بعد أيام من الكشف عن زيارة قام بها نجله صدام للأراضي الفلسطينية المحتلة، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، عن مقربين من اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، أنه سيعمل على تطبيع العلاقات مع الاحتلال، في حال تمكنه من الفوز في الانتخابات الرئاسية الليبية، التي من المتوقع أن تنظّم في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر ليبية مقربة من حفتر، قولها إنه تحدّث أخيراً في عدة مناسبات عن رغبته في التطبيع مع الاحتلال، في حال فوزه بمنصب الرئاسة الليبية.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما كشفته أخيراً من أنّ المرشحين للرئاسة الليبية، حفتر وسيف الإسلام القذافي، قد استعانا بخدمة خبير إسرائيلي لمساعدتهما في إعداد الحملات الانتخابية، مشيرة إلى أن هذا الخبير يعمل في أفريقيا وشرق أوروبا ومنطقة البلقان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي قوله: "في كل ما يتعلق بالتطبيع مع الاحتلال، والانضمام إلى اتفاقات أبراهام، فإنّ حفتر والقذافي يتفقان على ذلك، وكلاهما أوضح في الماضي أنّ التطبيع مع الاحتلال ضمن مخططاتهما، وكلاهما عبّر عن ذلك في محادثات مغلقة مع مقربيهما، وأكدا أنهما سيعملان على تحقيق ذلك".
واستدرك المسؤول الإماراتي، قائلاً إنه "حتى لو فاز أحد المرشحين (حفتر أو القذافي) وانضمت ليبيا إلى اتفاقات التطبيع، فإنّ التطبيع سيجري بشكل مختلف عن تجربة التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب"، موضحاً أنّ "التطبيع سيجري بشكل بطيء للغاية، خطوة بخطوة، وسيشبه اتفاق التطبيع المتبلور بين الاحتلال والسودان"، على حد قوله.
وبحسب الصحيفة، فإن حفتر يعدّ لنجله صدام موقعاً مهمّاً في إدارة الحكم الليبي، إن فاز في الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه يحظى بدعم مصر والإمارات والولايات المتحدة وعدد من الجهات الغربية.
وزعمت الصحيفة، أنّ حفتر يراهن على دور التطبيع مع الاحتلال في توفير ظروف تسمح بإعادة إعمار ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن حفتر قوله لمقربيه: "وحده اتفاق تطبيع مع الكيان الصهيوني يفضي إلى انضمام ليبيا إلى اتفاقات أبراهام، سيضمن تنفيذ مخطط إعادة إعمار ليبيا الذي سيكلف مئات المليارات من الدولارات".
وأضاف حفتر، وفق الصحيفة، أنّ رغبة ليبيا في أن تحظى بمساعدة المجتمع الدولي، تلزم الرئيس المنتخب وإدارته بإحداث تحوّل في سياسات ليبيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ حفتر يرى أنّ "انضمام ليبيا إلى اتفاقات أبراهام يمكن أن يمهّد الطريق نحو عودة ليبيا إلى المجتمع الدولي، وبالتالي الحصول على المساعدات المطلوبة على شكل ضمانات مالية من صندوق النقد الدولي، ودعم سياسي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول في الحملة الانتخابية لحفتر، قوله إنّ اللواء الليبي غير معنيّ حالياً بالتركيز على موضوع التطبيع مع الاحتلال في أثناء حملته الانتخابية؛ "من منطلق أنّ عداء الجماهير الليبية للاحتلال عداء بنيوي وتقليدي، والحديث عن هذه القضية سيضر فقط بفرص حفتر بالفوز في الانتخابات".