قال محلل أمني إسرائيلي إن "الأراضي الفلسطينية تشهد حالة اضطرابات متلاحقة حتى قبل هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع".
وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "أبخرة الوقود في الهواء" انتشرت في الأراضي الفلسطينية حتى قبل الهروب من سجن جلبوع، ففي غزة سادت النشوة في الشارع بعد مقتل ضابط حرس الحدود بنيران مسلح على الحدود، وأجواء الضفة الغربية متفجرة نتيجة عوامل من الإحباط، بسبب تراجع السلطة الفلسطينية بقيادة عباس، والوضع الاقتصادي المتدهور، ومقتل ناشط فلسطيني معارض على يد السلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "قوى الأمن الفلسطينية والإسرائيلية أصيبت بشعور عام من العقم، مما دفع بجهاز الأمن العام- الشاباك، وجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، لإصدار تقييم استخباراتي، وضع يده على انتقال سريع من الاكتئاب السائد في الضفة الغربية إلى حالة من النشوة، رغم أن هذه حالة غير مستقرة، رغم أنها قد تتسبب في ظاهرة من زعزعة الاستقرار الأمني السائد في المناطق الفلسطينية".
وأوضح أن "الكابح الأساسي لاندلاع نسخة جديدة من عملية "حارس الأسوار" هي مصر، فهي تهدد بإغلاق المعابر أمام غزة، وحماس تعلم جيدا أن إسرائيل أجرت جملة تحسينات على أدائها العسكري، وربما تجد طريقها إلى التنفيذ في مواجهة قادمة، أما في الضفة الغربية فيتمثل الكابح الرئيسي في الوجود المتزايد والمرئي للجيش الإسرائيلي والشرطة في شرقي القدس، لمواجهة اضطرابات واسعة النطاق، بما فيها استخدام الفلسطينيين للرصاص الحي ضد الجنود الإسرائيليين".
وأكد أنه "رغم الثمن الذي قد يدفعه الجانبان في حال تصاعد أعمال الاحتجاجات التي دعت إليها حماس في الضفة الغربية، لكن لا بد من الاعتراف بأن الهروب من سجن جلبوع خلق وضعا حساسا للغاية، قد يؤدي لتصعيد واسع النطاق في الأراضي الفلسطينية، حتى أن البعض بات يتحدث عن انتفاضة ثالثة، رغم استبعاد أن تندلع هذه المرة انتفاضة ثالثة من النوع الذي عرفناه في الثمانينيات 1987-1993، و2001-2005".
وحذر أن "الأسرى الذين هربوا من السجن خطيرون، والغبطة التي أحدثها هروبهم للشباب في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، قد تترجم بسرعة إلى عنف يهدد أمن إسرائيل، وتُظهر التجربة أن قتل فلسطيني واحد يتحول بسرعة إلى شهيد وبطل في نظر الفلسطينيين، ودائمًا ما يؤدي إلى قدر كبير من التصعيد الأمني والميداني، لذلك من المستحسن أن تركز قوات الأمن على إعادة اعتقال الأسرى الهاربين، ليس فقط لمنع اندلاع اشتعال في حالة مقتلهم، ولكن لاستعادة الردع الإسرائيلي الذي تبدد مع هروبهم، بعد أن تآكل بشكل كبير".
وأكد أن "الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لديهم تأثير كبير على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، لكن هذا التأثير سيكون أقل بكثير إذا تم تفعيل إجراءات تعطيل التسهيلات الإلكترونية التي تسمح بإجراء الاتصالات الخلوية من وإلى السجون، وهذا مجرد مثال واحد على الخطوات التي يجب اتخاذها، فالأسرى الفلسطينيون بطبيعتهم مبدعون، أما السجانون وقادتهم فهم أقل إبداعًا، خشية اندلاع انتفاضة للأسرى يعتبرها الرأي العام العالمي نضالا من أجل الحرية".