ذكر تقرير في صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأربعاء، أنه مع ثبوت عدم جهوزية الخيار العسكري الإسرائيلي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، فإن المؤسسة الأمنية ترى أن اتفاقاً جديداً مع إيران، يبطئ التقدم الإيراني في تخصيب اليورانيوم، من شأنه أن يخدم الاحتلال، ويمنحها الوقت اللازم لبناء خيارها العسكري ضد طهران، الذي كان أهمل خلال ولاية بنيامين نتنياهو، وخاصة بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في 2018 تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل "دولة" الاحتلال حملتها ضد العودة للاتفاق النووي مع إيران، والمطالبة بتشديد العقوبات الاقتصادية عليها، على المستويين الدبلوماسي والإعلامي.
ونقل تقرير "يسرائيل هيوم" عن مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إن إيران "باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى لصنع قنبلة نووية، والتقديرات هي أنه في حال أرادت إيران ذلك ولم تتوفر قوة توقفها، فيمكنها خلال أسابيع معدودة الحصول على كمية كافية من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية لبناء قنبلة واحدة".
وبحسب الصحيفة، فإن هذا "أمر حرج من وجهة نظر الاحتلال، لأنه في حال حازت إيران كمية كافية من اليورانيوم ستصبح على عتبة دولة نووية، بينما يختلف التوجه الأميركي في هذا التقدير، ويرى أن إيران تصبح تهديدا حقيقيا إذا أحرزت تقدما أيضا في المركبات الأخرى اللازمة للمشروع النووي، مثل بناء قنبلة نووية وإتمام مشروع الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية".
ومع اعتراف المنظومة الأمنية الإسرائيلية بأن القدرات الهجومية لضرب إيران تقلصت في السنوات الأخيرة، بفعل تغيير سلم أولوياتها بعد اتفاق العام 2015، حيث افترضت "دولة" الاحتلال صعوبة تنفيذ هجوم في ظل وجود اتفاق نافذ وتم تحويل الموارد التي كانت مخصصة قبل الاتفاق لبناء خيار عسكري ضد إيران، لصالح أولويات أخرى مثل "المعركة بين الحروب" والمواجهات مع حزب الله، لكن وصول إدارة جو بايدن جاء في وقت لم تكن إسرائيل مستعدة وبدون خطة عسكرية كاملة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وفي السياق، يمكن الإشارة إلى تصريحات رئيس "الموساد" السابق، تمير باردو الأسبوع الماضي، بأن قدرات الجيش الإسرائيلي تسمح له بالقيام بعمليات عينية وإحباط في دول قريبة مثل سورية ولبنان، لكن إيران هي أمر مختلف.
كما تتفق هذه التقديرات، حول عدم جهوزية الخيار العسكري ضد إيران، مع إعلان رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي أنه أوعز للجيش بتسريع جهوزيته لضرب واستهداف دول في "الحلقة الثالثة"، أي التي تبعد عن إسرائيل ولا تربط بينها حدود، في إشارة واضحة إلى إيران. وبالأمس قال الناطق الرسمي لجيش الاحتلال، العقيد ران كوخاف في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية: "لقد سرعنا الجاهزية لمنع تموضع إيران في الجبهة الشمالية ومنع وصولها إلى دولة عتبة نووية".
وبحسب التقرير فإنه خلافاً للموقف الإسرائيلي المعلن ضد "اتفاق مرحلي"، فإن المطلوب من الولايات المتحدة التوقيع على اتفاق جديد مع إيران، ولو من أجل إبطاء سباقها نحو النووي، بما يمكن الجيش الإسرائيلي ويمنحه الوقت اللازم لإتمام استعداداته وتدريباته وخططه لشن هجوم على إيران.
وتأمل قيادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حال التوقيع على مثل هذا الاتفاق إرجاء البت في معضلة كيفية مواجهة المشروع النووي الإيراني لعدة سنوات على الأقل بينما يحسن الجيش قدراته، أو يحصل خلال هذه الفترة على طائرات تزويد المقاتلات بالوقود وهي في الجو، التي تم شراؤها من الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة، فإن "دولة" الاحتلال تراهن على قيام الولايات المتحدة في نهاية المطاف، حتى لو اعتبرت إسرائيل الوجه الأميركي الحالي خاطئ، "بالأمر الصحيح" لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، لأن أي رئيس أميركي لن يسمح بأن تتحول إيران تحت ولايته قوةً نووية.