في وقت يستيقظ في العالم على أول أيام العام الجديد وكله أمل أن يعم الخير والسلام والاستقرار، استيقظت مدن وقرى الضفة الغربية على وقع اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمغتصبين، وعلى اعتقالات وإطلاق نار وحرق للأشجار وتقطيعها. ففي وقت متزامن كانت قرى قصرة جنوبي نابلس وطمون القريبة من مدينة طوباس، وزبوبا غرب جنين و"مسلية" في جنوبها، ومنطقة برك سليمان في بيت لحم.. جميعها تتعرض لهجوم شرس من الجيش والمغتصبين، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات بالرصاص والاختناق بالغاز، واعتقال آخرين، وكذلك تقطيع أشجار مثمرة وتجريف أراض زراعية. فقد هاجم مغتصبون بعد منتصف الليلة، قرية قصرة جنوبي شرق مدينة نابلس، وخربوا منازلا واقتلعوا نحو 200 شجرة وشتلة زيتون. لؤي قصراوي تحدث لـ"فلسطين الآن" عبر الهاتف مشيراً إلى أن اجتياحاً اغتصابياً تتعرض له البلدة، ما دفع الشبان للذود عنها بكل ما أوتوا من قوة، وصدحت سماعات المساجد بالهتافات داعية المواطنين لصد الهجوم. وأشار إلى أن مغتصبين تسللوا إلى المنازل الواقعة على أطراف البلدة، وحاصروا منزل المواطن عبد المجيد نصر واشتبكوا مع قاطنيه، وعاثوا به فسادا، كما قاموا بتخريب جرار زراعي كان متوقف على بابه. وحاول الأهالي مساعدة أصحاب البيت المنكوب واشتبكوا مع المغتصبين، فعلى الفور وصلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي الذي أطلق النار صوب المواطنين. في حين كانت مجموعة أخرى من المغتصبين يقتلعون عشرات أشجار الزيتون في المنطقة الشرقية من البلدة. ويعتبر هذا الهجوم الأول الذي يشن في الساعات الأولى للعام الجديد، بعد عشرات الهجمات التي شنوها خلال الشهرين الماضيين من العام الماضي. وتشهد محافظة نابلس هجمات يومية ينفذها المغتصبون خاصة في القرى المتاخمة للمغتصبات، في منطقة الريف الجنوبي. من جهته، عدّ محافظ نابلس اللواء جبرين البكري رد فعل أهالي قرية قصرة بالدفاع عن أنفسهم وردع عصابات المغتصبين فعلا طبيعي، مشيدا بيقظة المواطنين الذين هبوا جميعا من أجل الدفاع عن أنفسهم وأملاكهم وتلقين المغتصبين درسا في البسالة والصمود والذود عن الذات. وفي بيان رسمي وصل "فلسطين الآن" نسخة عنه، نوه البكري إلى أن "نجاح المواطنين في احتجاز أربعة من المغتصبين المجرمين الرعاديد الذين هاجموا القرية، يشكل درسا للمغتصبين ولقوات الاحتلال، وفحواه أن استباحة قرى وبلدات فلسطينية تحت جنح الظلام كخفافيش الليل لن يمر دون عقاب. وشدد أن المغتصبين سيلاقون رد فعل شعبي منظم في كل القرى والبلدات التي ستسول لهم أنفسهم مهاجمتها. [color=red]مواجهات في طمون[/color] أما في بلدة طمون فقد أصيب عشرة مواطنين أحدهم بجروح خطيرة في اقتحام قوة إسرائيلية خاصة لمنزل أحد المواطنين، واعتقل الشاب مراد سليمان بني عودة. ونقل عن رئيس بلدية طمون محمد بشارات قوله إن :"مواجهات عنيفة تدور حاليا في البلدة بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي دخلت البلدة لمساندة قوة خاصة اقتحمت منزل المواطن مهند بني عودة". وأفاد بأن هناك عشرة إصابات خلال المواجهات المستمرة بالبلدة، إحداها وصفت بالخطيرة، لافتا إلى أن هناك خوف داخل البلدة بسبب كبر حجم القوة المساندة، حيث توافد العديد من المركبات العسكرية الإسرائيلية للبلدة من عدة مداخل وحدوث مواجهات مع الشبان. [color=red]اعتقالات في زبوبا[/color] وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت الليلة الماضية، ثلاثة فتية من قرية زبوبا غربي جنين، ونقلتهم لداخل معسكر سالم قبل أن تطلق سراحهم لاحقا، واقتحمت، فجر اليوم الثلاثاء، بلدة الزبابدة وقرية مسلية، جنوب جنين. وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال قرية مسلية جنوب جنين وتمركزت في محيط برج جوال لرصد تحركات المواطنين، واقتحمت بلدة الزبابدة جنوب جنين، ونصبت حاجزا عسكريا في محيط الجامعة الأميركية دون أن يبلغ عن اعتقالات. [color=red]"برك سليمان"[/color] كما اقتحمت مجموعة كبيرة من المغتصبين، اليوم الثلاثاء، منطقة "برك سليمان" في بيت لحم. وتشير المعلومات إلى أن حوالي 40 مغتصبا قدموا من مغتصبة "افرات" المقامة على أراضي مواطني بلدة الخضر قرب بيت لحم، اقتحموا منطقة البرك، وتوزعوا في المنطقة وبدأوا بإقامة شعائر دينية. كما اعتقلت قوات الاحتلال فجر الثلاثاء1/1/2013، شابين من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، بعد أن اقتحمت البلدة وداهمت عددا من منازل المواطنين وفتشتها، واعتقلت الشابين عامر محمد طقاطقة (20 عاما)، وموسى نعيم طقاطقة (19 عاما).