20.31°القدس
20.21°رام الله
19.42°الخليل
24.63°غزة
20.31° القدس
رام الله20.21°
الخليل19.42°
غزة24.63°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

ما مصير الحكومة اللبنانية في ظل المطالبات باستقالة قرداحي؟

ما مصير الحكومة اللبنانية في ظل المطالبات باستقالة قرداحي؟
ما مصير الحكومة اللبنانية في ظل المطالبات باستقالة قرداحي؟

ما زالت ردود افعل الداخلية على الأزمة السياسية بين لبنان والسعودية التي خلفها تصريح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي تتوالى، حيث دعت بعض الأطراف لإقالة الوزير.

فقد طالب بهاء الدين الحريري، الشقيق الأكبر لرئيس حكومة لبنان الأسبق سعد الحريري، حكومة نجيب ميقاتي بالاستقالة على خلفية الأزمة مع السعودية.

وقال في تغريدة عبر "تويتر": "نشكر السعودية ودول الخليج على احتضانها الجالية اللبنانية والتمييز بينها وبين منظومة المحاصصة والطائفية التي تسببت في تدهور مريع للعلاقات بين لبنان وأشقائه العرب".

واستطرد: "لذا نطالب باستقالة حكومة المحاصصة في لبنان وليس إقالة الوزير (قرداحي) فقط".

كذلك دعا عدد من رؤساء وزراء لبنان السابقين اليوم السبت قرداحي للاستقالة، حيث قال رؤساء الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام في بيان، إن "آراء قرداحي ضربة للعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديدًا بدول مجلس التعاون الخليجي".

نشكر المملكة العربية السعودية ودول الخليج على احتضانها الجالية اللبنانية والتمييز بينهم وبين منظومة المحاصصة والطائفية التي تسببت بتدهور مريع للعلاقات بين لبنان وأشقائه العرب. لذا نطالب باستقالة حكومة المحاصصة في لبنان وليس إقالة الوزير فقط.

مصير الحكومة "المعطلة"

وفي ظل تنامي الأزمة إضافة للأزمات السابقة سواء الاقتصادية أو السياسية الداخلية، يثار تساؤلات عن مصير الحكومة، وهل ستستقيل أم فقط وزير الإعلام جورج قرداحي هو من سوف يستقيل؟

يرى المحلل السياسي والأستاذ بكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية ببيروت، إبراهيم حيدر، بأن "الحكومة في أزمة كبيرة والجميع الآن أمام منعطف استثنائي في البلد".

مضيفا: "الحكومة أصلا معطلة قبل أزمة وزير الإعلام جورج قرداحي، نتيجة تعطل أعمال مجلس الوزراء والخلاف على التحقيقات في انفجار المرفأ، بالتالي عمليا الحكومة متوقفة، ودخلت الأزمة الجديدة التي خربت علاقة لبنان بدول الخليج لتزيد التعقيدات في الوضع اللبناني".

وعبر حيدر ، بأن "الحالة السياسية في لبنان على المدى المنظور، ستبقى على ما هي عليه، فهناك انقسام لبناني في كل الملفات، أيضا يوجد صراع حول استحقاقات كبرى منها الانتخابات النيابية وكيفية المفاوضات مع صندوق الدولي، وبالتالي هناك ملفات كثيرة تشكل انقساما لبنانيا حادا وهناك أيضا خلاف حول استمرار التحقيقات في ملف المرفأ، بالتالي الحكومة هي معطلة بكل الأحوال".

ورأى بأن  "الأزمة أكبر من مجرد تصريح وزير الإعلام"، مضيفا: "أظن أن التصريح هو القشة التي قصمت ظهر البعير، فالخلافات كبيرة، ولكن لا اعتقد بأن الأمور سوف تصل إلى استقالة الحكومة، فالأمور معقدة كثيرا في لبنان واستقالة الحكومة في هذا الوقت دون اتفاق على صيغة أخرى للحكم أو الاتفاق على رئيس جديد وحكومة مختلفة، ستأخذ البلد إلى مزيد من الفوضى وعدم القدرة على مواجهة الاستحقاقات الكبرى في الوضع اللبناني".

اجتماع وزاري

كذلك عقدت مجموعة من الوزراء اللبنانيين اجتماع "أزمة" اليوم السبت، لمناقشة الخلاف الدبلوماسي المتصاعد مع السعودية.

ووفقا لمتحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت، فقد حضر "ريتشارد مايكلز" نائب رئيس البعثة الأميركية في لبنان هذا الاجتماع، لكنه امتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.

ومع مطالبات بعض الساسة اللبنانيين باستقالة الوزير قرداحي، عبر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عن دعمه لأي قرار يتخذه الوزير، وقال إن قرداحي عرض عليه تقديم استقالته لكنه رفض ذلك.

من جهته أشار الصحفي والباحث السياسي توفيق شومان، إلى أن "مصير الحكومة اللبنانية متأرجح، ومن الواضح بأن هناك قوى سياسية لبنانية تميل إلى استقالة الحكومة وإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي".

