16.1°القدس
15.76°رام الله
14.97°الخليل
20.04°غزة
16.1° القدس
رام الله15.76°
الخليل14.97°
غزة20.04°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

في جنين شعرت أنني بالجنة

الأسير كممجي يكشف تفاصيل جديدة عن مطاردته واعتقاله

الضفة الغربية - فلسطين الآن

كشف الأسير أيهم كممجي، خلال مكالمة هاتفية مع محاميه منذر أبو أحمد، مساء يوم الإثنين الماضي، أنه تعرض للضرب من قبل قوات الجيش وأجهزة المخابرات الإسرائيلية خلال اعتقاله في مدينة جنين، فجر الأحد الأخير، مع رفيقه مناضل انفيعات.

وقال الأسير كممجي الذي أعيد اعتقاله، فجر الأحد، بعد عملية هروب من سجن جلبوع استمرت نحو أسبوعين مع خمسة أسرى آخرين تم اعتقال أربعة منهم في وقت سابق، لمحاميه إنه لا يحصل على حقوقه الأساسية في المعتقل من أكل وشرب ومياه للوضوء وملابس وغير ذلك.

وأكد كممجي في المكالمة الهاتفية مع محاميه أبو أحمد الذي تحدث لـ"عرب 48"، أنه منذ مغادرته للمحكمة في الناصرة، مساء الأحد ولغاية إجراء المكالمة الهاتفية الساعة السابعة من مساء الإثنين، لم يحصل سوى على وجبة طعام واحدة وقليل من الماء. وقال إنه فقط حين هدّدهم بأنه سيبدأ بإضراب عن الطعام قام أحدهم بإحضار الطعام والماء وفنجانا من القهوة.

وعن عملية التحقيق معه، قال كممجي لمحاميه إنه كان يجري التحقيق معه في البداية من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك) وأنه مؤخرا (بعد تمديد اعتقاله في المحكمة) بدأ التحقيق معه من قبل الشرطة. وأكد كممجي أنه يرفض التعاون مع المحققين إلا حين يتعاملون معه بشكل إنساني ويحترمون حقوقه. وذكر بأنه في غرفة التحقيق علّقت لافتة على الجدار خلف المحقق مكتوب عليها عبارة "إذا احترمتني فإنني سأحترمك، وإذا لم تحترمني لن أحترمك.. أنا أمثّل نفسي وأنت تمثل نفسك". ولفت كممجي انتباه المحقق إلى هذه العبارة، وقال له "أطلب منك بأن تحترمني وتحترم حقي في الكلام وحقي في الصمت".

وعن التهم المنسوبة إليه، تحدث كممجي بسخرية وهو يقول لمحاميه إنه "يحاولون تضخيم الحدث وينسبون لي خمس تهم تتعلق بالانتماء إلى تنظيم إرهابي والتخطيط لعمل إرهابي، وتهم تافهة أخرى، وكأنني أقبع في السجن على سرقة دجاج"، ما جعل المحامي ينفجر بالضحك خلال المكالمة مع كممجي!

وبكلمات في غاية التأثر، تحدث الأسير كممجي عن دخوله إلى مدينة جنين، وقال إنه "شعرت بأنني أدخل الجنّة، غادرتُ جنين وهي طفلة وعدت إليها فوجدتها شابة يافعة، الأشجار فيها نمت وكبرت، والحجارة تبدلت وتغيرت، اشتقت إلى سمائها وشعرت بأنها أمي تعود وتحتضنني بعد سنوات من الفراق.. رأيت الحنان والمحبة في عيون الناس هناك، سمعتهم يتحدثون عنا بفخر.. الشيء الوحيد الذي لم أتمكن من فعله هو زيارة قبر والدتي".

وعن انتقاله من مخيم جنين إلى الحي الشرقي فيها، قال كممجي إنه "كنا نبيت الليل في المسجد، وكنا نسمع في كل يوم أن جيش الاحتلال سيقوم باجتياح مخيم جنين. كان هذا الكلام يتردد على ألسنة الناس وبعض المقربين من السلطة بأن الجيش الإسرائيلي حصل على الضوء الأخضر لاجتياح المخيم، فلم نكن نرغب بالتسبب بأذى لأهلنا في المخيم، فقررنا المغادرة إلى الحي الشرقي، ولم تمض ساعات حتى كان البيت الذي يأوينا قد حوصر وقمت بتسليم نفسي حفاظا على سلامة أصحاب البيت، وخشية أن يرتقي شهداء في حال حدوث مواجهة".

وتابع كممجي أن "ضابط الاحتلال الذي اعتقلني وهو يلقب باسم 'ورد' قال لي: 'أنت بطل ابن بطل وأنت شجاع ابن شجاع واللي عملتو فينا مش قليل' فقلت له إن 'هذه شهادة من عدو ولا أفتخر بها'. خلال عملية اعتقالي تعرّضت للضرب وخاصة بالصفعات لئلا تترك أثرا على جسدي، والشتائم، وقلت لهم 'لا تؤذوني أنا واجهت مصيري بشجاعة وليس لدي سلاح' وتعرضت أيضا لبعض الركلات وللضرب بأعقاب البنادق. ووصل إلى المكان كبار رجال المخابرات وبعضهم طلب التقاط الصور معي، وأحدهم قال لي 'ابتسم' فهذه الصور ستنشر في وسائل الإعلام، فقلت له 'ما الداعي للابتسامة؟! حريّ بي أن أضحك على خيبتكم'. الآن صحتي جيدة، هناك أوجاع خفيفة في صدري وعنقي".

وبعث كممجي بتحياته عبر محاميه أبو أحمد إلى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسائر أنحاء فلسطين، وإلى كل الذين ناصروه في مخيم جنين، وإلى أهل الناصرة التي وصفها بالقلب النابض وإلى أهل الداخل في أراضي مناطق 1948 قائلا إنه "ما قصروا.. الله يرضى عنهم".

وسأل أيهم كممجي محاميه عن معنويات الناس بعد إعادة اعتقالهم وما إذا كانت هناك حالة من الإحباط، فقال له المحامي إن "المعنويات مرتفعة والجميع يشكرون الله بأنكم أحياء ولم تصابوا بأذى"، فرد عليه كممجي أنه "في المرة الماضية خرجنا من باطن الأرض، وقريبا إن شاء الله سنخرج فوق الأرض، فنحن نثق بما نسمع من قادة حماس".

وختم الأسير كممجي حديثه مع محاميه من داخل زنزانته رقم 25 في القسم 8 بمعتقل الجلمة، بالقول إنه "أشعر وأنا بالمعتقل في منطقة الكرمل بأني في بيتي وأن السجّان ضيف لدي، لكن غير مرغوب به".

يذكر أنه في السادس من أيلول/ سبتمبر الجاري، حفر الأسرى الستة نفقا من زنزانتهم في قسم 2 من سجن جلبوع إلى خارج السجن شديد الحراسة والتحصين، وأُعيد اعتقال أربعة منهم يوم 11 أيلول، وهم: محمد العارضة ومحمود العارضة وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري. وفجر يوم 19 أيلول، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقال آخر أسيرين فرّا من سجن جلبوع، وهما أيهم كممجي ومناضل انفيعات.

المصدر: فلسطين الآن