بينما يسود توترٌ معسكر حركة فتح، وتتعمق الخلافات داخل الحركة في تطور مفاجئ، التقى محمد دحلان، زعيم تيار “الإصلاح الديمقراطي” الفلسطيني المعارض، بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو في 2 تشرين الثاني /نوفمبر 2021.
محمد دحلان في روسيا
ويمثل دحلان، المسؤول السابق في فتح والمقيم حاليا في الإمارات العربية المتحدة، العدو اللدود لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. وهناك اتهامات تلاحق دحلان متهمة إياه بتسهيل اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات.وفق ما نشر موقع “المجلس اليهودي للشؤون العامة”
وفي بيان صدر على موقع دحلان الإلكتروني، تركز اللقاء حول بناء شراكة وطنية فلسطينية.
وقد أكد دحلان للروس:”نحن جاهزون للمصالحة. وليست لنا مطالب أو شروط تتجاوز طموحات كل الفلسطينيين. وتواصل فتح القول بأنها تمثل الطليعة والزعيمة المفترضة، وهذا صحيح تاريخيا. ولكنها اليوم هي واجهة محطمة.”
وذكر تقرير آخر صادر عن الموقع أن الوفدين ناقشا آخر التطورات الفلسطينية وإمكانيات “دعوة اللجنة الرباعية الدولية (الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا) إلى استعادة دورها وإحياء عملية السلام”.
كما تابع التقرير أن الطرفين أكدا أهمية الوصول إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية. وحشد الدعم العربي والجهوي كخطوة أساسية في “دفع عجلة المفاوضات تحت رعاية الرباعية الدولية للتوصل إلى حل عادل يحقق للشعب الفلسطيني آماله في دولة مستقلة”.
عباس والروس
هذا التطور في العلاقات الفلسطينية الروسية لا يجب الاستخفاف به، ذلك أن العلاقة القوية مع روسيا هي إحدى أحجار الزاوية لسياسة محمود عباس.
وفي هذا الإطار، كشف الباحثان الدكتورة إيزابيلا جينور وجيديون ريمز، باحثان من معهد ترومان، عن وثائق سوفيتية تبين أن عباس عمل في دمشق لبعض الوقت (حوالي عام 1983) كوكيل مخلص ومتعاون مع الروس.بحسب ادّعاء الباحثين
كما ويضيف الموقع ان ما وصفه “إنكار” محمود عباس الثابت لدور الولايات المتحدة القيادي في محادثات السلام، إحدى العقبات التي تعترض استئناف المحادثات مع إسرائيل.
وبدلاً من ذلك، فإنه يبحث عن إسناد هذا الدور إلى الرباعية الدولية. الأمر الذي يضع روسيا في نفس المستوى مع الولايات المتحدة الأمريكية. وستعقد الرباعية مؤتمراً دولياً مع أطراف أقرب إلى وجهات نظر روسيا من الولايات المتحدة.
تصور عباس لحل القضية الفلسطينية
في نظر محمود عباس، وجود دحلان هو خط أحمر. فقد قام بطرده من فتح. وكاد يعتقله في رام الله واتهمه بالفساد مطالبا من الإنتربول اعتقاله.
كما أنه إذا ما توجهت روسيا نحو دحلان، فلا بد أن يكون هناك إجماع من القوى العظمى والدول العربية الهامة حول نهاية المسيرة السياسية لمحمود عباس.
وهذا يمكن أن يبين سبب سعي عباس للحصول على دعم روسيا لتنشيط اللجنة الرباعية.