي إلى المجتمع، وزعماء تغيروا".
ورأى أن أقوال اللاعب عبدالرحيم، "هي انعكاس لهذا الواقع (وصفه السفير الإسرائيلي بالمتطرف)"، مشيرا إلى أن رئيس الجمعية الوطنية للشطرنج في موريتانيا، قدم التهنئة للفتى.
ونوه ليفانون إلى أنه بعد توقيع اتفاقيات التطبيع قبل نحو عام مع الإمارات والبحرين والمغرب "سارع وزير خارجية موريتانيا، إلى الإعلان بأنه لا نية لبلاده للسير هذه المرة في أعقاب المغرب"، عكس ما حصل في السابق بعد توقيع اتفاقية أوسلو.
وقدر أن "هذه الخطوة في حينه كان من الصواب القيام بها، أما اليوم، إسرائيل لا ترى موريتانيا بذات العيون مثلما في حينه، كما أن الظروف الإقليمية تغيرت".
وبين أن "الولايات المتحدة تحاول مساعدة موريتانيا الدولة الضعيفة على ما يبدو لأسباب استراتيجية، ولو شعرت أن هناك ذرة أمل متجددة من جانب موريتانيا، لكنت أوصيت بالتوجه لواشنطن لفحص احتمالات استئناف العلاقات الدبلوماسية (التطبيع) وضمها إلى "اتفاقات إبراهام".
وتابع: "ولكن أمام تعابير الطفل المثيرة للحفيظة، والتي هي مقدمة للتفكير الداخلي للدولة، من الأفضل الابتعاد عن دولة قررت تغيير جلدها تجاهنا".