شكلت "هبة الكرامة" في مدن وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، في شهر أيار/ مايو الماضي، "صدمة" للأوساط العسكرية والأمنية في دولة الاحتلال، وزادت من الهواجس والمخاوف الإسرائيلية حول دخول جبهة جديدة في أية حرب مقبلة، قد يكون له آثار كبيرة على الواقع العسكري والميداني في المواجهة.
في تقرير على عددها الصادر اليوم، كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن جيش الاحتلال يخطط لنشر قوات الاحتياط في المدن والبلدات الفلسطينية بالداخل المحتل عام 1948، لمنع شن هجمات على القوافل العسكرية المتوجهة نحو الجبهة، في أي حرب قادمة، أو شن هجمات على المواقع الاستراتيجية والقواعد العسكرية المنتشرة في الداخل.
وأكدت الصحيفة على وجود "قلق بالغ"، حسب وصفها، في أوساط جيش الاحتلال بسبب المواجهات العنيفة التي شهدها الداخل المحتل، قبل شهور، تزامناً مع العدوان على غزة والمواجهات في الضفة والقدس، وإحدى المخاوف أن المواجهات امتدت إلى الشوارع المركزية وقرب المنشآت الحساسة والقواعد العسكرية للجيش، وأشارت إلى إغلاق الشارع القريب من قاعدة "نبتيم" التابعة لسلاح الطيران، الأمر الذي أثر على مداخلها ومخارجها.
في 12 نوفمبر الحالي، كشف رئيس قسم التكنولوجيا واللوجستيات في جيش الاحتلال إيتسيك ترجمان أن الجيش لن يستخدم طريق وادي عارة لنقل القوات والعتاد إلى جبهات القتال، في حال اندلاع حرب على الجبهة الشمالية أو الجنوبية.
وقال ترجمان، في مقابلة صحفية، إن الجيش شق طرقاً بعضها ترابي للالتفاف على منطقة وادي عارة، تجنباً لعرقلة قوافله العسكرية في حال اندلعت مواجهات عنيفة مع فلسطيني المنطقة، الذين خاضوا سابقاً عدة هبات ومواجهات مع شرطة وقوات الاحتلال.
وأكد أن مواجهات أيار الماضي أضاءت كثيراً من ما أسماها "الأضواء الحمراء"، في صفوف القيادة العليا لجيش الاحتلال، حيث يستعدون لمواجهات عنيفة في الداخل المحتل وخاصة مدن الساحل والوسط "حيفا ويافا وعكا واللد والرملة"، التي تسكنها أعداد كبيرة من المستوطنين.
في أكتوبر الماضي، أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عن تجنيد المئات من قوات "حرس الحدود" للعمل في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وقال موقع "والا" العبري إن القرار جاء كجزء من "استخلاص العبر"، بعد أحداث هبة أيار.
وفي وقت سابق، حذر ضابط في شرطة الاحتلال من أن موجة المواجهات المقبلة في الداخل ستكون "الأعنف"، واعترف أن "تواجد قوات الشرطة على الأرض في الأيام الثلاثة الأولى من الهبة كان ضئيلاً بالنسبة لحجم الأحداث، وأنها وجدت صعوبة في الاستجابة والوصول إلى المكالمات الواردة من الإسرائيليين الذين تعرضوا للخطر".
هذه التحذيرات والمخاوف، تزامنت مع مناورات للجبهة الداخلية في دولة الاحتلال تعاملت مع سيناريو قصف بالصواريخ الدقيقة تزامناً مع هجوم إلكتروني وهبة في الداخل، وهو ما يشير إلى جدية التهديد الذي يمثله حراك الجماهير الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948، على دولة الاحتلال.
