منذ 19 يوما، والأسير المهندس علاء الدين الاعرج ابن بلدة عنبتا شرق طولكرم، والمقيم في مدينة نابلس يواصل اضرابه المفتوح عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري.
وخشية على حياته وصحته، وجهت عائلته مناشدة عاجلة للتدخل العاجل من أجل إنقاذه ومساندته في معركة الأمعاء الخاوية.
وقالت والدته أم علاء إن نجلها كان طوال حياته من المتفوقين، وكان واحدا من العشرة الأوائل في الثانوية العامة، ودرس في البداية الطب لكن بسبب ظروف الاعتقال المتكررة قرر دراسة الهندسة، وكان الأول على قسم الهندسة حين تخرجه.
وأوضحت زوجة الأسير علاء الأعرج، أسماء قزمار، أن زوجها اعتقل خمس مرات، بدايتها عام 2007م، وتكررت الاعتقالات، وبعد الزواج اعتقل 5 سنوات ونصف.
لم يعش المهندس الأعرج مع زوجته وطفله خلال سنوات الزواج التي قاربت على 7 سنوات سوى سنة وأربع شهور، فيما أمضى بقية حياته الزوجية داخل سجون الاحتلال أو سجون السلطة الفلسطينية، وخلال تلك السنوات رأى نجله محمد النور ووالده خلف القضبان.
ليس ذلك فحسب؛ بل توفي والده وهو معتقل ولم يتمكن من وداعه؛ وقضى معظم الأعياد وأشهر رمضان في المعتقلات.
أما محمد، وبكلماته البسيطة تمنى أن يفرج الاحتلال عن والده حتى يتمكن من رؤيته وحضنه، وحتى يشتري له الألعاب.
وعن اعتقال علاء، وصفت زوجته عملية الاعتقال بالوحشية، حيث تم تفجير الباب والدخول للمنزل بشكل همجي، حتى وجدهم فوق رأسه في غرفة نومه، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، ما شكل حالة من القهر لدى زوجها.
ولم يكمل الأسير عاما خارج السجن حتى أعادت قوات الاحتلال اعتقاله في 30/6/2021 وفرض الاعتقال الإداري عليه لستة أشهر قابلة للتجديد.
ولفتت أم علاء إلى أن نجلها اعتقل عام 2019 وعانى من الاعتقال الإداري لمدة 20 شهرا، واليوم يعود للاعتقال الإداري من جديد، ما حدا به للإعلان عن الإضراب عن الطعام حتى ينتزع حريته من براثن الاحتلال.
معبرة عن مخاوفها من مواصلة نجلها الإضراب، "فالإضراب يؤذي جسد المضرب، وكلما زادت فترته زادت المخاوف عليه من أن تداهمه الأمراض وإجهاد الجسم وأعضائه".
ودعت أم الأسير الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته الوقوف مع قضية نجلها وقضية الأسرى المضربين عن الطعام، والتحرك العاجل لإنقاذهم وتأمين الإفراج عنهم.
وينضم الأسير الأعرج إلى عدد من الأسرى المضربين عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري ولعزلهم الانفرادي، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس من دورا بالخليل، المضرب عن الطعام منذ 42 يوما. ورغم أن الأسير أنهى درجة البكالوريوس في الهندسة بتسع سنوات بسبب الاعتقالات في فترات الامتحانات إلا أنه أنهاه حاصلا على الدرجة الأولى على كلية الهندسة؛ وأبدع كذلك في شهادة الماجسيتر بمعدل 96.3، ولكن الاحتلال يجعله يدفع ضريبة هذا التفوق وثمن حقد ضابط المخابرات الذي قال له "اللي زيك مش لازم يكون برا السجن!".
ولا يزال الاحتلال يحاسب علاء على قضية انتهت في عام 2014 بدعوى الملف السري؛ رغم أنه أمضى محكوميته البالغة 38 شهرا على تلك القضية، ليسرق الاحتلال منه أجمل سنوات عمره وشبابه في السجون.
اليوم يخوض علاء معركة الأمعاء الخاوية وكله أمل أن يعود لطفله وزوجته وعائلته وأن يتحرر من هذا الظلم المسمى بالاعتقال الإداري.