كشفت دراسة جديدة شاملة عن أثر ممتاز لزيادة نسبة "فيتامين د" في الحصص الغذائية، حيث أثبت قدرته على تجنيب أحد أخطر الأمراض التي تصيب القولون والمستقيم.
قام باحثون وعلماء بإجراء دراسة طويلة الأمد دققت في النظام الغذائي ونمط الحياة لأكثر من 95 ألف امرأة تم منحهم كميات مرتفعة من مكملات "فيتامين د" ضمن وجباتهم الغذائية.
ويعتبر "فيتامين د" من المكملات الغذائية المهمة جدا لتقوية مناعة الجسم، واكتسب أهمية كبيرة في السنوات الأخيرة خلال تفشي جائحة كورونا.
"فيتامين د" يبعد أخطر مشكلة خطيرة تصيب القولون والمستقيم
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة أمراض الجهاز الهضمي "gastrojournal"، وجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا كميات عالية من "فيتامين د" في وجباتهم الغذائية، أو التي تضمنت هذا الفيتامين مثل منتجات الألبان تحديدا، كان لديهم خطر أقل بنسبة 50٪ للإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر من أولئك الذين تناولوا كميات أقل من الفيتامين.
وبحسب الدكتورة كيمي نغ، الأستاذة في قسم طب الأورام بمعهد "دانا فاربر" (Dana-Farber) للسرطان، ومؤلفة الدراسة، "تؤكد النتائج أهمية فيتامين د بالنسبة للشباب فيما يتعلق بالوقاية من سرطان القولون والمستقيم، وليس فقط كبار السن".
فوائد مهمة جدا لمن لم تتجاوز أعمارهم الـ50 عاما
وبحسب نتائج الدراسة المنشورة في مجلة "Eat This, Not That" الأمريكية، فإن تناول كميات أكبر من "فيتامين د" يساعد في الوقاية من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، خاصة لمن أعمارهم لم تتجاوز الـ50 عاما.
ولاحظ الباحثون انخفاض معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، حيث يعتقد الخبراء أنه ناتج عن سببين رئيسيين، الأول هو الفحص الفعال للكشف عن المرض والثاني يعود لتغييرات نمط الحياة مثل تناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة.
لكن هذا الانخفاض لا ينطبق على الشباب، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بسرعة كبيرة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، وشكلت في أمريكا، العام الماضي، لجنة من العلماء والخبراء الأكاديميين والحكوميين لمعالجة هذه المشكلة.
حل لغز ارتباط النظام الغذائي بسرطان القولون
وحددت اللجنة سببا محتملا للإصابة، حيث اعتبر النظام الغذائي عاملا خطرا جدا، خاصة مع نقص الفواكه والخضروات في العديد من الأنظمة الغذائية.
ونوهت الدكتورة نغ إلى أن هذه الدراسة توضح بشكل دقيق العلاقة بين النظام الغذائي وفوائد "فيتامين د" وسبب ارتفاع هذه الحالات، معتبرة أن النتائج بمثابة "حل للغز الذي يربط النظام الغذائي بهذا السرطان".
وبحسب الطبيبة، سيما بوني، الباحثة في مؤسسة مركز مكافحة الشيخوخة وإطالة العمر في فيلادلفيا، فقد "لحظ الباحثون أيضا أن النتائج الجيدة كانت واضحة بشكل خاص لأولئك الذين حصلوا على "فيتامين د" من مصادر غذائية طبيعية، مقارنة مع باقي عينة البحث الذين حصلوا على الفيتامين من المكملات".
وتضيف بوني: "يمكن استخدام الطعام كدواء، بهذه الطريقة من خلال تقديم مجموعة كاملة من الأطعمة الصحية التي تتضمن الألياف والفيتامينات والمعادن".
ونوهت الباحثة إلى أن "فيتامين د" قابل للذوبان في الدهون، مما يعني أنه لا يذوب في الماء ويمتص بشكل أفضل عندما يقترن بنوع من الدهون. وهذا هو السبب في أن اختيار منتجات الألبان غير الخالية من الدهون يكون أكثر فاعلية. حيث تساعد الدهون الموجودة في منتجات الألبان على تسهيل امتصاص الجسم لـ"فيتامين د".