اعتبرت صحيفة "معاريف" العبرية أن المواجهة السيبرانية بين الاحتلال وإيران باتت في مرحلة متقدمة، وذلك في ضوء الهجمات الأخيرة، رغم عدم اعتراف أي من الجانبين، رسميا، بالمسؤولية عن أي من تلك الحوادث.
وتجلى الأمر بوضوح عندما وجد مئات الآلاف من الإيرانيين أنفسهم في حالة من الفوضى المفاجئة وغير المألوفة، إثر وقوع خلل حاد في أنظمة الكمبيوتر لشبكة محطات الوقود، لتفشل في تعبئة المركبات خلال ساعات طويلة، وسرعان ما ظهر أن آلية تشغيل المحطات وقعت ضحية لهجوم إلكتروني.
وفي تقريره على "معاريف"، قال جاكي خوجي، محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية: "رغم أن إيران لديها العديد من الأعداء، إلا أن القليل منهم قادر على شن هجوم واسع ودقيق وفعال، باستثناء الاحتلال التي لا تعترف بذلك رسمياً، لكن الرسائل التي تخرج من هنا وهناك تؤكد مسؤوليتها عنها".
وتابع خوجي، في تقريره أن إيران ليست بحاجة لتأكيد رسمي من الاحتلال لتدرك مسؤوليته عن تلك الهجمات.
وأضاف أن "الجيشين السيبرانيين الإسرائيلي والإيراني يشنان حملة مفتوحة، ومن نتائجها انتشار المفرقعات في طهران عقب التسلل الإسرائيلي إلى الأنظمة العامة فيها، والتسبب في تعطل عملها، وحين تظهر النتائج دامية وفتاكة، تصدر عاصمة الاحتلال التعليمات لكتائب لوحة المفاتيح بالعودة إلى المواجهة".
يشير ذلك إلى أن الحملة الحربية على الإنترنت بين الجانبين مستمرة منذ أكثر من عقد، ولكن في العامين الماضيين، تم تضمين الأهداف المدنية من كلا الجانبين في دائرة الهدف، وبعد وقت قصير من اندلاع أزمة كورونا، هاجم الإيرانيون ستة مرافق للمياه والصرف الصحي لدى الاحتلال، وتم تحديد الضرر، وإصلاحه على الفور.
ومع العلم أنه لم يكن الرد طويلا؛ ففي غضون أسابيع قليلة، تعرضت منشآت الكمبيوتر في أكبر ميناء بحري في إيران، الواقع في مدينة بندر عباس، لهجوم إسرائيلي عن بعد، وقبل ثلاثة أشهر، هاجم مجهولون نظام الكمبيوتر الخاص بشركة السكك الحديدية الإيرانية، بطريقة تذكر بالهجوم على محطات الوقود هذا الأسبوع، وتم زرع الكثير من الارتباك في الجداول، وتم إلغاء آلاف الرحلات.
في المقابل، لم يصمت الإيرانيون؛ فمنذ أسبوعين، "انهارت فجأة أنظمة الكمبيوتر في مستشفى "هيلل يافيه" في الخضيرة، حيث كان هجومًا أكثر خطورة من سابقه، حين أجبر طاقم المستشفى على تحويل أجهزة الكمبيوتر يدويا، ونظرا لتعقيده وخطورته، فقد كان هذا الهجوم كفيلا بتعريض حياة الإسرائيليين للخطر".
وقال خوجي: "يبدي الإسرائيليون قناعة لا يتسرب إليها الشك بأن الهجوم على محطات الوقود في إيران هو بكل المؤشرات رد فعل إسرائيلي على الإضرار بمستشفى هليل يافيه، وهجمات إلكترونية أخرى غير منشورة، كانت حادة وواسعة النطاق، وذات مغزى، وهذا يشير إلى أن كلا الجانبين في دوامة فعل ورد فعل، وهذه مجرد البداية".
وتابع: "صحيح أنه لا تسقط في هذه الحروب أرواح بشرية، لأن الأحزمة الواقية التي ترتديها "دولة" الاحتلال تريدها أن تكون فعالة للغاية، ولكن مع مرور الوقت تصبح الهجمات الإيرانية أكثر تعقيدًا، ومثال ذلك الهجوم على شبكة الكهرباء، أو خوادم الإنترنت في، أو إلحاق ضرر جسيم بالنظام المصرفي، والخطورة أن يذهب الإسرائيليون يوما لشراء مولدات كهربائية، أو على الأقل أن يقوموا بعمل نسخة احتياطية من ملفات الحواسيب والمجلدات؛ خشية أن تقع في يد هاكرز إيراني".