نشرت صحيفة الغارديان قصة المعارض الليبي سامي الساعدي الذي قال إن المخابرات الخارجية البريطانية "إم آي 6" سلمته للمخابرات الليبية بعد وقت قصير جدا من أول زيارة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وروت الصحيفة تفاصيل تعاون "إم آي 6" مع المخابرات الليبية لنقل الساعدي من هونغ كونغ إلى طرابلس، حيث تم نقله مع أسرته، وبعد الوصول تم استجوابه تحت التعذيب فيما تم احتجاز زوجته وأبنائه الأربعة في زنزانة قريبة. وقالت الصحيفة إن الساعدي يدرس الآن موضوع متابعة الحكومة البريطانية قضائيا، وأن دليل كونه وأسرته ضحايا عملية تسليم بريطانية للقذافي وجد في وثائق تركت في مكتب موسى كوسا، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الليبية. وقالت الصحيفة إن الساعدي، المعروف باسم "أبو منذر"، ظل معتقلا نحو 6 سنوات، وقد أكد أنه كان يتعرض للضرب والصعق بالكهرباء بشكل دائم، وقال إن موسى كوسا زاره بعد وصوله إلى السجن وأخبره كيف أن أصدقاء القذافي الغربيين الجدد يساعدونه في اصطياد معارضيه عبر العالم. وذكر أن كوسا قال له "كنت هاربا منا، ولكن منذ 11 سبتمبر/أيلول أستطيع أخذ الهاتف وأتصل بالمخابرات البريطانية أو الأميركية فأحصل على كل المعلومات المتعلقة بك، ليس لك مكان تهرب إليه". وقال الساعدي إنه استجوب مرة واحدة من طرف ضباط بريطانيين، وقال إنهم لم يفعلوا له شيئا عندما أبلغهم أنه يتعرض للتعذيب. وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية البريطانية رفضت التعليق عن علمها بوضع عائلة الساعدي بعد عملية التسليم، واصفة إياها بأنها "مسألة استخبارية" وأن سياسة الحكومة هي عدم التعليق على المسائل الأمنية. وقال الساعدي إن السلطات البريطانية خدعته بالسفر إلى هونغ كونغ، فبينما كان في المنفى بالصين في مارس/آذار 2004 اتصل بالمخابرات البريطانية عن طريق وسيط في المملكة المتحدة، وقيل له إنه سيتمكن من العودة إلى لندن، حيث عاش لاجئا ثلاثة أعوام بدءا من عام 1993، لكن عليه مقابلتهم أولا في القنصلية البريطانية في هونغ كونغ، حيث سيلتقي دبلوماسيين بريطانيين. وطار الساعدي إلى هونغ كونغ مع زوجته وابنين يبلغان 12 و9 سنوات، وبنتين تبلغان 14 و6 سنوات. لم يقابلهم مسؤولون بريطانيون لكن اعتقلهم حرس الحدود الصينيون بسبب وجود مخالفات في جوازات السفر، حيث احتجزوا مدة أسبوع ثم أرسلوا إلى طرابلس. وقالت الصحيفة إن الساعدي يصر على أن المخابرات البريطانية كانت وراء تسليمه، فهي تعمل "وراء الستار". وجاء تأكيد اتهامه عندما نشرت هيومن رايتس ووتش وثائق وجدتها في مكتب موسى كوسا، ومن بينها وثيقة أرسلتها وكالة الاستخبارات المركزية بالفاكس إلى طرابلس في 23 مارس/آذار 2004، وعليها ملحوظة "سري للغاية/الولايات المتحدة فقط باستثناء ليبيا"، وتتعلق بترحيل الساعدي وعائلته. وتتحدث الوثيقة الأميركية عن عدم المشاركة في التخطيط للعملية، ولكن أبدت رغبتها في المشاركة فيها. وتمضي الوثيقة فتقول إن "سي آي أي" علمت باحتجاز نائب قائد الجماعة الليبية المقاتلة وزوجته وأبنائه الأربعة في هونغ كونغ، وأن الوكالة مهتمة بالتعاون مع إم آي6 لترحيله إلى طرابلس، وتعلم بوجود طائرة ليبية لهذه الغاية في المالديف. وأضافت أن سلطات هونغ كونغ لا تحبذ رؤية طائرة ليبية على ترابها، وكي تساعد سي آي أي في نقل "أبو منذر" يجب على الليبيين توفير طائرة مسجلة في بلد ثالث، وحينها يمكن لأميركا المشاركة في التكاليف. وأكدت الصحيفة أن الترحيل صادف أول زيارة لتوني بلير إلى ليبيا، فبعد يومين من رسالة الفاكس، وصل بلير والتقى القذافي، وقال إن البلدين يشتركان في قضية واحدة وهي مكافحة الإرهاب، كما تم الإعلان عن توقيع شركة شل عقدا لاستثمار الغاز بقيمة نصف مليار جنية إسترليني، وبعد 3 أيام تم وضع الساعدي وعائلته على متن طائرة مصرية خاصة نقلته إلى طرابلس.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.