وعبر شومان عن اعتقاده بأن "بعض الوزراء سوف يقدمون استقالتهم، وذلك وفقا لبعض المعلومات السائدة، وبحسب بعض التسريبات سوف يستقيل وزيرين محسوبين على سعد الحريري وهما وزير الصحة فراس الأبيض ووزير البيئة ناصر ياسين، وهذه التسريبات وردت قبل قليل".

وأضاف: "بأن هذه التسريبات تصب في سياق البيان العنيف لتيار المستقبل الذي صدر يوم أول أمس، وشن فيه هجوما عنيفا لأول مرة على حزب الله واتهمه بتنفيذ خارطة طريق غير لبنانية وغير عربية، لذلك المعلومات التي تتحدث عن احتمالية استقالة الوزيرين تندرج في هذا السياق".

الأزمة إلى أين

ويبقى السؤال في ظل تصاعد الأزمة وبقاء الوزير قرداحي في منصبه، إلى ستتجه الأزمة وما هي خيارات الحكومة اللبنانية؟

رجح المحلل السياسي إبراهيم حيدر بأنه "سيكون هناك بحث عن مخرج ما للأزمة، وربما يكون باستقالة وزير الإعلام ويبدو هذا هو التوجه، ولكن اعتقد أن الاستقالة لن تحل المشكلة لأن الأزمات والخلافات كبيرة ومعقدة جدا وهي ليست جديدة".

وأشار إلى أن "الموقف السعودي والخليجي عموما يرفض ما يسمى بـ(هيمنة حزب الله على الحكومة)، وبالتالي يعتبر أن الحكومة تخضع لوصاية حزب الله وقراره، وهذا هو الرأي السعودي تحديدا".

وأضاف: "أيضا السعودية نأت بنفسها خلال الفترة الماضية عن التدخل في مفاوضات تشكيل الحكومة التي جاء تشكلها نتيجة توافق فرنسي إيراني بالدرجة الأولى، وهذا الأمر أدى إلى وجود عدم اعتراف سعودي خليجي عام بالحكومة، والدليل على ذلك أنه لا يوجد حديث عن المساعدات أو دعم أو انفراجات معينة في العلاقات".

وحول ما إذا كانت استقال الوزير قرداحي يمكن أن تحل الأزمة وتساهم في عودة الدعم السعودي، قال حيدر: "لا اعتقد أن الأمور بهذه السهولة، فالغضب السعودي يبدو أنه بلغ ذروته وبالتالي قطع العلاقات ليس فقط يؤثر سياسيا على لبنان بل يؤثر أيضا اقتصاديا وعلى الوضع العام في البلد".

وأضاف: "أيضا تمنى الرئيس نجيب ميقاتي من وزير الإعلام أن يتخذ قرار بما يتناسب وحجم المشكلة، وهو من موقعه لا يستطيع أن يقول له أستقيل ولا يستطيع كذلك أقالته، إلا إذا اجتمعت الحكومة التي هي تقرر الاستقالة، فموضوع الاستقالة مرتبط بوزير الإعلام في هذا الوضع الاستثنائي".

بدوره أكد شومان على أن "استقالة الحكومة لن يحل الأزمة سواء الخارجية أو الداخلية، فحتى لو أقيلت الحكومة أو استقالت أو خرج بعض الوزراء منها هذا الأمر لا يشكل مدخل للحل على الأطلاق".

واستدرك بالقول: "لكن بالوقت نفسه استقالة الحكومة سوف يؤدي لظهور عقدة التشكيل وتكليف رئيس جديد لتشكيلها، وبالوقت نفسها ستتحول حكومة ميقاتي لحكومة تصريف أعمال وقد تستمر بذلك حتى نهاية عهد الرئيس الحالي ميشيل عون، وبدون شك استقالة الحكومة سوف يضيف أزمة كبيرة إلى الأزمات اللبنانية المتوالية، وستشكل صعوبات إضافية، وبالتالي الاستقالة ليس هو الحل ".

وأضاف: "لكن في أطار التجاذب السياسي الحاصل في لبنان نعم قد يقدم بعض الوزراء استقالتهم بصرف النظر عما يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج وتداعيات سلبية على الأوضاع سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وحتى ألامني في لبنان، وهناك بعض الأطراف اللبنانية تسعى للتقرب من السعودية عبر دفع بعض الوزراء للاستقالة".

وخلص بالقول: "أيضا مجرد استقالة وزيرين يعني ذلك بأن هذه الحكومة والتي هي بالأصل مشلولة ستتحول لحكومة مقطعة الأطراف وبالتالي لا حول لها ولا قوة، والحكومة منذ بروز عقدة المسار القضائي في تحقيقات تفجير مرفأ بيروت أصبحت شبه مشلولة، وبعد ذلك جاءت ما يعرف بأحداث منطقة الطيونة لتضيف لها أزمة جديدة والان أزمة الوزير قرداحي، وبكل الأحوال الحكومة غير فاعلة وتعاني من أزمات كبيرة وربما هذه الأزمة قد تكون كما يقول المثل (كأنها ضربة الفأس على الراس)".

وكالات