بعد معركة شاقّة خاضها أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" على مدى تسعة أيام من الإضراب المتصاعد عن الطعام، انتصر هؤلاء على إدارة مصلحة السجون، بالاستفادة من ضغوط مارسها الوسطاء المصريون والأمميون على دولة الاحتلال للتراجع عن خطواتها العقابية بحقّ الأسرى، منعاً لتفجّر مواجهة جديدة.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبناينة، إن حركتي حماس والجهاد أجريا خلال الأيام الماضية، حوارات مع الوسيط المصري حول كيفية إنهاء انتهاكات الاحتلال بحقّ الأسرى، وذلك بعد تهديدات صريحة من الأمين العام لـ«الجهاد»، زيادة النخالة، بالذهاب إلى حرب دفاعاً عن المعتقَلين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في "حماس"، قولها، "أثمرت الرسائل الساخنة التي وصلت المصريين بإمكانية تنفيذ هجمات على حدود قطاع غزة، ضغوطاً سياسية على حكومة الاحتلال التي اختارت دفْع مصلحة السجون إلى التفاوض مع الأسرى مقابل وقف إضرابهم عن الطعام، وتلبية مطلبهم بإعادة أوضاعهم إلى ما كانت عليه قبل عملية «نفق الحرية»، بهدف المحافظة على الهدوء في القطاع".
وكانت إدارة السجون شرعت، منذ السادس من أيلول الماضي، تاريخ عملية جلبوع، في فرض جملة من الإجراءات التنكيلية بحق المعتقَلين، وتصعيد سياسات التضييق عليهم، مستهدِفةً خصوصاً أسرى «الجهاد» من خلال نقلهم وعزلهم واحتجازهم في زنازين لا تتوفّر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، عدا عن نقل مجموعة من القيادات إلى التحقيق.
وعلى إثر ذلك، بدأ أسرى «الجهاد»، منذ 40 يوماً متواصلة، خطوات تصعيدية تُوجّت بإضراب مفتوح عن الطعام دفاعاً عن إرث الحركة الأسيرة وبنيتها التنظيمية، كان سيتطوّر إلى الامتناع عن شرب الماء بدءاً من 100 من طليعة استشهاديّي أسرى الحركة.
وأعلنت الهيئة القيادية لأسرى «الجهاد»، فجر أمس، تعليق الإضراب عن الطعام إثر «انتصار أبطال معركة الأمعاء الخاوية، واستجابة مصلحة السجون لمطالبهم، ووقف انتهاكاتها ضدّ معتَقلي الحركة».
ومنذ صباح الجمعة، علّق 250 أسيراً من «الجهاد» إضرابهم الذي دعمتهم فيه مختلف الفصائل الفلسطينية بهدف وقف الهجمة الشرسة التي شنّتها مصلحة السجون عليهم، في أعقاب محاولة 6 أسرى، 5 منهم من الحركة بِمَن فيهم أمير أسراها محمد العارضة، التحرّر من سجن جلبوع الشهر الماضي.