أثار ترشيح الرئيس الأميركي باراك أوباما السناتور الجمهوري السابق تشاك هيغل لمنصب وزارة الدفاع في الولايات المتحدة سيلا من ردود الأفعال الإسرائيلية ، تراوحت بين التحفظ والانتقاد لهذه الخطوة بناء على "سجل" الوزير المرتقب في بعض المواقف من ملفات لا يرغب الاسرائيليون مطلقا في أن تكون الولايات المتحدة فيها طرفا محايدا، وتحديدا في الملفين الفلسطيني والإيراني. ورشح الرئيس أوباما هيغل للمنصب الاثنين مما مهد الطريق لمعركة تصديق على ترشيحه مع منتقدين يشككون في مدى التزامه تجاه (إسرائيل) في صراعها مع إيران وغيرها من الخصوم في المنطقة. ويقول مراقبون إن الانتقادات الاسرائيلية لهذا الترشيح تهدف أساسا للضغط على المسؤول الأميركي الجديد ليس إلا، ودفعه إلى تجديد التزامه بالأمن الإسرائيلي، وتجاوز مواقفه المحايدة سابقا، في ملف الصراع العربي الاسرائيلي، وخاصة في الملف الإيراني. ويضيف هؤلاء المراقبون أن مجمل هذه الانتقادات تبدو مصطنعة، خاصة وأن الوزير الأميركي المرتقب لم يتخلف عن تأكيده ولائه للصداقة الأميركية الاسرائيلية، ولواجبات التحالف المقدس بين البلدين ضد كل الأخطار التي تحدق بها في المنطقة المشتعلة. ويؤكد خبراء في شؤون العلاقات الأميركية الاسرائيلية أن (إسرائيل) ليست قلقة من التعيين حتى وإن انتقدته، وإنما هي فقط تريد أن تسمع من الوزير الجديد التزامه بمعايير الصداقة أكثر من مرّة. وقال داني يعلون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في تصريحات نشرت الثلاثاء "التقيت به (هيغل) مرات عديدة وما من شك في أنه يعتبر (اسرائيل) حليفا حقيقيا وطبيعيا للولايات المتحدة". وأشاد يعلون وهو سفير سابق في الولايات المتحدة، بترشيح هاغل لوزارة الدفاع الأميركية رغم أن بعض المعلقين (بإسرائيل) أبدوا قلقهم من أن يحدث هذا الاختيار شقا جديدا في العلاقات مع واشنطن. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن قائد سلاح البحرية الإسرائيلية السابق، الجنرال (احتياط) زئيف ألموغ، الذي وصف بأنه على علاقة صداقة شخصية مع وزير الدفاع الأمريكي المستقبلي تشاك هيغل، قوله إنه من خلال اتصالاته معه في واشنطن وفي البلاد فإنه يؤكد على أن هيغل كان دائما صديقا لإسرائيل. وقال ألموغ الذي قاد سلاح البحرية في السنوات 1979 – 1985، إن هيغل عارض إغلاق مكتب "يو أس أو" في حيفا، والذي قدم الخدمات لبحرية الأسطول الأمريكي السادس عندما كانت ترسو سفنهم في ميناء حيفا.رغم التقليصات التي أجريت على ميزانية "يو أس أو"، والتي اضطرت المؤسسة إلى إغلاق مكاتب لها في أوروبا. وأشار أيضا إلى أن هيغل عمل على تخصيص ميزانية (منحة) بقيمة 50 مليون دولار لتطوير منشآت في حيفا في الميناء وفي مسار الهبوط في المدرسة التكنولوجية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، والذي استخدمته طائرات الإمداد التابعة للأسطول السادس. وأشار إلى أنه رغم المصادقة على الميزانية فإن إسرائيل امتنعت عن استغلال الميزانية بسبب معارضة وزارة المواصلات في نهاية سنوات التسعينيات، وفي العام 2002 تم إغلاق مكتب "يو أس أو". ولم يصدر تعقيب علني بعد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتسمت علاقته بأوباما بالتوتر وإن كان كل منهما يؤكد على أن التنسيق فيما يتعلق بأمن الشرق الأوسط قوي. وفي بعض الأحيان أثارت (اسرائيل) التي تتلقى ثلاثة مليارات دولار سنويا في صورة منح دفاعية من الولايات المتحدة غضب إدارة أوباما بتهديدها بشن حرب استباقية على إيران في وقت تسعى فيه قوى العالم لاتفاق دبلوماسي لحل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. كما انتقد أوباما سياسة الاستيطان التي تنتهجها حكومة نتنياهو في الضفة الغربية المحتلة وهو ما يعتبره الفلسطينيون سببا للأزمة المستمرة منذ عامين في عملية السلام مع اسرائيل. ونقلت صحيفة (اسرائيل هايوم) اليومية الموالية لنتنياهو الثلاثاء عن مسؤول حكومي لم تذكر اسمه قوله إن اختيار هاغل "نبأ سيء جدا"، مضيفا "من الواضح أن التعامل معه لن يكون سهلا". ويرى الكثير من الجمهوريين أن هاغل الذي ترك العمل في مجلس الشيوخ عام 2008 كان يعارض في بعض الأحيان مصالح (إسرائيل). وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام في إشارة إلى دعوات هيغل الى التفاوض المباشر بين واشنطن وطهران ودعوته اسرائيل الى التفاوض مع حماس، إن هاغل "سيكون أـكثر وزير دفاع عدائية تجاه دولة اسرائيل في تاريخ امتنا". وعارض السناتور الجمهوري جون كورنين تعيين هيغل لأنه سيكون "أسوأ رسالة يمكن أن نبعث بها الى صديقتنا إسرائيل وباقي حلفائنا في الشرق الاوسط". وصوت هيغل عدة مرات ضد العقوبات الأميركية على إيران التي تعتبر (اسرائيل) برنامجها النووي خطرا هائلا وأدلى بتصريحات يستخف فيها بنفوذ ما أسماه "اللوبي اليهودي" في واشنطن. وسعى وزير الدفاع الأمريكي الجديد الاثنين للرد على مزاعم تحيزه ، وقال لصحيفة لينكولن جورنال ستار إن سجله يظهر "دعما صريحا وتاما (لإسرائيل)" وإنه "قال مرات عديدة إن إيران دولة راعية للإرهاب". واعتبر "تشجيع عملية السلام في الشرق الأوسط من مصلحة (إسرائيل)". ورغم الانتقادات الموجهة لوزير الدفاع الجديد، يعتقد البيت الأبيض إنه قادر على حشد ما يكفي من التأييد من كلا الحزبين كي يصدق على ترشيحه مجلس الشيوخ الذي يمثل الديمقراطيون أغلب أعضائه. وانتقد هاغل الذي شارك في حرب فيتنام ونال أوسمة حجم الجيش الأميركي أوضاع وزارة الدفاع الأميركية. وصرح لصحيفة فاينانشال تايمز عام 2011 بأن وزارة الدفاع "مترهلة" وفي حاجة إلى "التشذيب".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.