17.75°القدس
17.38°رام الله
17.75°الخليل
22.14°غزة
17.75° القدس
رام الله17.38°
الخليل17.75°
غزة22.14°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

“السايبر الهادئ” بين إيران ودولة الاحتلال.. بديل عن المواجهة أم لعب بالنار؟

ترجمة خاصة - فلسطين الآن

يعتبر مختصون ومحللون سياسيون، أن هجمات إيران الإلكترونية "حرب السايبر"، على دولة الاحتلال، بادرة خطيرة وجزء من "حرب باردة" تشنها إيران من تحت "أعين الرادار".

"ايال زيسر"، قال في مقال نشره في صحيفة "إسرائيل هيوم"، وترجمته وكالة "فلسطين الآن": "في الأسبوع الماضي شلت هجمة سايبر محطات الوقود الإيرانية التي تسمح للمواطنين بشراء الوقود بسعر مخفض، وأحدثت فوضى في نحو 4.300 محطة الوقود في أرجاء الدولة، تنضم هذه الهجمة إلى سلسلة هجمات سايبر في الأشهر الأخيرة، أدت إلى تعطيل خدمات حيوية وبنى تحتية في إيران – من تشويش عمل الإشارات الضوئية، عبر حركة القطارات، وانتهاء بتشويش توريد المياه والكهرباء".

وأضاف "زيسر": "أحد ما قرر تنغيص حياة المواطنين الإيرانيين الصعبة. ومع أن هذه الدولة تقف على مسافة لمسة من إنتاج قنبلة نووية، إلا أنها دولة فقيرة تجد صعوبة في أن توفر الغداء وخدمات الصحة والتعليم لسكانها. أربعة عقود من حكم آية الله، جعلت إيران عدواً خطيراً لإسرائيل".

وتابع: "لم يتحمل أحد المسؤولية عن الهجمة ضد محطات الوقود أو الهجمات السابقة في إيران. وفي طهران أيضاً كانوا حذرين من توجيه إصبع اتهام لـ “المشبوهين المعتادين”، وإن كانوا أوضحوا بأن دولة ذات قدرات سايبر تقف من خلف الهجمة وتسعى، مثلما شرح الرئيس الإيراني رئيسي “إلى خلق غضب في الدولة بإحداث اضطراب وتشويش في حياتنا”. تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، وأساساً في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ربطت الهجمات في إسرائيل وشرحت بأن هدفها ممارسة الضغط على النظام الإيراني كي تمنعه من التقدم إلى النووي".

ولفت إلى أنه "من الصعب الافتراض بأن تشويشات في توريد الوقود ستدفع النظام الإيراني للتفكير مرتين في مغامرته النووية. ثمة ضربات أشد تلقاها في السنوات الأخيرة لم تمنعه. قبل نحو عقد، تسبب فيروس الحواسيب ستاكسنت الذي أدخل لأجهزة الحواسيب في الدولة إلى تدمير أجهزة طرد مركزي استخدمها في البرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى تأخير البرنامج وليس إلى إلغائه".

واستدرك: "مع ذلك، فإن هجمات السايبر هذه لا يعوزها المنطق والمبرر، إذ إن هدفها خلق ميزان رعب وقدرة ردع أمام نظام متطرف، ولا يوقفه غير استخدام القوة ضده".

وأوضح الكاتب: "إذا كانت إسرائيل هي التي تقف خلف هجمات السايبر في إيران، فإن هذا استمرار لتلك المعركة بين الحروب التي تدور بين الدولتين على مدى أكثر من عقد. هذه حرب باردة، وفي الغالب من تحت الرادار، والتي يظهر أنها مريحة لإسرائيل وإيران أيضاً، وبذلك تمتنعا عن مواجهة شاملة لا تريدانها ".

وقال: "الإيرانيون ليسوا ضحايا أبرياء. قراصنة إيرانيون يهاجمون إسرائيل المرة تلو الأخرى، وبعض من هذه الهجمات كان من شأنه أن يكلف حياة الناس، فبعد كل شيء، حرب السايبر ليست لعبة. فلا يدور الحدث فقط عن تشوش عمل الإشارات الضوئية، مما يشكل إزعاجاً للسائقين، ولا حتى عن هجمة منظومة حواسيب مستشفى هيلل يافه لابتزاز كفارة. قد تكون هجمات السايبر فتاكة إذا ما أدت – مثلما حاول الإيرانيون قبل نحو سنة – إلى تلويث مياه الشعب أو إفشال عمل عتاد حساس أو سلاح، طائرات، وفي المستقبل أيضاً سيارات".

وختم: "لإسرائيل تفوق على إيران في هذا المجال أيضاً، ولكن مثلما في مراحل سابقة من المعركة التي تدور، يتعلم الإيرانيون ويتحسنون، وفي النهاية يجدون جواباً. هكذا مثلاً كفت إسرائيل عن مهاجمة ناقلات إيرانية تشق طريقها إلى سوريا، بعد أن بدأت إيران تهاجم سفناً إسرائيلية قرب شواطئها. ألعاب السايبر ستستمر إذن على نار هادئة، ولكن ليس بالسايبر يتحقق الحسم في معركة إنزال الأيدي بين إسرائيل وإيران".

المصدر: فلسطين الآن