وقعت الحكومة في رام الله، اليوم الأربعاء، اتفاقية تعاون مشترك مع الحكومة الألمانية تتعهد بها الأخيرة بدعم للحكومة الفلسطينية بنحو 100 مليون يورو لتمويل مشاريع في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، خلال العامين المقبلين، عقب اختتام المشاورات السنوية بقيادة مكتب رئيس الوزراء ووزارة التعاون والتنمية الألمانية.
وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، خلال كلمته في مؤتمر صحفي عقب المشاورات، "نفخر كحكومة فلسطينية بعلاقة الصداقة والتعاون مع الحكومة الألمانية، حيث تتميز ألمانيا بوقتنا الحالي بأنها أكبر مانح لدولة فلسطين في مجال التنمية، ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" إذ يصل دعمها السنوي للوكالة حوالي 180 مليون يورو، والدعم الثنائي حوالي 60 مليون يورو، والدعم لمؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المحلية أيضا حوالي 60 مليون يورو، إضافة إلى دعم ألمانيا لفلسطين من خلال الاتحاد الأوروبي".
وتابع اشتية: "تماشيا مع خطة التنمية الوطنية والتنمية بالعناقيد، ستغطي المساعدات الألمانية مشاريع حيوية بالقطاعات التالية: الحكم المحلي والبلديات، بما يشمل التجمعات الفلسطينية في مناطق (ج)، وقطاع التعليم الأساسي والعالي، وبالأخص التعليم المهني والتقني، وقطاع المياه والصرف الصحي والطاقة المتجددة والزراعة، والقطاع الاقتصادي وقطاع التشغيل، خاصة الشباب والنساء ودعم القطاع الخاص".
وأوضح رئيس الوزراء: "شارك في هذه المشاورات الثنائية حوالي 50 شخصا من الطرفين، حيث ضم الوفد الفلسطيني ممثلين عن جميع المؤسسات ذات العلاقة"، مقدما الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه المشاورات من الجانبين الفلسطيني والألماني.
وعبر اشتية عن الشكر والتقدير للحكومة الألمانية والشعب الألماني على دعمهم السخي والمتواصل، والتزامهم المستمر بحقوق الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين.
وأشار رئيس الوزراء الى ان هذه المشاورات تميزت بالصراحة والشفافية حيث نوقشت قضايا عديدة، بما فيها قضايا حقوق الإنسان والتي تلتزم بها الحكومة التزاما كاملا، والعمل على وحدة الشعب الفلسطيني بكل مفاصله.
واختتم اشتية: "نأمل من أصدقائنا في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي المساعدة في الضغط على إسرائيل للسماح بعقد الانتخابات في سائر الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، لنبقي فلسطين واحة من الديمقراطية تحت قبة البرلمان". وهنأ ألمانيا باليوم الوطني ويوم الوحدة، مستدركا: "ليكون نموذج الوحدة الألمانية في فلسطين وينتهي الانقسام ويؤسس للوحدة الوطنية".
من جانبه، قال ممثل المانيا لدى فلسطين أوليفر أوكزا "تربطنا علاقة تاريخية بالشعب الفلسطيني مبنية على التعاون الثنائي والشراكة في العديد من المجالات، ومع انتهاء هذه المشاورات ستقدم ألمانيا دعما لفلسطين لمدة عامين، بما يساهم في النهوض وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني وخلق فرص عمل جديدة، ودعم قطاع التعليم، وجهود الحكومة الفلسطينية في مواجهة كورونا، والعديد من القطاعات الأخرى".
وجدد أوكزا تأكيده على دعم بلاده لحل الدولتين المتفاوض عليه، وعقد الانتخابات في فلسطين، واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة.
يذكر أن توقيع الاتفاقية تم بين مستشار رئيس الوزراء لشؤون التخطيط وتنسيق المساعدات اسطفان سلامة، وعبر الفيديو من ألمانيا مسؤول ملف الشرق الأوسط في وزارة التعاون والتنمية الألمانية ماريو ساندر.