15.3°القدس
15.06°رام الله
14.42°الخليل
19.6°غزة
15.3° القدس
رام الله15.06°
الخليل14.42°
غزة19.6°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

بعد حالة الجدل بسبب نشرها

معهد أمريكي يكشف الدلالة وراء صورة بن سلمان مع أمير قطر وطحنون

نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تحليلا للصورة التي نشرها مدير مكتب ابن سلمان بدر العساكر، قبل أيام عبر حسابه بتويتر وفاجأت الجميع حيث أظهرت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رفقة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الاستخبارات الإماراتية طحنون بن زايد، وهم بملابس الشاطئ في جلسة ودية.

“سايمون هندرسون” مدير برنامج الخليج بالمعهد، قال في تحليله للصورة إنها تشير إلى انتهاء العداء المحتدم بين الإمارات وقطر.

وألقى هذا التطور ـ بحسب هندرسون ـ رأساً على عقب افتراضات الكثيرين حول ما إذا كان من الممكن تغيير إحدى القضايا الشائكة للدبلوماسية الأمريكية في الخليج وكيفية تغييرها.

وقال الكاتب في تحليله “تفاجأ المتابعون لشؤون الخليج، بل وكانوا متشككين، عندما نشر حساب تويتر التابع للمكتب الخاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 17 أيلول/سبتمبر صورةً لثلاثة من قادة الخليج على تويتر.”

وتابع:”ويبدو أن الصورة التُقطت في وقت سابق من ذلك اليوم، وتُظهر الأمير محمد بن سلمان يقف بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ومستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نجل مؤسس الدولة، والأخ الشقيق لزعيمها الفعلي، ولي العهد محمد بن زايد. وكان الثلاثة يرتدون ملابس الشاطئ وتعلو وجوههم ابتسامةٌ عريضة.”

وسرعان ما انتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها أشارت إلى انتهاء العداء المحتدم بين الإمارات وقطر. وجاء التأكيد على أن الصورة حقيقية بالفعل بعد فترة وجيزة، عندما تم تغريدها من قبل “سعودي غازيت”، وهي صحيفة تصدر باللغة الإنجليزية.

ولفت هندرسون إلى أنه في 18 سبتمبر هيمنت الصورة أيضاً على الصفحة الأولى من الصحيفة السعودية “عرب نيوز” الأكبر حجماً التي تصدر باللغة الإنجليزية، وكانت تحت عنوان “لقاء هادئ في البحر الأحمر”. وبالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن الاجتماع في دولة الإمارات، بما في ذلك في صحيفة “غلف نيوز”، التي تصدر في دبي.

وتابع:”وكانت المفاجأة أنه منذ عام 2017 حتى أوائل هذا العام، شهدت هذه الفترة صدعٍ كبير في العلاقات بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.”

وكانت هذه الدول قد اتهمت قطر بمجموعة من الأنشطة غير المقبولة، بما فيها دعم الإرهاب، وهي تهم نفتها الدوحة أكثر من مرة.

وفي كانون الثاني/يناير، أُعلن عن انتهاء الخلاف في اجتماع لقادة الدول استضافه محمد بن سلمان في منتجع العُلا الصحراوي السعودي. وكانت التفاصيل غير واضحة بصرف النظر عن التأكيد على إنهاء الاتهامات بتدخل [قطر] في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والعكس بالعكس. غير أن الإمارات والبحرين بدتا في ذلك الوقت مترددتين في قبول المصالحة.
 
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية عدة خطوات دبلوماسية مختلفة. ففي 25 آب/أغسطس، زار وزير الخارجية القطري الأمير محمد بن سلمان في مدينته المستقبلية التي يجري بناؤها على البحر الأحمر “نيوم”، وسلّم ما وُصِف بأنها رسالة من الزعيم القطري.

وفي اليوم التالي، التقى الشيخ طحنون – الذي يُنظر إليه على أنه مبعوث موثوق وكتوم للأمير محمد بن زايد – بالأمير تميم في قطر.

وفي رحلة يُحتمل أن تكون ذات صلة، زار الشيخ طحنون في وقت سابق من ذلك الشهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحد أنصار قطر، حيث تحتفظ القوات التركية بقاعدة عسكرية بالقرب من عاصمتها.

وفق الكاتب، يشير التطور الأخير، بناءً على التغريدة، إلى مكسب آخر لقطر، بعد تعزيز مكانتها الدولية لمساعدتها في إجلاء المواطنين الأمريكيين والأجانب الآخرين وكذلك الأفغان من كابول وسط الانسحاب الأمريكي.

وربما من الأجدر النظر إلى الدبلوماسية في سياق إدراك قادة الخليج أن الاهتمام الرسمي للولايات المتحدة قد تراجع خلال إدارة بايدن مقارنةً بما كان عليه في عهد ترامب. ووفقاً لبعض التقارير، فإن الزيارات الرفيعة المستوى التي قام بها مسؤولون أمريكيون هي جزء ضئيل مما كانت عليه في عهد الإدارة السابقة.

ويُنظر إلى محاولة الأمير محمد بن سلمان استخدامَ النفوذ الدبلوماسي للسعودية في المنطقة لإنهاء الخلاف الخليجي في وقت سابق من هذا العام ـ وفق حديث هندرسون ـ على أنها بادرة تجاه الإدارة المقبلة في البيت الأبيض، والتي كان يُنظر إليها على أنه تريد أن تنأى بنفسها عن ولي العهد بسبب علاقته بمقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.

ومن غير الواضح ما هي درجة نجاح هذه المقاربة: فلا تزال إدارة بايدن حذرة تجاه محمد بن سلمان، على الرغم من أنها أعربت – بعد ترددها في البداية – عن موافقتها على “اتفاقيات أبراهيم”، وهي اسم اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والإمارات، وكذلك البحرين والسودان.

وفي 17 أيلول/سبتمبر، ترأس وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين مناقشة افتراضية مع نظرائه في إسرائيل والإمارات والبحرين، والمغرب – التي وقعت صفقة مع إسرائيل موازية لـ “اتفاقيات إبراهيم” ولكن منفصلة عنها – بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتطبيع العلاقات.

واختتم الكاتب تحليله بالقول:”ستتجلى الأهمية لتغريدة الأمير محمد بن سلمان والأمير تميم والشيخ طحنون بدقة أكبر من خلال أي رد فعل يصدر عن الأمير محمد بن زايد الإماراتي، الذي كان غائباً في زيارات رسمية إلى باريس ولندن في الأسبوع الماضي.”

مضيفا:”وأيضاً من خلال أي رد من البحرين، التي قد تشعر بالتهميش. لكن في الوقت الحالي، ألقت صورةٌ وتغريدة من 140 حرفاً رأساً على عقب افتراضات الكثيرين حول ما إذا كان من الممكن تغيير إحدى القضايا الشائكة للدبلوماسية الأمريكية في الخليج وكيفية تغييرها.”

وكالات